محمد دهشة

"حراك صيدا" يخبو في يومه التاسع والتسعين...بانتظار "خطة تحرُّك" احتجاجية

24 كانون الثاني 2020

02 : 00

يخبو "حراك صيدا" في يومه التاسع والتسعين. يلتقط الناشطون أنفاسهم، يتدارسون إعداد خطة تحرك جديدة تعبر عن موقفهم الرافض لتشكيل الحكومة العتيدة برئاسة حسان دياب، على اعتبارها حكومة محاصصة ومن اللون السياسي الواحد ولا تلبي طموحاتهم لجهة الاختصاصيين المستقلين.

وتميّز "اليوم الصيداوي" أمس بالهدوء التام من دون أن تشهد "ساحة الثورة" عند "تقاطع ايليا" أي نشاط، فتحت الطريق بكافة مساربها، كما المدارس الرسمية والخاصة والجامعات والمصارف ومحلات الصيرفة، بينما تقدم الى واجهة الاهتمام التلاعب بسعر صرف الدولار الاميركي، حيث لم تصمد تسعيرة نقابة الصرافين طويلاً امام الطلب على الدولار، فارتفع سعر صرفه ليلامس 2150 ليرة لبنانية، وعادت السوق السوداء تزدهر من جديد من دون مراقبة، وكل يصرف على هواه، بينما الاسعار آخذة بالارتفاع الى حد النار خلافاً للطقس البارد الذي يلف المدينة منذ أيام. والأسوأ من ذلك فقدان بعض المواد الاستهلاكية والغذائية الاساسية بذريعة عدم الاستيراد بسبب فقدان "السيولة الخضراء".

هذا الواقع الأليم، انعكس على حياة الناس ركوداً في حركة الاسواق، جموداً في البيع والشراء، كسر رتابته قيام البعض ببيع "الحلى من الذهب" من أجل سد عجز مصروفه اليومي، فيما اعتمد البعض الآخر نمط حياة جديد من خلال التقسيط أو الدين، و"البديل عن الاصيل"، والبعض الثاني لجأ الى الجمعيات والمؤسسات ليقتات على بعض المساعدات العينية أو المادية، من مساهمات مالية بسيطة أو مواد تموينية، والبعض الثالث استنجد بـ"الجمعيات الشهرية" التي تقوم على مبدأ المداورة بعد دفع مبلغ مالي زهيد يومي أو أسبوعي بانتظار دوره.

آمال فلسطينية

في المقابل، تواصل ارتفاع الصوت الفلسطيني الاعتراضي من أبناء المخيمات، الذين يئنون تحت وطأة الجوع والفقر وسط دعوات من القوى السياسية "الوطنية والاسلامية"، للحكومة الجديدة أن تولي الشأن الفلسطيني اهتمامها وتشرع الأبواب لبدء "حوار لبناني فلسطيني" رسمي، يقوم على مبدأ الحقوق والواجبات، وينهي زمن الحرمان من الحقوق المدنية والاجتماعية والانسانية بعد عقود طويلة منه.

وقد ترجمت أولى الخطوات بلقاء جمع أمين سر حركة "فتح" وفصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" فتحي أبو العردات، ورئيس "لجنة الحوار الفلسطيني اللبناني" الدكتور حسن منيمنة، في مكتبه في السراي الحكومي في بيروت، حيث جرى بحث الأوضاع العامة وانعكاساتها على أوضاع اللاجئين في لبنان على كافة الصعد وخاصة موضوع البطالة وانعدام وجود فرص عمل، ما أدى إلى أوضاع صعبة ومعقدة للغاية تنذر بكارثة إجتماعية إنسانية، إذا لم تتم معالجتها من خلال تحمل الجميع لمسؤولياتهم وخاصة وكالة "الأونروا" التي من المفترض استناداً إلى النداء الذي وجهه مدير عام "الأونروا" كلاوديو كورديني إلى المجتمع الدولي لتأمين مبلغ طارئ للاجئين الفلسطينيين، وكذلك استكمال الجهود مع كل الجهات للتخفيف من معاناة أهلنا الفلسطينيين في لبنان، بينما أعرب منيمنة عن ضرورة عقد اجتماع للجنة الحوار الفلسطيني اللبناني في أقرب وقت ممكن لمتابعة هذه القضايا.دعوة للحكومة اللبنانية

كما عقد لقاء بين وفد من "الجبهة الديموقراطية" برئاسة مسؤولها في لبنان علي فيصل، ووفد من "حركة الجهاد الاسلامي" برئاسة ممثلها احسان عطايا حيث اكد الطرفان الموقف المسؤول الذي اتخذته الحالة الفلسطينية في لبنان بجميع مكوناتها من الأزمة اللبنانية، انطلاقاً من حرص الشعب الفلسطيني على الأمن والاستقرار في لبنان، آملين من الحكومة الجديدة أن تكون قضاياه المطلبية الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية على أجندتها المقبلة وتأكيد ذلك في البيان الوزاري لجهة العمل على اقرار الحقوق الانسانية وتحسين الاوضاع الصعبة التي تعيشها المخيمات.

اعتصام احتجاجي

ميدانياً، نظّمت المنظمة النسائية الديموقراطية الفلسطينية "ندى" اعتصاماً جماهيرياً امام مكتب مدير خدمات الاونروا في مخيم عين الحلوة شارك فيه ممثلو اللجان الشعبية ومؤسسات المجتمع المدني وحشد من أبناء المخيم، حيث رفع المعتصمون شعارات ترفض صمت "الاونروا" حيال الاوضاع المعيشية الصعبة وعدم تدخلها العاجل لايجاد حلول سريعة لتقديم المساعدات أو اعلان "خطة طوارئ".

ووصفت عضوة قيادة "ندى" في عين الحلوة مهى البشتلي معاناة أبناء المخيمات بأنها "فوق الوصف" بسبب الاوضاع الاقتصادية وارتفاع نسبة البطالة والغلاء، وحملت "الاونروا" مسؤولية ايجاد الحلول لتأمين الاموال.


MISS 3