حريق مأسوي يلتهم كنيسة مصرية: 41 ضحية جرّاء الدخان والتدافع

02 : 00

من آثار الحريق في الكنيسة أمس (أ ف ب)

لم يمرّ يوم الأحد في 14 آب كغيره من أيّام الآحاد داخل كنيسة الشهيد أبي سيفين غرب القاهرة، حيث اندلعت نيران نتيجة "خلل كهربائي"، وفق السلطات الرسمية، ما أدّى إلى مصرع 41 شخصاً وإصابة 12 آخرين داخل الكنيسة.

وفي التفاصيل، أوضحت وزارة الصحة أن الوفيات نتجت عن "الدخان الكثيف الناتج عن الحريق والتدافع بسبب محاولات هروب الضحايا"، فيما ذكرت وزارة الداخلية أن الحريق اندلع عند الساعة التاسعة صباحاً بتوقيت القاهرة، مشيرةً إلى أن بين المصابين ضابطين و3 أفراد من قوات الحماية المدنية.

وكشفت الداخلية أن "فحص أجهزة الأدلة الجنائية أسفر عن أن الحريق نشب في (جهاز) تكييف بالدور الثاني في مبنى الكنيسة الذي يضمّ عدداً من قاعات الدروس نتيجة خلل كهربائي، وأدّى ذلك الى إنبعاث كمّية كثيفة من الدخان كانت السبب الرئيسي في حالات الإصابات والوفيات".

توازياً، أعلن النائب العام المصري حمادة الصاوي "تشكيل فريق تحقيق كبير في واقعة حريق كنيسة المنيرة بإمبابة"، الذي "انتقل على الفور لمعاينتها وبدء إجراءات التحقيق"، بحسب بيان للنيابة العامة.

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد كتب عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك": "أُتابع عن كثب تطوّرات الحادث الأليم بكنيسة المنيرة بمحافظة الجيزة، وقد وجهت كافة أجهزة ومؤسّسات الدولة المعنية باتخاذ كلّ الإجراءات اللازمة، وبشكل فوري التعامل مع هذا الحادث وآثاره وتقديم كافة أوجه الرعاية الصحية للمصابين".

واتصل السيسي هاتفيّاً ببابا الأقباط تواضروس الثاني، بحسب المتحدّث الرسمي باسم الرئاسة المصرية بسام راضي، وأكد له "قيام كافة مؤسّسات الدولة بتقديم الدعم اللازم لاحتواء آثار هذا الحادث الأليم". ولاحقاً، أورد بيان للرئاسة المصرية أن السيسي "أصدر توجيهات للهيئة الهندسية للقوات المسلّحة بتولّي عملية ترميم وإصلاح" الكنيسة المتضرّرة. وقرّر محافظ الجيزة أحمد راشد صرف "إعانة عاجلة بقيمة 50 ألف جنيه (حوالى 2600 دولار) لأسر المتوفين و10 آلاف جنيه لأسر المصابين".

وفي موقع الحادث، قال رضا أحمد، أحد سكان المبنى المجاور للكنيسة، لوكالة "فرانس برس"، إنّه بمجرّد نشوب الحريق، "هرع الأهالي لمساعدة وإنقاذ الأطفال"، لافتاً إلى أن بعض الذين كانوا يُساعدون في عملية الإنقاذ لم يتمكّنوا من العودة إلى الكنيسة مرّة ثانية بسبب تمدّد الحريق، الذي تمّت السيطرة عليه أخيراً.

من جهته، قال مينا مصري الذي كان شاهداً على ما حدث: "وصلت سيارات الإسعاف بعد أكثر من ساعة ونقلنا الضحايا إليها على بُعد 150 متراً تقريباً من الكنيسة، كما وصلت سيارات الإطفاء بعد أقلّ من ساعة تقريباً رغم أن مقرّها يبعد 5 دقائق".

ونعى شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب ضحايا الحريق في بيان، وأكد استعداد الأزهر "لتقديم كلّ أوجه الدعم إلى جانب مؤسّسات الدولة للمصابين وجاهزية مستشفيات الأزهر لاستقبال المصابين مع تقديم الدعم النفسي لهم". كما نعت البطريركية اللاتينية في القدس والأمين العام لجامعة الدول العربية ضحايا الحادث.

بدورها، أعربت وزارة الخارجية السعودية في بيان عن "بالغ الحزن والأسى جراء حادث الحريق المروّع الذي تعرّضت له كنيسة أبو سيفين في جمهورية مصر العربية"، مقدمةً "تعازيها ومواساتها".

وليس حادث كنيسة إمبابة الأوّل من نوعه. فقد نشب حريق داخل كنيسة الأنبا بولا في حي مصر الجديدة شرق القاهرة في الأسبوع الأوّل من آب، سيطرت عليه قوات الحماية المدنية من دون وقوع خسائر في الأرواح.


MISS 3