إختر أفضل العدسات لجراحة الساد

02 : 00

يخضع ملايين الناس سنوياً لجراحة روتينية لاستبدال العدسة التي تصبح غائمة في العين. تُسمّى هذه الحالة داء الساد (Cataract)، وهي تُسبّب رؤية ضبابية أو غير واضحة، فيصعب على المريض القيام بمختلف نشاطاته، بدءاً من القراءة وصولاً إلى القيادة. في المقابل، يسمح استبدال العدسة الشائبة باسترجاع رؤية واضحة. حتى أن هذه العملية قد تُصحّح مشاكل أخرى في النظر وتُخفف الاتكال على النظارات. تقول الدكتورة نانديني فينكاتيسواران، جرّاحة متخصصة بجراحة الساد وأمراض القرنية في مستوصف "ماساتشوستس" للعين والأذن التابع لجامعة "هارفارد": "يمكنك اعتبار هذه العملية أداة لتكييف العدسة مع بؤر التركيز التي تناسبك".



تبديل العدسات

يمكنك إجراء جراحة الساد في مركز طبي من دون الحاجة إلى المبيت في المستشفى. ستحصل على دواء للاسترخاء وتخدير عينيك. ثم يُحدِث الجراح شقاً صغيراً في العين، ويدسّ فيه أدوات ضئيلة، ويفكك العدسة الشائبة وينزعها. (قد يستعمل الجراح الموجات فوق الصوتية أو تقنية الليزر لتنفيذ هذه الخطوات). بعد إزالة العدسة الغائمة، يستطيع الجراح أن يضع عدسة اصطناعية في المكان نفسه لتصحيح الرؤية.

قد تصل مدة التعافي إلى أربعة أسابيع، وقد تضطر في هذه الفترة لاستعمال قطرات خاصة للعين، ويجب أن تتجنّب رفع أوزان ثقيلة طوال أسبوع على الأقل.

أنواع العدسات

تتعدد أنواع العدسات التي يمكن استعمالها في جراحة الساد:

عدسات أحادية البؤرة: تسمح لك هذه العدسات باسترجاع رؤية واضحة على مسافة قريبة، مثل طول الذراع، أو مسافة بعيدة. ستحتاج إلى وضع نظارات لرؤية المسافات التي لم تخترها.

توضح فينكاتيسواران: "لنفترض مثلاً أن المريض يمارس الغولف ويريد أن يرى المساحة أمامه بوضوح. في هذه الحالة، يمكننا أن نُصمّم عدسة تناسب الرؤية البعيدة. لكن إذا كان المريض من محبّي القراءة وأراد أن يتصفح الكتب عن قرب، يمكننا أن نُصمّم له عدسة تناسب الرؤية القريبة. حتى أننا نستطيع تصميم عدسات للرؤية المتوسطة كتلك التي نحتاج إليها عند النظر إلى لوحة قيادة السيارة أو شاشة الكمبيوتر".

إذا كنت تحتاج إلى استبدال العدسات الشائبة في العينَين معاً (يجب أن تمرّ أسابيع بين الجراحتَين)، يمكنك أن تختار نقطة محورية قريبة في أول عين ونقطة محورية بعيدة في الثانية. إنه خليط أحادي الرؤية، وهو يتكل على الدماغ لتعديل المسافتَين كي يتمكن الفرد من رؤية المسافات القريبة والبعيدة في آن.

عدسات واسعة النطاق: قد تساعدك أنواع محددة من العدسات في توضيح الرؤية على أكثر من مسافة واحدة. تستعمل العدسات المتعددة البؤر نقطتين محوريتَين، وتشمل العدسات الثلاثية البؤر ثلاث نقاط، وتضمن عدسات عمق التركيز البؤري رؤية ممتازة للمسافات المتوسطة والبعيدة وتسمح بدرجة من الرؤية القريبة. تقول فينكاتيسواران: "تحمل العدسات الثلاثية البؤر أوسع نطاق رؤية، لكنها قد تترافق مع توهجات وهالات خلال الليل. أما عدسات عمق التركيز البؤري، فهي تعمل بطريقة مختلفة ويتراجع فيها احتمال رؤية الهالات، لكنك قد تحتاج إلى استعمال النظارات للقراءة في هذه الحالة، لا سيما إذا كان الضوء خافتاً".

ثمة نوعان آخــــــــران من العدسات:

عدسات توريك لتصحيح اللابؤرية (تشوّش الرؤية بسبب انحناء غير طبيعي في القرنية، أي "النافذة" الخارجية التي تحمي العين): يمكن إيجادها بنسخ أحادية البؤرة، أو ثلاثية البؤر، أو نسخة مُمدّدة من نوع عمق التركيز البؤري.

عدسات خفيفة وقابلة للتعديل: تشمل هذه الأنواع مواد حساسة تجاه الضوء ويمكن تعديلها عبر استعمال أشعة فوق بنفسجية خارجية، ما يسمح بتغيير مساحة تركيز الرؤية بعد الجراحة بفترة قصيرة عند الحاجة.

ما هي العدسات التي تناسبك؟

أبلغ الجراح بمشاكل النظر التي تعاني منها أو حاجاتك اليومية. هل تحب استعمال النظارات؟ هل تتحمّل الهالات والتوهجات ليلاً؟ هل تقرأ كثيراً؟ هل تقود السيارة بشكلٍ متكرر؟ يمكنك أن تحصر خياراتك عبر الإجابة على هذه الأسئلة.

عالج مشاكل النظر العالقة: يجب أن تكون مصاباً بدرجة معينة من اللابؤرية كي تصبح مرشّحاً مناسباً لوضع عدسات توريك. إذا كنت مصاباً بمرض في العين، مثل داء الزرق أو اعتلال الشبكية، قد لا تناسبك أفضل أنواع العدسات.

أخيراً، احرص على فهم إيجابيات العلاج وسلبياته: استبدال عدسة العين التزام جدّي، لذا حاول أن تجمع أكبر قدر من المعلومات حول الخيارات المتاحة قبل اتخاذ قرارك النهائي. يستطيع طبيبك مساعدتك. يجب أن يتطابق خيارك مع مواصفاتك، ما يعني إيجاد العدسة المناسبة لك وعدم الاضطرار لتغييرها لاحقاً.


MISS 3