وفد من "الإطار التنسيقي" يزور السعودية قريباً

"طاولة مستديرة" عراقية بغياب الصدر: لا حلّ إلا بالإنتخابات

02 : 00

الكاظمي مخاطباً المشاركين في الحوار الوطني أمس (أ ف ب)

في خضمّ الأزمات السياسية والدستورية والمعيشية التي تعصف بالعراق، جمع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي قادة أبرز الكتل السياسية في قصر الحكومة في بغداد حول طاولة مستديرة ضخمة، لمحاولة إيجاد مخرج للشلل السياسي، لكن التيار الصدري أعلن مقاطعته اللقاء.

وفي بيان نشره مكتب رئيس مجلس الوزراء في ختام الاجتماع، دعا المشاركون التيار الصدري إلى "الإنخراط في الحوار الوطني لوضع آلياتٍ للحلّ الشامل، بما يخدم تطلّعات الشعب العراقي وتحقيق أهدافه". وأشار المجتمعون إلى الإنتخابات المبكرة، معتبرين أنها "ليست حدثاً استثنائيّاً في تاريخ التجارب الديموقراطية عندما تصل الأزمات السياسية إلى طرق مسدودة"، من غير أن يتطرّقوا إلى تفاصيل إضافية.

ودعا البيان إلى استمرار الحوار الوطني لوضع "خريطة طريق قانونية ودستورية لمعالجة الأزمة الراهنة"، مجدّداً التأكيد على "تغليب المصالح الوطنية العليا، والتحلّي بروح التضامن بين أبناء الوطن الواحد لمعالجة الأزمة السياسية الحالية".

كذلك، دعا المجتمعون إلى "إيقاف كلّ أشكال التصعيد الميداني أو الإعلامي أو السياسي"، مشدّدين على "ضرورة حماية مؤسّسات الدولة والعودة إلى النقاشات الهادئة بعيداً عن الإثارات والاستفزازات التي من شأنها أن تُثير الفتن".

وأوضح البيان أن الاجتماع حصل "بمشاركة قادة وزعماء القوى السياسية في العراق، وبحضور السادة رئيس الجمهورية، ورئيسَيْ السلطتَيْن التشريعية والقضائية، والمبعوثة الأممية في العراق" جينين بلاسخارت.

وأفاد مصدر في "الإطار التنسيقي" الموالي لإيران لوكالة "فرانس برس" بأنّ رئيس كتلة دولة القانون ورئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، ورئيس كتلة الفتح هادي العامري، ورئيس الوزراء الأسبق وزعيم إئتلاف النصر حيدر العبادي، ورئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، حضروا الاجتماع.

وتمثّل الحزبان الكرديان الكبيران كذلك في اللقاء، بوزير الخارجية فؤاد حسين عن الحزب الديموقراطي الكردستاني، وبرئيس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني ممثلاً عن حزبه، بحسب مصدر في حكومة إقليم كردستان.

وفي المقابل، قاطع الاجتماع التيار الصدري الذي أعلن في بيان أنّه "وبجميع عناوينه وشخصياته السياسية، لم يشترك في الحوار السياسي الذي دعا إليه السيد رئيس مجلس الوزراء هذا اليوم (أمس) لا بطريقة مباشر ولا غير مباشرة".

وذكرت مصادر لـ"الجزيرة" أن المجتمعين اتفقوا على تشكيل وفد يضمّ قيادات سياسية حضرت اجتماع الأمس لزيارة مقتدى الصدر في النجف وإقناعه بالإنضمام إلى حوار وطني مقبل يهدف إلى حلّ الأزمة، مشيرةً إلى أن المجتمعين اتفقوا على أن حلّ البرلمان وإجراء انتخابات تشريعية جديدة خيار لا بدّ منه لحلّ الأزمة الراهنة، وأن تحديد موعد لإجراء الإنتخابات سيتمّ الإتفاق عليه لاحقاً بمشاركة التيار الصدري.

ودعا الكاظمي الثلثاء في بيان إلى هذا الاجتماع "للبدء في حوار وطني جاد"، مؤكداً أن هدف اللقاء هو "التفكير المشترك" من أجل "إيجاد الحلول للأزمة السياسية الحالية".

توازياً، كشف مصدر في "الإطار التنسيقي" لـ"الشرق" عن تشكيل وفد برئاسة زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم لزيارة المملكة العربية السعودية "قريباً جدّاً"، موضحاً أن الزيارة تهدف إلى توجيه "رسائل إيجابية بأنّ "الإطار التنسيقي" ليس عدوّاً للمملكة". وأشار المصدر إلى أن "الزيارة ربّما تشهد وساطة من المملكة لتقريب وجهات النظر بين التيار الصدري و"الإطار التنسيقي"، وعقد إتفاق على غرار إتفاق الطائف بين الأطراف اللبنانية".

وبينما ارتفع مستوى التصعيد بين التيار الصدري و"الإطار التنسيقي" منذ أواخر تموز، مع تبادل الطرفين الضغط في الشارع وفي التصريحات، لم تفضِ محاولات الوساطة ودعوات الحوار بين الطرفين إلى نتيجة حتّى الآن.


MISS 3