جورج الهاني

المعاناة تجمعُ اللاعبين والأندية

2 كانون الأول 2019

09 : 00

يوماً بعد يوم، تتعالى أصواتُ لاعبي ومدرّبي الفرق في الألعاب الجماعية، بعدما مرّ "مقصُّ تشحيل" الأندية على رواتبهم، فالبعضُ قبضَ نصف راتب، والبعض الآخر حصل على سلفة متواضعة، فيما حُجبت العملة عن فئة منهم بحجّة أنّ دورهم سيأتي في مرحلة لاحقة قد تحملُ فرجاً مالياً – ولو يسيراً - للأندية التي توجّهت مرغمة منذ بداية الثورة في منتصف تشرين الأول الماضي الى سياسة عصر النفقات وخفض الأجور.

لكنّ الأندية، وليس دفاعاً عنها اليوم، لا تتحمّل بشكل كامل مسؤولية حجب الرواتب عن لاعبيها، فالداعمون والمعلنون غائبون عن الوعي والسمع، كما انّ البلديات التي كانت تساهم بتغذية صناديق الأندية ولو بأرقام صغيرة باتت عاجزة عن إكمال هذه الرسالة الرياضية بعدما صارت تعاني بدورها من شحّ في مواردها المالية، إنْ بسبب عدم تحويل وزارة المالية مستحقات البلديات من الصندوق البلدي المستقلّ منذ العام 2017 من جهة، أو بسبب ضعف الجباية بسبب الأوضاع الإقتصادية والمعيشية المزرية من جهة ثانية، فوجدت الأندية نفسها بالتالي تصارعُ طواحين الهواء في حقبة صعبة لا أحد يعرفُ متى أو كيف ستنتهي، حتى انّ مردودها البسيط من بطاقات دخول جماهيرها الى الملاعب مجمّدٌ حالياً بسبب توقّف الدوري المحلّي.

من ناحية أخرى، لا بدّ من التطرّق مجدداً الى قضية الإحتراف الغائب عن الرياضة اللبنانية، فكيف ستُعطي الأندية كامل الحقوق للاعبيها في وقتٍ لا تربطهم بها عقودٌ إحترافية "مبكّلة" تقيهم شرّ الظروف المماثلة التي تواجهنا اليوم، ولو كان هذا الإحتراف الفعلي مُطبّقاً الآن في لبنان، لكان للاعبين موقفٌ مغايرٌ تماماً، بل كانوا في موقع أقوى وأصلب ولديهم "ظَهرٌ" دوليّ يحميهم، الا أنّ الضياع السائد بين الهواية والإحتراف منذ أكثر من عقدَين من الزمن ساهم في عرقلة الحركة الرياضية ووضعَ مصير الأندية واللاعبين على السواء في مهبّ الرياح.