محمد دهشة

شغَب "ناعم" في صيدا: تخريب صرّافَين آليَّين ومواجهة مع شاحنات النفايات

21 كانون الثاني 2020

02 : 00

دخل "الحراك الشعبي" في لبنان يومه السادس والتسعين، وفيما تتجه الأنظار الى الأحداث التي جرت في العاصمة "بيروت" لقراءة الرسائل منها، على ضوء التعقيدات السياسية التي حالت دون ولادة الحكومة العتيدة برئاسة الرئيس المكلف حسان دياب وفق ما كان متوقعاً، تميز حراك صيدا بأمرين: بدء "الشغب الناعم" من خلال تخريب صراف آلي لأحد المصارف، والنفي الرسمي الفلسطيني لمشاركة أي من أبناء المخيمات، مع التأكيد على انتهاج "سياسة الحياد الايجابي".

شغب ناعم

في التطور الاول، أقدم مجهولون على تحطيم شاشة ولوحة تشغيل الصراف الآلي العائد لمصرف "البحر المتوسط - ميد بنك" في فرعه عند مستديرة "مرجان" في منطقة الوسطاني، ما أدى الى توقفه عن العمل، إضافة الى تخريب "الصراف الآلي" للمصرف نفسه في فرعه في مجدليون حيث تمّ احراقه جزئياً، وهي المرة الاولى التي يتم فيها "تخريب" أي من ممتلكات المصارف في المدينة، رغم الوقفات الاحتجاجية المتكررة امامها وكتابة الشعارات الغاضبة على واجهاتها، الى جانب فرع مصرف لبنان، ما يشير الى احتمال الانتقال الى مرحلة "الشغب الناعم" الذي لا يؤدي الى وقوع صدام، بخاصة وأن العملية تتمّ ليلاً، وبواسطة "ملثمين" من دون تبنٍّ رسمي من ناشطي الحراك.

مجدداً، أقدم محتجون على إشعال "حزام ناري" أمام مدخل "أوجيرو" في شارع حسام الدين الحريري، وهي المرة الرابعة بعد حزام ناري امام مصارف في شارع رياض الصلح الرئيسي، تقاطع "ايليا"، ومدخل شركة كهرباء لبنان، في رسالة من المحتجين الى استمرار حراكهم الاحتجاجي بعد مرحلة من الفتور، في أعقاب إزالة خيمة "الاعتصام المفتوح" في "ساحة الثورة" عند "تقاطع ايليا".

وفي خطوة جديدة، اعترض شبان من "حراك صيدا"، شاحنة محملة بالنفايات على الطريق البحرية، وأجبروا سائقها على ركنها جانباً، وصادورا مفاتيحها لمنعها من الوصول إلى معمل معالجة النفايات الصلبة الحديث الواقع في "سينيق"، رفضاً منهم لاستقبال المعمل نفايات من خارج نطاق صيدا والزهراني، ورشوا عليها عبارة "ثوار صيدا"، فيما أعلن "الحراك" في بيان، انه تمّ توقيف أكثر من أربع شاحنات محملة بالنفايات من خارج صيدا على الطريق البحرية، "وحصل إشكال مع احد السائقين وتمّت مصادرة مفتاح الشاحنة"، مؤكداً أننا "سنستكمل هذه التحركات الإحتجاجية ضد أي شاحنة محملة بنفايات من خارج صيدا، وسنقوم بمنعها من الوصول إلى معمل الموت".

إتهام ونفي

وفي التطور الثاني، تقدّمت الى واجهة الاهتمام تساؤلات عن خلفية المحاولات المتكررة لضرب العلاقة اللبنانية – الفلسطينية، عبر اتهام أبناء المخيمات بالمشاركة في الأحداث التي وقعت في بيروت، ومحاولة زج العنصر الفلسطيني فيها، في وقت أكدت فيه القوى الوطنية والاسلامية على انتهاج سياسة "الحياد الايجابي" والدعوة الى الوحدة الوطنية اللبنانية، ورفض زج العامل الفلسطيني في التجاذبات والسجالات الداخلية اللبنانية".

وأبلغت مصادر فلسطينية " نداء الوطن"، أن ارتداء "المحتجين" في بيروت "الكوفية"، التي اقترنت بالنضال الوطني الفلسطيني والكفاحي المسلح، وشكلت رمزاً وطنياً ونضالياً من خلال "كوفية" الرئيس ياسر عرفات، وطريقة لبسها الهندسي الذي يرمز الى خريطة فلسطين التاريخية ومن خلال الفدائي الفلسطيني، تحولت الى رمز للثورة على الظلم، لذلك ليس غريباً أن يقوم "المحتجون" بارتدائها في تعبير رمزي من جهة، ولإخفاء ملامح وجوههم من جهة أخرى، ما أثار الالتباس بمشاركة الفلسطيني في حال حسن الظن، أو ثمة قرار بزج العنصر الفلسطيني وهذا ما نفته قيادة حركة "فتح" في لبنان، مؤكدة في بيان "طالعنا بعض النواب والسياسيين اللبنانيين المنتمين للتيار الوطني الحر بسلسلة من التغريدات، التي تمس وتسيء للرموز الفلسطينية، وفي مقدّمهم الرئيس الراحل ياسر عرفات. إننا نربأ بأنفسنا عن الرد على أمثال هؤلاء، لأننا انتهجنا سياسة الحياد الإيجابي في لبنان ودعونا للوحدة الوطنية اللبنانية دائماً، ونرفض بشدة زج العامل الفلسطيني في التجاذبات والسجالات الداخلية اللبنانية.

وأضاف: إننا نرفض بشدة التطاول على الرئيس الشهيد الرمز ياسر عرفات، الذي كان دائماً حريصاً على لبنان وشعبه ووحدة أراضية، وربطته علاقات أخوة وصداقة مميزة مع كافة المرجعيات اللبنانية السياسية والروحية. ونذكر أن الشهيد ياسر عرفات ربطته علاقة ممتازة مع فخامة الرئيس ميشال عون في أحلك واصعب المراحل التي مرّ بها لبنان، الذي نقدّر ونحترم مواقفه الثابتة في دعم القضية الفلسطينية في كل المحافل العربية والدولية.