محمد دهشة

هتافات ضد مصرف لبنان واجتماع "إنقاذي" للعام الدراسي

صيداوية تحمي الجيش من الأمطار... القوّام: رسالة تقدير

29 تشرين الثاني 2019

02 : 00

القوّام تحمي عسكرياً من الأمطار بمظلتها

كسرت رتابة المشهد اليومي في مدينة صيدا التي دخلت يومها الثالث والاربعين من الحراك الاحتجاجي، وسط اصرار على استمراره من جهة، وسلميته من جهة أخرى، صورة الشابة الصيداوية سارة القوام، وهي تحمل "مظلة" فوق رأس أحد عناصر الجيش اللبناني، في "ساحة الثورة" عند "تقاطع ايليا" في مدينة صيدا، لتقيه من الأمطار التي تساقطت على المدينة في ساعات الليل، وذلك تعبيرا عن المحبة والاحترام والتقدير للدور الوطني الذي يلعبه الجيش اللبناني في حفظ الأمن والاستقرار.

وقالت سارة لـ "نداء الوطن"، "ان وضع "المظلة" فوق رأس الجيش ليس فقط لحمايته من الامطار التي تساقطت، وانما رسالة عنوانها نحن نقدر تعب الجيش ونتضامن معه، ونؤكد له مدى المحبة والتقدير، ونثق به وبحكمة قيادته وخير دليل على ذلك اننا حين نعتصم في ساحة الثورة تكون ظهورنا له، مضيفة لقد بقي عناصر الجيش في المكان تحت المطر من أجل حمايتنا"، قبل ان تردف "في هذا الحراك تعرفنا على ارض الواقع على تعب وتضحيات الجيش، ونقول له نحن معك ابدا، ولك منا كل الاحترام والتقدير والمحبة".

وقد لاقت هذه المبادرة استحسانا من المحتجين في صيدا، اذ تأتي بعد سلسلة مبادرات فردية وجماعية، تقديرية تجاه الجيش.. ومنها توزيع الورد أكثر من مرة على ضباطه وعناصره المتواجدين في المكان، وفي اوقات مختلفة، والهتاف تحية له، اضافة الى رفع العلم اللبناني فوق رؤوسهم ليقيهم حرارة الشمس مع بدء الحراك الاحتجاجي في ظل ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، وفي كلا الامرين رسالة محبة وتقدير.

اضراب ومسيرات

ميدانيا، عاشت صيدا يوما طبيعياً، بعدما علقت "جمعية تجار صيدا وضواحيها" كما غرفة التجارة والصناعة والزراعة، الاضراب الذي كان مقرراً تنفيذه، ففتحت الاسواق التجارية أبوابها، كما المصارف ومحلات الصيرفة والمدارس الرسمية والخاصة، في وقت نظم فيه طلاب عدد من المدارس، الذين عادوا وغادروا صفوفهم بعد الالتحاق بمدارسهم، مسيرة داخل الاسواق التجارية لدعم الحراك الاحتجاجي، جابوا الشوارع الرئيسية، قبل ان يتوقفوا لبعض الوقت امام محال الصيرفة ويهتفوا ضد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وسياسة المصارف، ويختموها عند تقاطع "ايليا".



ثورة صيدا سلمية


تزامنا، التزمت محطات الوقود بالاضراب الذي دعت اليه نقابة محطات الوقود في لبنان، احتجاجاً على الخسائر التي لحقت بهم جراء فرق سعر صرف الدولار باللبناني بين السعر الرسمي (1517) والسوق السوداء (2300)، فأقفل البعض ورفع البعض الآخر الخراطيم غير انه واصل تقديم الخدمات الاخرى، علما ان غالبية المحطات كانت قد شهدت ليلا ازدحاماً كثيفاً بالسيارات التي حرص اصحابها على التزود بالوقود قبل سريان موعد الاضراب، خاصة بعد اعلان نقيب المحطات جورج البراكس "انّ "الاضراب سيكون مفتوحاً ولن يقتصر على ثلاثة ايام فقط نتيجة الاوضاع التي وصلنا اليها".

واستمر اسلوب المسيرات الشعبية من الاحياء السكنية في المدينة ومنطقتها، فبعد مسيرات "الشرحبيل والقياعة والهلالية"، نظمت مسيرة من بلدة عبرا انطلقت من امام "بنك عودة" داخل الاحياء وتوجه المشاركون فيها الى "إيليا"، وهم يرفعون الأعلام اللبنانية، ويرددون هتافات تستنكر الغلاء وارتفاع الاسعار نتيجة سعر الدولار الممنهج الذي انعكس سلباً على أسعار المواد الاستهلاكية والسلع كافة.


إجتماع إنقاذي

تربوياً، خلص اجتماع تشاوري عقده مدراء مدارس ومعاهد الشبكة المدرسية لصيدا والجوار "الرسمية والخاصة والأونروا في مجدليون، الى ضرورة البحث في سبل إنقاذ العام الدراسي وتعويض الطلاب ما فاتهم بسبب ايام التعطيل القسرية مع الحرص على استمرار مشاركة الطلاب في الحراك بشكل لا يؤثر على متابعتهم التحصيل العلمي.

بينما، أكدت رئيسة لجنة التربية والثقافة النيابية النائب بهية الحريري، اهمية ايجاد مساحات وآليات حوار وتفاعل مع الطلاب في المدارس وأن تكون هناك مواءمة بين الحرص على مستقبل الطلاب وبين مشاركتهم في الحراك والتعامل بإيجابية مع هذا الغضب الذي في داخلهم لنوصلهم الى بر الأمان من خلال انتظام العام الدراسي وتعويضهم ما فاتهم على صعيد الدراسة من دون ان نغفل حقهم في التعبير السلمي عن هواجسهم وآرائهم وتطلعاتهم واحلامهم بلبنان الذي يريدون، والذي لهم الدور الأساسي في صناعة مستقبله، معتبرة ان الطلاب الذين تستقبلهم المدارس بعد 17 تشرين الأول هم غيرهم قبل هذا التاريخ مشددة على دور ادارات المدارس والمعلمين في مواكبة الشخصية الجديدة لهذا الجيل.


MISS 3