طهران تُراجع مقترحات "النصّ النهائي" النووي

بعد 3 عقود من "فتوى الخميني"... طعن سلمان رشدي في نيويورك

02 : 00

خلال تظاهرة نسائيّة تتوعّد رشدي بالقتل في طهران العام 1989 (أ ف ب)

تعرّض الكاتب البريطاني سلمان رشدي الذي أصدر مؤسّس الجمهورية الإسلامية الإيرانية روح الله الخميني فتوى بهدر دمه العام 1989 بسبب روايته "الآيات الشيطانية"، للطعن في العنق خلال مؤتمر في مؤسّسة تشوتوكوا في غرب ولاية نيويورك أمس.

وأعلنت شرطة نيويورك في بيان أن رشدي تعرّض للطعن في العنق في هجوم استهدفه قُبيل إلقائه محاضرة الجمعة، مشيرةً إلى عدم توفر معلومات حول وضعه ومؤكدةً توقيف المشتبه فيه.

وجاء في بيان للشرطة أنّه نحو الساعة 11:00 بالتوقيت المحلّي "هرع مشتبه فيه إلى المنصّة وهاجم رشدي ومحاوره. تعرّض رشدي للطعن في العنق ونقل بالمروحية إلى مستشفى في المنطقة. ولا معلومات حتّى الآن حول وضعه".

وقام عنصر مكلّف ضبط أمن المحاضرة باعتقال المشتبه فيه، فيما تعرّض محاور رشدي لإصابة في الرأس. وأظهرت تسجيلات فيديو تمّ تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي أشخاصاً يسرعون لنجدة الكاتب بعد تعرّضه للإعتداء.

وأكدت حاكمة ولاية نيويورك الديموقراطية كاثي هوتشل أنّ رشدي على قيد الحياة ووصفته بأنه "فرد أمضى عقوداً يواجه السلطة بالحقيقة"، مدينةً "كلّ أشكال العنف... نُريد أن يشعر الناس أنهم أحرار في قول الحقيقة وكتابتها".

من ناحيته، ندّد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بـ"الهجوم المروّع" الذي تعرّض له الكاتب البريطاني. ودان جونسون في تغريدة الإعتداء على رشدي "أثناء ممارسته حقّاً علينا ألّا نتوقف عن الدفاع عنه"، في إشارة إلى حرّية التعبير.

واشتهر رشدي البالغ حاليّاً 75 عاماً بعدما أصدر روايته الثانية "أطفال منتصف الليل" في العام 1981 التي حازت تقديرات عالمية وجائزة "بوكر" الأدبية. وتتناول الرواية مسيرة الهند من الإستعمار البريطاني إلى الإستقلال وما بعده.

لكن روايته "الآيات الشيطانية" التي صدرت في العام 1988 أثارت جدلاً كبيراً وأصدر الخميني فتوى بهدر دمه. واضطرّ رشدي الملحد والمولود في الهند لأبوين مسلمين غير ممارسين للشعائر الدينية إلى التواري بعدما رُصدت جائزة مالية لمَن يقتله، ولا تزال سارية.

ووضعت الحكومة البريطانية رشدي تحت حماية الشرطة في المملكة المتحدة وتعرّض مترجموه وناشروه للقتل أو لمحاولات قتل. وفي العام 1991، قُتِلَ الياباني هيتوشي إيغاراشي الذي ترجم كتابه "الآيات الشيطانية" طعناً.

ورشدي مُقيم حاليّاً في نيويورك، وهو ناشط في الدفاع عن حرّية التعبير، وقد دافع بشدّة عن صحيفة "شارلي إيبدو" الساخرة الفرنسية بعدما استهدفها إسلاميون بهجوم إرهابي العام 2015، قاموا خلاله بتصفية موظّفين فيها، لا سيّما أعضاء هيئة التحرير.

وبينما يترقب متابعون في ما إذا كانت عمليّة طعن رشدي تقف وراءها بشكل أو بآخر طهران، واحتمال أن ينعكس ذلك على المفاوضات النووية، أفاد ديبلوماسي إيراني في وقت سابق بأن الجمهورية الإسلامية "تُراجع" المقترحات الواردة في "النصّ النهائي" الذي طرحه الاتحاد الأوروبي في مباحثات إحياء الإتفاق النووي لـ"ضمان تلبية مطالبها"، في تصريحات لوكالة "إرنا" الرسمية.

وأوضح الديبلوماسي الإيراني أن "مقترحات أوروبا يُمكن قبولها في ما إذا وفرت لإيران الطمأنينة في مختلف القضايا، بما في ذلك الإدعاءات السياسية المتعلّقة بقضايا الضمانات ورفع كافة أنواع الحظر وضمان عدم خرق الإتفاق".


MISS 3