طهران تطالب بتعويض إذا انسحبت واشنطن مجدّداً من الاتفاق

الغرب يدرس الردّ الإيراني على "النصّ الأوروبي"

02 : 00

الشارع الإيراني يترقب مصير "محادثات فيينا" وانعكاسها على أحواله المعيشية (أ ف ب)

تعمل واشنطن وبروكسل على درس الردّ الذي تقدّمت به طهران على "النصّ الأوروبي" الهادف إلى إنجاز تفاهم يُعيد إحياء الإتفاق النووي الإيراني، فيما يرى مراقبون أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ما زالت متمسّكة بنقاط شائكة قد تنسف الجهود "النووية" الأوروبّية.

وذكرت الخارجية الأميركية أنها تلقّت الردّ الإيراني على المقترح الأوروبي الخاص بالإتفاق النووي وهي تدرسه حاليّاً. وقال المتحدّث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس خلال إفادة صحافية: "نقوم بدراسة الردّ الذي قدّمته إيران للاتحاد الأوروبي ولن نُقدّم تفصيلات في شأنه في الوقت الحالي".

وإذ اعتبر برايس أنه "لو أظهر الإيرانيون قدراً من الجدّية لكنّا وصلنا اليوم إلى نتائج ملموسة"، شدّد على أن العقوبات المفروضة على "الحرس الثوري" الإيراني هي خارج الإتفاق النووي وغير مرتبطة به، فيما نقلت شبكة "سي أن أن" عن ديبلوماسي إقليمي أن القضية الرئيسية التي تقف أمام إعادة إحياء الإتفاق النووي، هي الضمانات المطلوبة من طهران لتعويضها في حال قرّرت أي إدارة أميركية في المستقبل الإنسحاب مرّة أخرى من الإتفاق.

بدورها، أوضحت متحدّثة باسم وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن التكتّل يُقيِّم ردّ إيران ويتشاور مع الولايات المتحدة في هذا الصدد. ورفضت المتحدّثة إعطاء إطار زمني لأي ردّ فعل من جانب الاتحاد الأوروبي الذي يُنسّق "محادثات فيينا"، مشيرةً إلى أنهم يعكفون حاليّاً على دراسة الردّ الإيراني "والتشاور مع المشاركين الآخرين في خطّة العمل الشاملة المشتركة (الإتفاق النووي) والولايات المتحدة في شأن المضي قدماً".

وفي المقابل، شدّد أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني خلال اجتماع مع لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان على أن طهران لن تتراجع عن خطوطها الحمر بمعزل عن الوصول إلى إتفاق من عدمه، مؤكداً أن السياسة المركزية لطهران هي عدم ربط اقتصاد البلاد بالمفاوضات النووية.

من ناحيته، رأى مندوب روسيا في المفاوضات النووية في فيينا ميخائيل أوليانوف في تصريحات صحافية أن مقترحات طهران في شأن الوثيقة الأوروبّية معقولة، مشيراً إلى اجتماع وزاري مرتقب في شأن الإتفاق النووي الأسبوع الحالي أو المقبل.

وكان الاتحاد الأوروبي قد قدّم الأسبوع الماضي اقتراح تسوية "نهائيّاً"، داعياً واشنطن وطهران، اللتَيْن تتفاوضان بشكل غير مباشر، للردّ عليه أملاً بتتويج مباحثات بدأت قبل عام ونصف عام.

وأفادت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا" فجر الثلثاء أن طهران قدّمت "ردّها خطياً على النصّ المقترح من قبل الاتحاد الأوروبي"، معتبرةً أنه "سيتمّ التوصّل إلى إتفاق إذا كان الردّ الأميركي يتّسم بالواقعية والمرونة"، في حين تحدّثت وكالة "إسنا" عن أن طهران تترقّب جواب "الطرف الآخر" في غضون "يومَيْن".

وعلى صعيد آخر، أجرى الاتحاد الأوروبي وإندونيسيا الأحد والإثنين أوّل مناورة بحرية مشتركة لهما في بحر العرب، استناداً إلى عملية محتملة لمكافحة القرصنة، وفق ما جاء في بيان مشترك.

وأوضحت بروكسل وجاكارتا في بيانهما أن "المناورات المبنية على سيناريو عملية لمكافحة القرصنة، تضمّنت هبوط مروحيات على جسر وتحرّكات تكتيكية معقّدة في البحر وعمليات تفتيش سفن مشتبه فيها والتزوّد بالوقود في البحر".

وشاركت في المناورات سفينة "كورفيت" تابعة للبحرية الإندونيسية وفرقاطة للقوة البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي (يونافور) مرتبطة بعملية أتلانتا وهي "عملية الاتحاد الأوروبي العسكرية لردع ومنع وقمع أعمال القرصنة والسطو المسلّح قبالة ساحل الصومال".


MISS 3