الناتو يدعو إلى "تفتيش عاجل" لمحطّة زابوريجيا

كييف تستعد لكافة السيناريوات "النوويّة"

02 : 00

من آثار القصف على دونيتسك أمس (أ ف ب)

في وقت تتبادل فيه موسكو وكييف الإتهامات في شأن عمليات القصف التي طالت محطّة زابوريجيا التي تُعتبر أكبر محطّة نووية في أوروبا والواقعة تحت سيطرة الجيش الروسي منذ آذار، ما أثار مخاوف من وقوع كارثة نووية كبرى، حذّر وزير الداخلية الأوكراني دنيس موناستيرسكي من أن على أوكرانيا الإستعداد لـ"كافة السيناريوات" في محطّة زابوريجيا. وقال موناستيرسكي خلال زيارة لزابوريجيا، المدينة الجنوبية الواقعة على بُعد حوالى 50 كيلومتراً من هذه المنشأة: "لا أحد كان يُمكنه التوقع أن تقصف القوات الروسية مفاعلات نووية بالدبابات. هذا أمر غير مسبوق". وبعد حضوره تدريبات على الإسعافات الأولية في حال وقوع حادث نووي، أكد أنّه "يجب أن نستعدّ لكافة السيناريوات المحتملة"، متّهماً روسيا بأنها "دولة إرهابية". كما رأى أنّه "طالما تُسيطر موسكو على محطة زابوريجيا النووية، هناك مخاطر كبرى".

وشارك عشرات من المسعفين الأوكرانيين في هذه التدريبات تحت شمس حارقة. ونفّذوا التدريبات وهم مزوّدون بملابس وأقنعة واقية من الغازات، وقاموا بإجلاء الجرحى وتطهير مركبات ملوّثة، فيما اعتبر الأمين العام لـ"حلف شمال الأطلسي" ينس ستولتنبرغ أنه من الملحّ أن تُجري الوكالة الدولية للطاقة الذرية تفتيشاً في محطة زابوريجيا وضمان انسحاب جميع القوات الروسية.

وبعد اجتماع مع الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، حذّر ستولتنبرغ خلال مؤتمر صحافي من أن استيلاء العسكريين الروس على الموقع "يُشكّل تهديداً خطراً للأمن ويزيد من خطر وقوع حادث نووي"، مشدّداً على أنّ السيطرة الروسية على زابوريجيا "تُعرّض للخطر شعب أوكرانيا والدول المجاورة، وكذلك المجتمع الدولي".

وفي الغضون، هدّدت أوكرانيا بتفكيك جسر كيرتش الذي شيّدته موسكو بكلفة عالية لربط روسيا بشبه جزيرة القرم، حيث حصلت عدّة انفجارات في قواعد عسكرية روسية. وكتب مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك على "تلغرام": "هذا الجسر عبارة عن بنية غير قانونية"، إذ "لم تسمح أوكرانيا ببنائه"، معتبراً أنه "يضرّ ببيئة شبه الجزيرة وبالتالي يجب تفكيكه. لا يهمّ كيف: عمداً أم لا".

تزامناً، نقلت وكالة الإعلام الروسية أن موسكو عيّنت قائداً جديداً لأسطول البحر الأسود المتمركز في شبه جزيرة القرم، وذلك في أعقاب التفجيرات التي استهدفت قواعد عسكرية روسية في المنطقة، مشيرةً إلى أنه جرى تقديم القائد الجديد فيكتور سوكولوف لأعضاء المجلس العسكري للأسطول في ميناء سيفاستوبول. ويُعتبر عزل القائد السابق إيغور أوسيبوف أبرز إقالة لمسؤول عسكري منذ الغزو الروسي لأوكرانيا.

إلى ذلك، أعلنت باريس أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي اتّفقا خلال مكالمة هاتفية الثلثاء على "العمل سوياً لإنهاء الحرب" في أوكرانيا. وأوضحت الرئاسة الفرنسية في بيان أنّ ماكرون ومودي ناقشا في مكالمتهما الهاتفية "الحرب التي تشنّها روسيا في أوكرانيا وتداعياتها المزعزعة للإستقرار في بقية أرجاء العالم"، مشيرةً إلى أنّ ماكرون الذي استقبل مودي في باريس في أيار، أكّد خلال المحادثة "عزم فرنسا على مواصلة دعمها لأوكرانيا".