موسكو تنشر صواريخ "فرط صوتيّة" في كالينينغراد

زابوريجيا: غوتيريش يُحذر من "الإنتحار النووي"

02 : 00

مصافحة بين غوتيريش وزيلينسكي وأردوغان في لفوف أمس (أ ف ب)

مع تزايد المخاطر المحيطة بمحطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا التي تتعرّض للقصف بين الحين والآخر، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس من أن إلحاق أي ضرر بالمحطّة سيكون بمثابة "انتحار"، فيما أبدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قلقه من خطر حصول "كارثة تشيرنوبيل أخرى"، وذلك بعد لقاء ثلاثي في لفوف في غرب أوكرانيا مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وإذ دعا غوتيريش مرّة جديدة إلى جعل المحطّة التي يحتلّها الجيش الروسي منطقة "منزوعة السلاح"، أعرب عن "قلقه البالغ" حيال الوضع في أكبر محطة نووية في أوروبا، مطالباً بعدم استخدامها "في أي عملية عسكرية مهما كانت"، في حين كشف أن الأمم المتحدة ستُكثّف عمليات تصدير الحبوب الأوكرانية قبل حلول فصل الشتاء، إذ إن الأخيرة أصبحت ضرورية جدّاً لإمداد دول أفريقية كثيرة بالأغذية.

من ناحيته، أكد أردوغان دعم بلاده لأوكرانيا، وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع زيلينسكي وغوتيريش: "في وقت نواصل جهودنا من أجل حلّ، كنّا وسنبقى إلى جانب أصدقائنا الأوكرانيين"، مضيفاً: "نحن قلقون. لا نُريد أن نعيش تشيرنوبيل أخرى". وكشف أن القمّة الثلاثية تطرّقت أيضاً إلى مسألة تبادل الأسرى بين أوكرانيا وروسيا، لافتاً إلى أنّه "سنواصل إجراء مشاورات في هذا الصدد مع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين"، في وقت ذكرت فيه وكالة "الأناضول" أن تركيا وأوكرانيا وقعتا إتفاقاً لإعادة إعمار البنية التحتية المتضرّرة جرّاء الحرب.

بدوره، دعا الرئيس الأوكراني الأمم المتحدة إلى "ضمان سلامة" محطّة زابوريجيا ونزع السلاح منها وتحريرها بالكامل من القوات الروسية، مندّداً بـ"الرعب المتعمّد" الذي تُسبّبه روسيا والذي "قد تكون له تداعيات كارثية كبرى على العالم بأسره"، بينما نفت موسكو نشرها أسلحة ثقيلة في المحطّة، مؤكدةً أنها لم تنشر سوى وحدات حراسة. واتّهمت موسكو كييف بالتحضير "لعمل استفزازي كبير" عبر شنّ ضربات بالمدفعية على المحطّة من مدينة نيكوبول مع زيارة غوتيريش إلى أوديسا اليوم.

وفي الغضون، أوضحت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو ليست لديها مصلحة في مواجهة مباشرة مع "حلف شمال الأطلسي" والولايات المتحدة، مشيرةً إلى أنها ستستخدم سلاحها النووي في حالة واحدة. وذكر المتحدّث باسم وزارة الخارجية إيفان نيتشايف في إفادة صحافية أن الأسلحة النووية ستُستخدم فقط كإجراء "للردّ"، وأن بلاده لن تستخدم ترسانتها النووية إلّا في "حالات الطوارئ" فقط، في وقت أُخليت فيه قريتَيْ تيمونوفو وسولوتي الروسيّتَيْن بسبب حريق اندلع في مستودع للذخائر يقع قرب الحدود مع أوكرانيا، فيما قُتِلَ 4 أشخاص وجُرِحَ أكثر من 20 آخرين في قصف روسي على منطقة خاركوف في ساعة مبكرة الخميس.

وفي مؤشّر إلى استمرار التوتر، تمّ تفعيل الدفاع الروسي المضاد للطيران قرب مدينة كيرتش في شبه جزيرة القرم مساء أمس، حيث جسر يربط شبه الجزيرة بالبر الروسي. توازياً، نشرت روسيا طائرات مزوّدة بصواريخ "فرط صوتية" في كالينينغراد. وأوضحت وزارة الدفاع الروسية في بيان أنّه "في إطار اتخاذ تدابير استراتيجية للردع الإضافي، أُعيد نشر 3 طائرات "ميغ 31" مزوّدة صواريخ "فرط صوتية" في مطار تشكالوفسك في منطقة كالينينغراد"، مؤكدةً أن الطائرات الثلاث "ستُشكّل وحدة قتالية عملانية طوال 24 ساعة".

وفي الأثناء، اشتبهت وزارة الدفاع الفنلندية في أن مقاتلتَيْن روسيّتَيْن من طراز "ميغ 31" انتهكتا المجال الجوّي الفنلندي في خليج فنلندا قبالة بورفو، في حين كشف وزير الدفاع الدنماركي مورتن بودسكوف أن بلاده ستستثمر 40 مليار كورونة دنماركية (5.38 مليارات يورو) في قواتها البحرية خلال العقدَيْن المقبلَيْن لتعزيز أسطولها وتجديده.