قتلى مدنيّون بينهم أطفال في مناطق عدّة

دمشق وموسكو وأنقرة تُصعّد في سوريا

11 : 15

آثار الدمار الذي خلّفه قصف لقوّات النظام استهدف سوقاً شعبيّة في معرّة النعمان أمس

قُتِلَ نحو 20 مدنيّاً في قصف جوّي شنّته قوّات النظام السوري وحليفتها روسيا في محافظة إدلب أمس، التي تشهد منذ يومَيْن معارك طاحنة أودت بعشرات المقاتلين، هي الأعنف منذ اتفاق هدنة تمّ التوصل إليه قبل ثلاثة أشهر، وفق "المرصد السوري". وعلى بُعد عشرات الكيلومترات في ريف حلب الشمالي، قُتِلَ 11 مدنيّاً، بينهم ثمانية أطفال، في قصف مدفعي تركي استهدف مدينة تُسيطر عليها قوّات كرديّة وتنتشر فيها قوّات روسيّة في شمال سوريا، بحسب المصدر ذاته.

وفي التفاصيل، قُتِلَ 13 مدنيّاً في قصف لقوّات النظام استهدف سوقاً شعبيّة في مدينة معرّة النعمان في ريف إدلب الجنوبي. كما قُتِلَ ثلاثة مدنيين آخرين في غارات جوّية شنّتها مقاتلات سوريّة وروسيّة في مناطق متفرّقة في جنوب إدلب، فيما قُتِلَت إمرأة وطفلاها في قصف روسي استهدف سجن إدلب المركزي أثناء زيارتها لأحد أقاربها، وفق المرصد، الذي أشار إلى تمكّن عدد من السجناء من الفرار.

وشاهد مصوّر لوكالة "فرانس برس" متطوّعين في "الخوذ البيضاء" (الدفاع المدني في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام) ينقلون جثث القتلى من محال مدمّرة، بينما انتشرت حبوب البرتقال على الأرض إلى جانب أكياس من البصل وبقع من الدماء. وتدور في محافظة إدلب منذ السبت، اشتباكات عنيفة على جبهات عدّة قُتِلَ خلالها 54 عنصراً من قوّات النظام و47 مقاتلاً من الفصائل الجهاديّة، وفق المرصد.

وفي مدينة تل رفعت في ريف حلب الشمالي، قُتِلَ 11 مدنيّاً بينهم ثمانية أطفال جرّاء "قصف مدفعي تركي وقع قرب مدرسة أثناء خروج التلاميذ منها"، بحسب المرصد، الذي لفت إلى أن القتلى من النازحين من منطقة عفرين المجاورة والتي فرّ عشرات الآلاف منها مع شنّ القوّات التركيّة والفصائل السوريّة التي تدور في فلكها، هجوماً عليها العام الماضي.

وأظهرت مشاهد فيديو نقلتها وكالة "هاوار" الكرديّة، مسعفين ينقلون أطفالاً مصابين علا صراخهم من شدّة الوجع. وعلى الأرض عند مدخل المستشفى حيث نُقِلوا، وضِعَت جثث ثمانية أطفال ورجل عجوز على الأرض وقد لُفّت ببطانيّات سوداء. وفقدت امرأة وعيها قبل أن تدخل وهي تصرخ وترمي نفسها على الأرض لتُعانق أحد الأطفال القتلى، وتصرخ باسمه كأنّها تُحاول إيقاظه.

تزامناً، أصيب 3 عسكريين روس بجروح طفيفة إثر انفجار عبوة ناسفة قرب مدرّعتهم أثناء سيرها ضمن دوريّة في محافظة حلب، بحسب ما أفادت وزارة الدفاع الروسيّة، التي أوضحت أن الحادث وقع أثناء قيام مجموعة من العسكريين بمهمّة استطلاع الطريق لتسيير دوريّة روسيّة - تركيّة مشتركة، على بُعد 1.5 كلم غربي قرية كوران في منطقة كوباني. وذكرت الوزارة في بيان، أن انفجار العبوة الناسفة ألحق أضراراً بالمركبة وتسبّب بإصابة العسكريين الروس الثلاثة الجالسين فيها بجروح لا تُهدّد حياتهم.

سياسيّاً، بحث الرئيس السوري بشار الأسد أمس الأوضاع في شمال شرقي البلاد مع المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف، وأكد الطرفان، وفق ما نقل حساب الرئاسة على "تلغرام"، أن "استعادة الدولة السوريّة السيطرة على كامل الأراضي والمدن وعودة مؤسّسات الدولة، هما العامل الأساس في إعادة الاستقرار والأمان لأهالي تلك المنطقة".