الثورة بعين الرياضيين

ستُعيد لبنان أجمل وأنظف

11 : 49

هذه الثورة البيضاء التي انطلقت منذ شهر ونصف الشهر تماماً يجب أن تصل الى أهدافها، فالبلد لا يستطيع التحمّل المزيد من التصدّع والإنهيار، كما أنّ الشعب اللبناني بمعظمه بلغ مرحلة الفقر والجوع، ولا بدّ من إجراءات سريعة وفعّالة من قبل السلطة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل سقوط الهيكل على رؤوس الجميع من دون إستثناء.

أنا شخصياً عدتُ من ألمانيا حيث كنتُ أعيش منذ 30 عاماً، وكان لديّ أملٌ بأن أكمل حياتي في وطني الأمّ، وطن سليم ومعافى يكون على قدر طموحات وأحلام أبنائه المقيمين والمغتربين، فإذ بي أتفاجأ بأنّ أدنى مقوّمات العيش الكريم ليست مومّنة للأسف، من ماء وكهرباء وطبابة وتعليم وفرص عمل تُبعد عن الشباب تحديداً شبح العوز والبطالة، وتمنعهم من مجرّد التفكير بالهجرة الى بلاد غريبة وبعيدة.

أتمنى أن تُعيد الثورة الصورة الجميلة والنظيفة عن لبنان الذي يحلم به جميع أبنائه بعيداً من الهدر والفساد والصفقات المشبوهة التي تلفّه من كلّ حدبٍ وصوب، فأنا زرتُ بلاداً كثيرة خلال مشاركاتي الرياضية الطويلة ولم أجد أجمل من وطننا، فألا يستحقّ منا اليوم توحيد المواقف والجهود والنوايا الصادقة من أجله؟

وأخيراً آمل أن يطاول التغيير أيضاً الوسط الرياضي، فلا نرى بعد الآن أبطالاً وبطلات يدفعون مصاريف وتكاليف سفرهم الى الخارج من جيبهم الخاص، كي يمثّلوا وطنهم في بطولات عربية وآسيوية ودولية خير تمثيل، والعودة إليه مرفوعي الرأس ومكلّلين بالكؤوس والميداليات الملوّنة المشرّفة.

*بشير مارون

بطل أوروبا والعالم سابقاً في رياضة "التاي بوكسينغ"


MISS 3