"الإطار" يُطلق اعتصاماً مفتوحاً عند أسوار "المنطقة الخضراء"

حشدان في بغداد: "عراق وطني" و"عراق إيراني"!

02 : 00

خلال تظاهرة لأنصار "الإطار" في بغداد أمس (أ ف ب)

في تجسيد واضح وصريح للإنقسام السياسي العمودي في "بلاد الرافدين"، بدا المشهد الميداني بالأمس مقسوماً بين "عراق وطني" يُريد دُعاته تحريره من التبعيّة للخارج والفساد، وبين "عراق إيراني" يُريد أنصاره الإستمرار بجعل بلادهم ساحة صراع مفتوحة لتصفية الحسابات الجيوستراتيجية على حساب أمن العراقيين وكرامتهم ولقمة عيشهم، كما رأت أوساط متابعة للأزمة السياسية العميقة التي يمرّ بها العراق حاليّاً والتي تمنع انتخاب رئيس جديد للجمهورية واختيار رئيس مكلّف لتشكيل حكومة.

وباشر الخصوم السياسيون لمقتدى الصدر في "الإطار التنسيقي" الموالي لطهران اعتصاماً مفتوحاً عند أسوار "المنطقة الخضراء" المحصّنة في بغداد، مقابل اعتصامٍ آخر يُقيمه مناصرو التيار الصدري في محيط البرلمان منذ أسبوعَيْن، على وقع دعوة الصدر إلى حلّ البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة.

وبعدما أظهر الصدر قدرته على تعبئة الشارع من أجل الدفع بأهدافه السياسية، ردّ خصومه في "الإطار التنسيقي" بالأمس بإعلان الاعتصام المفتوح على طريق مؤدٍ إلى أحد أبواب "المنطقة الخضراء"، حيث بادروا إلى نصب الخيم، بعد تظاهرةٍ ضمّت الآلاف.

وختم مناصرو "الإطار" تظاهرتهم "بإعلان الاعتصام المفتوح من أجل تحقيق مطالبنا العادلة"، وفق بيان ختامي تُلي على المحتجّين، وهي 8 مطالب أبرزها "الإسراع بتشكيل حكومةٍ خدميةٍ وطنيةٍ كاملة الصلاحيات وفق السياقات الدستورية". كما طالب البيان "رئيس مجلس النواب بإنهاء تعليق العمل، والتحرّك الفاعل من أجل إخلاء المجلس وتفعيل عمله التشريعي والرقابي".

ويضمّ "الإطار" خصوصاً الكتلة البرلمانية الممثلة لفصائل "الحشد الشعبي" الموالية لإيران، وكتلة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، الخصم التاريخي للصدر. واعتبر المالكي في بيان تلى الإعلان عن الإعتصام أن تظاهرة "الإطار" الجمعة "أوضحت من دون شك أن الشارع لا يُمكن أن تستحوذ عليه جهة دون أخرى".

وفي المقابل، أدّى آلاف من أنصار التيار الصدري صلاة الجمعة قرب البرلمان عند منتصف النهار. وتحت شمس حارقة ودرجات حرارة تفوق الأربعين، أصغى المصلّون الذين افترشوا سجادات الصلاة إلى الخطبة، منهم من احتمى من الشمس تحت مظلّات يدوية، فيما حمل آخرون صور الصدر.

كذلك، تظاهر العشرات من مناصري "ثورة تشرين"، لا سيّما من الحزب الشيوعي وقوى مدنية، في إحدى الساحات في وسط العاصمة. وخارج العاصمة، تظاهر المئات من مناصري "الإطار التنسيقي" في مدينة الموصل، في حين احتشد مناصرو التيار الصدري في مدينتَيْ العمارة والناصرية جنوباً ومدن عراقية أخرى.

وعلى صعيد آخر، سلّمت الإدارة الذاتية الكردية الحكومة العراقية أكثر من 620 شخصاً، غالبيّتهم من أفراد عائلات مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" مِمَّن كانوا محتجزين داخل مخيّم الهول في شمال شرق سوريا، وفق ما أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" ومسؤول كردي لوكالة "فرانس برس".


MISS 3