سمعتُ عن فحوصات دم جديدة لتشخيص مرض الزهايمر. هل هي مفيدة فعلاً؟

02 : 00

تتعدد الفحوصات التي تساعد الأطباء على تشخيص مرض الزهايمر. في الماضي، كانت الطريقة الوحيدة تقضي بفحص الدماغ بعد وفاة المريض، ما يعني عدم القدرة على التحرك في الوقت المناسب.

أصبحت الفحوصات الرسمية التي تسمح بتقييم أداء الدماغ متاحة منذ عقود، وهي تطرح أدلة موضوعية على المشاكل المعرفية القائمة. إذا لم ترصد هذه الفحوصات أي خلل، يعني ذلك استبعاد الزهايمر أو أنواع أخرى من الخرف. لكن إذا رصد الفحص اختلالات معينة، قد تشير النتيجة إلى الإصابة بمرض الزهايمر أو نوع آخر من الخرف، لكنها قد تنذر أيضاً بمرض آخر يؤثر على التفكير ويمكن كبحه بالعلاج. قد تنجم المشاكل المعرفية مثلاً عن قصور الغدة الدرقية، أو تراجع مستويات الفيتامين B12، أو انقطاع التنفس أثناء النوم، أو آثار جانبية للأدوية. يسهل تشخيص هذه الحالات ومعالجتها.

كذلك، يمكن تشخيص الزهايمر وأنواع أخرى من الخرف عبر التصوير المقطعي المحوسب، والتصوير بالرنين المغناطيسي، ومسح الدماغ بالتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني. إنها تقنيات مكلفة وقد تشمل التعرّض للأشعة، وهي تشكّل تجربة مزعجة للمصابين برهاب الأماكن المغلقة.

قد تكشف الفحوصات التقليدية بالتصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي انكماشاً في بعض مناطق الدماغ. أما التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني، فهو يكشف وجود كميات مفرطة من بروتينَين في الدماغ: "أميلويد بيتا" و"تاو". يُعتبر هذان البروتينان مؤشرَين مهمَين على الإصابة بالزهايمر. لكن حتى الفترة الأخيرة، كنا نعجز عن "رؤيتهما" في دماغ إنسان حيّ. يعطي التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني أكبر المنافع حين تكون المشاكل المعرفية سلسة وأولية. لكن عندما تصبح المشاكل أكثر حدة وتنذر جميع المؤشرات بنشوء الزهايمر، تتراجع منافع هذه التقنية.

على صعيد آخر، يمكن قياس نسبة "أميلويد بيتا" و"تاو" في السائل الشوكي، وهي خطوة مفيدة لتشخيص المرض. تتطلب هذه العملية القيام بفحص البزل القطني الذي يكون مزعجاً ويُسبب الألم لفترة قصيرة.

في أيار 2022، صادقت "إدارة الغذاء والدواء" الأميركية على فحص دم لتشخيص الزهايمر، وهو يرتكز على رصد بروتين "أميلويد بيتا". إنه فحص دقيق مقارنةً بالتقنية المكلفة والمعقدة في التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني. كذلك، أصبحت فحوصات دم أخرى قيد التطوير، بما في ذلك فحص بروتين "تاو".

لكن ما أهمية ظهور فحص لتشخيص مرض لا علاج له في الوقت الراهن؟ قد يكون اكتشاف هذا المرض في مرحلة مبكرة صادماً، لكنه يساعدك أيضاً على التخطيط للخدمات الطبية والموارد المالية التي تحتاج إليها مستقبلاً، ما يسمح لك بالحفاظ على استقلاليتك لوقتٍ أطول. كذلك، قد تظهر خلال عشر سنوات علاجات تمنع تفاقم الزهايمر عند رصد المرض في مرحلة مبكرة.