مُقعدان تايوانيان يجدان الحب بفضل الرقص على الكرسي المتحرّك

11 : 00

اكتشف التايوانيان فنسنت كوو وأيفي هوانغ موهبتهما في الرقص على الكرسي المتحرك كلّ في مكانه... إلى أن اتقدت شعلة الحب بينهما بعدما باشرا التدرب على رقصات مشتركة وهما باتا من أبرز الأزواج في هذه الرياضة حول العالم.

وقد أمضى هذان الرياضيان المنتميان إلى آخر جيل من الناجين من شلل الأطفال في تايوان، سنوات طويلة في التدريب لتحسين أدائهما الراقص.

ويحتل الثنائي المتزوج حديثاً المرتبة الثانية عالمياً في تصنيف الأزواج في الرقص على الكرسي المتحرك، وهما موجودان حالياً في ألمانيا للمنافسة في بطولة العالم لهذه الرياضة. وقال كوو لوكالة "فرانس برس" خلال استراحة من التدريب على حركات في الرقص اللاتيني مع زوجته في مدينة تايبيه الجديدة "لطالما كنت مهتماً بالرياضة على أنواعها رغم عجزي عن ممارستها بسبب الإعاقة".

ويلتقي حوالى خمسين راقصاً على الكرسي المتحرك من أنحاء تايوان كافة بصورة منتظمة للتدريب والتواصل، بمن فيهم كوو وهوانغ البالغان 48 عاماً.ويتشارك هؤلاء التدريب مع متطوعين من غير ذوي الاحتياجات الخاصة ممن يؤدون حركات راقصة إما وقوفاً وفق نمط يسمى "كومبي"، أو أيضاً على الكرسي المتحرك في ما يعرف بنمط الثنائي (ديو).وقالت هوانغ "استطعنا من خلال الرقص التعرف إلى أصدقاء جيدين كثيرين. وبعد كل عرض خصوصاً نلتقي ونحتفل ونكون سعداء للغاية".

وقد حضر هوانغ وكوو اللذان يستطيعان المشي على عكازين لكنهما يستعينان بالكرسي المتحرك للرقص، هذه اللقاءات لأكثر من عقد قبل أن يبدآ أداء رقصات مشتركة مهدت لوقوعهما في الحب.

وأشارت هوانغ إلى أن حس الفكاهة لدى كوو هو الذي لفت انتباهها، قائلة "هو كان شخصاً مرحاً على الدوام عندما كنت أكلّمه".



أما كوو فقال إن "انطباعي الأول عن أيفي هو أنها كانت ظريفة جداً لأنها تمشي مثل البطريق"، في توصيف أثار نوبة ضحك لدى الزوجين. وتدرّب الزوجان لأشهر قبل المشاركة في المسابقة التي تستضيفها بون حيث يتواجهان مع 230 راقصاً من 26 بلداً. ويتنافس كوو وهوانغ في فئة الثنائي (ديو) فيما يشارك كوو في فئة "كومبي" أيضا مع ليديا تشانغ الراقصة غير المقعدة ومدربة الفريق.

ويتواجه الزوجان التايوانيان مع فرق راقصين تنعم بتمويل أكبر بكثير.

وقالت تشانغ "لدى أوروبا أفضل الراقصين، وفي آسيا هناك كوريا الجنوبية. لكننا مصرون على المنافسة لنرى ما يمكننا إنجازه".

وأبدت هوانغ التي تعمل موظفة حكومية في تايبيه خلال النهار، خشيتها من عدم تمكنها من الرقص في المستقبل. وأوضحت "بالنسبة لنا كمصابين بشلل الأطفال، يمكن أن يتدهور وضعنا الجسدي بسرعة كبيرة. نأمل في أن نحافظ على مرتبة مهمة خلال الفترة التي يبقى في مقدورنا أن نرقص فيها".وقد انطلق الرقص على الكراسي المتحركة في السويد كرياضة للترفيه وإعادة التأهيل سنة 1968. واستضاف هذا البلد الاسكندينافي أول مسابقة دولية في هذه الرياضة بعد تسع سنوات. أما أول بطولة عالمية في الرقص على الكرسي المتحرك فقد أجريت في اليابان سنة 1998، فيما استضافت تايوان أول بطولة آسيوية في هذه الرياضة العام 2016.