سقوط نحو 70 مقاتلاً من الطرفين

إشتباكات عنيفة بين النظام والجهاديين في إدلب

11 : 38

المعارك تُعمّق المآسي الإنسانيّة (أ ف ب)

تفجّر الوضع الميداني في محافظة إدلب من جديد، إذ لقي نحو 70 مقاتلاً حتفهم في الساعات الـ24 الأخيرة خلال اشتباكات عنيفة بين قوّات النظام السوري وفصائل جهاديّة في المنطقة الواقعة في شمال غربي سوريا، بحسب ما ذكر "المرصد السوري" أمس. وأوضح المرصد أنّ المعارك أسفرت عن مقتل 36 عنصراً من قوّات النظام وحوالى 33 من الفصائل المسلّحة.

ووصفها مدير المرصد رامي عبد الرحمن بأنّها "الاشتباكات الأكثر عنفاً في محافظة إدلب منذ دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ"، والذي أعلنه النظام وحليفه الروسي، ما أدّى إلى فرار سكّان القرى المتضرّرة إلى المناطق الشماليّة، لينضموا إلى مئات الآلاف الذين خرجوا من المحافظة التي تُعاني من العنف منذ اندلاعه في وقت سابق من العام. وتصاعدت صباح أمس أعمدة الدخان في سماء معرة النعمان، حيث كانت طائرات تُنفّذ غارات على مواقع لجهاديين ومقاتلين معارضين، بحسب مراسل وكالة "فرانس برس". وكشف المرصد أن هجوماً قاده مقاتلو "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) على مواقع عدّة تابعة للنظام أدّى إلى اندلاع معارك طاحنة، لافتاً إلى أن "قوّات النظام شنّت هجوماً مضاداً على أربع قرى في جنوب شرقي إدلب، كانت الفصائل الجهاديّة قد سيطرت عليها، وتمكّنت من استعادة هذه القرى بأكملها". وشُنَّت غارات بعد ظهر أمس كذلك على مناطق يُسيطر عليها الجهاديّون على بُعد عشرات الكيلومترات من الجبهة الرئيسيّة، ما يُشير إلى احتمال تصاعد القتال وتفاقم الحالة الإنسانيّة، فيما قال شخص يُدعى حافظ، فرّ مع زوجته وأطفاله الثلاثة قبل يومَيْن: "نزحت إلى الحدود التركيّة - السوريّة خوفاً على الأطفال من الطيران الذي يقصف القرى والبلدات في ريف إدلب الشرقي وارتفاع وتيرة القصف العشوائي"، مضيفاً: "لا أتحمّل أن أرى أطفالي تحت الأنقاض".

ويُهيمن مقاتلو "هيئة تحرير الشام" على محافظة إدلب. ولا تزال غالبيّة هذه المنطقة، كما مناطق محاذية في محافظات حلب وحماة واللاذقيّة، خارج سيطرة النظام. وتضمّ هذه المناطق جماعات جهاديّة عدّة، بالإضافة إلى فصائل مسلّحة أخرى، لكن تقلّص نفوذ الأخيرة كثيراً في الميدان مع تعاظم نفوذ الإسلاميين المتطرّفين على الأرض.

وتُعتبر هذه المنطقة واحدة من آخر معاقل المسلّحين الذين يُقاتلون ضدّ نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي بات يُسيطر على أكثر من 70 في المئة من مساحة البلاد. وقام الأسد في 22 تشرين الأوّل، بزيارته الأولى إلى المنطقة منذ بداية الحرب العام 2011، واعتبر أن معركة إدلب هي الأساس لحسم الحرب برمّتها في سوريا.

وشهدت هذه المنطقة بين نهاية نيسان ونهاية آب، أعمال قصف نفّذها الجيش السوري، بمساندة المقاتلات الروسيّة. وقُتِلَ أكثر من ألف مدني، بحسب "المرصد السوري"، فيما نزح نحو 400 ألف وفق الأمم المتحدة. وبالرغم من الهدنة المعلنة في 31 آب، فإنّ المعارك والقصف تكثّفا في الأسابيع الأخيرة. وبحسب المرصد، فقد قُتِلَ أكثر من 160 مدنيّاً وما يزيد على 460 مقاتلاً، بينهم من قواّت النظام، منذ بدء الهدنة، في حين أسفر النزاع الدموي في سوريا منذ اندلاعه عن مقتل مئات آلاف الأشخاص ونزوح الملايين.

أمّا في شرق البلاد، فقد أعلن قائد "قوّات سوريا الديموقراطيّة" مظلوم عبدي، التوصّل إلى اتفاق مع روسيا ينصّ على دخول قوّاتها إلى بلدات عامودة وتل تمر وعين عيسى في شمال شرقي سوريا، لإرساء الاستقرار في المنطقة، في وقت تمكّنت وحدات من الجيش السوري من دخول صوامع حبوب العالية في ريف رأس العين الجنوبي، على طريق الحسكة - حلب الدولي في شمال شرقي سوريا. بالتزامن، أفادت وكالة "سانا" عن دوي انفجار في مدينة الحسكة ناجم عن تفجير درّاجة ناريّة قرب دوار الباسل في حي "غويران"، مشيرةً إلى وقوع إصابات عدّة.


MISS 3