محمد دهشة

"الحراك" في صيدا يكشف المزيد من المعاناة: ين "قيد الدرس"... و"الجنسية اللبنانية"

11 كانون الأول 2019

02 : 00

أمهات لبنانيات يعرضن معاناتهن في "ساحة الثورة"

يحمل "الحراك الاحتجاجي" في صيدا كل يوم قضية جديدة، تختلف فصولها عن سابقاتها، ولكنها تتلاقى معها في مدى المعاناة التي يرزح الصيداويون تحت وطأتها، فيما تتحول "ساحة الثورة" عند "تقاطع ايليا"، إلى "منبر مفتوح" لتسليط الأضواء عليها، بهدف البحث عن سبل معالجتها في ظل الزخم الشعبي الذي يؤيدها بعد صمت طويل.

وسط "ساحة الثورة"، وعلى مرأى من المشاركين في الاحتجاج اليومي، وقفت الشابة بشرى غازي عدوان، تعرض معاناتها منذ ولادتها، فهي "مكتومة القيد" مع عائلتها، ورثتها عن أبيها، تقول لـ "نداء الوطن": "جاء جدي الى لبنان عبر الاردن منذ سنوات طويلة وتزوج جدتي من بلدة "انصار" الجنوبية، قبل أن يحصل على اقامة "قيد الدرس"، وتحول الى "قيد دائم". لا يلوح في الافق حل قريب لها"، قبل أن تضيف: "أنا لبنانية، ولدت هنا ولكنني محرومة من كل حقوقي والسبب جملة "قيد الدرس"، إذا أراد أحد من أفراد عائلتي تسجيل ولده في المدرسة عليه الحصول على "جواز مرور"، فهل يعقل ذلك؟".

وصبت بشرى، جام غضبها على القوانين التي تحرم المواطنين من حقوقهم بلا أي تعديل، وتؤكد "نحن بلا ضمان اجتماعي ولا طبابة، وعلينا ان ندفع كل فواتير العلاج، فيما الاوضاع الاقتصادية صعبة ولا يمكن ان نتحمل ذلك، بالكاد يستطيع الواحد العيش، حرمنا نحن وما ذنب ان يحرم ابناؤنا من أبسط حقوقهم في حياة كريمة"، آملة ان "يحمل "الحراك الاحتجاجي"... بشرى في إيجاد حل سريع لهذه المشكلة المزمنة التي يتوارثها جيل بعد آخر".

وحال بشرى، ليست أفضل من اللبنانية الأصل "أم مصطفى" أمونة، إذ تزوجت من غير لبناني، فحرمت من حقها بإعطاء زوجها وأولادها الجنسية اللبنانية، وتقول لـ "نداء الوطن": "المشكلة ليست فردية، بل عامة لكل النساء اللبنانيات اللواتي تزوجن من غير اللبنانيين، فوقع الظلم عليهن نتيجة حسابات سياسية أو طائفية أو مذهبية، أنا لبنانية ومن حقي منح زوجي وأولادي الجنسية، زوجي يعيش في لبنان وأولادي ولدوا هنا، فكيف يمكن أن يؤمّنوا مستقبلهم في ظل هذا الحرمان المزمن"؟ قبل أن تضيف: "أنا لبنانية وكما علي واجبات، لي حقوق. أريدها اليوم قبل الغد، ومنها الجنسية لأولادي من أجل بناء مستقبلهم، فإبنتي في الجامعة وتدرس "الهندسة"، وغداً تتخرج، ولا تستطيع ان تدخل الى "نقابة المهندسين"، فكيف ستعمل، ستتحول الى عاطلة عن العمل، انه سؤال برسم المسؤولين؟".

ميدانياً، شهدت صيدا في اليوم "الخامس والخمسين" هدوءاً تاماً. فتحت الجامعات والمدارس الرسمية والخاصة أبوابها كالعادة، كما المؤسسات الرسمية والمرافق العامة، والمصارف ومحال الصيرفة، ولم تشهد "ساحة الثورة" أي حراك نهاراً، وقد ساهم في ذلك عدم وقوع أي مشكلة جراء الامطار الغزيرة التي تساقطت على مدى اليومين، كما الحال في بعض المناطق، وكشفت أن البنى التحتية في المدينة تعتبر الافضل على مستوى المدن اللبنانية، في وقت أعطى رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي، توجيهات مشددة لفرق الطورائ في البلدية لتكثيف دورياتها وتدابيرها الإحترازية والتدخل السريع، من أجل عدم تجمع أي مياه للأمطار التي هطلت بغزارة، وضمان تصريفها في الأقنية، حيث عمدت هذه الفرق الى تنفيذ إجراءات إستباقية وتفقد الأقنية الرئيسية في عدد من شوارع المدينة.

في المقابل، قام عدد من الشابات والشبان ممن اطلق على نفسه مجموعة "أنا مستقل" بالدخول الى سراي صيدا الحكومي وقاموا بلصق رسم "سمكة"، في دلالة على غرق وطوفان الشوارع مع بداية الشتاء ومنشورات على جدران الدوائر والمصالح الرسمية كتب عليها: "غرقتونا بفسادكم، لا للصفقات الوهمية، بدها معاملة لتخلص المعاملة، يحتل لبنان المرتبة 138 من 175 في الفساد (2018).

وتلت إحدى الشابات باسم "المجموعة" بياناً قالت فيه: "إن الأحداث الأخيرة لانهيارات طرقات وطوفان بعضها وغرق المواطنين في منازلهم وسياراتهم وبعض الإدارات العامة، دفعنا اليوم لتسجيل اعتراضنا وامتعاضنا وغضبنا، من صفقاتكم وملفات فسادكم المؤكدة. آن الأوان لنفتح هذه الملفات ونحاسب الفاعلين من وزراء وبلديات ومجالس مدنية وكل من دعمهم وأعطاهم الغطاء معنوياً، سياسياً ومادياً، من دون أي استثناء من أصغر موظف إلى أعلى الهرم".


MISS 3