عون التقى الرابطة المارونية: للاسراع في تشكيل حكومة ووقف التعطيل

11 : 49

أكد رئيس الجمهورية ميشال عون ضرورة تشكيل حكومة جديدة في أسرع وقت، مشيراً الى عدم جواز الاستمرار في تعطيل هذا الاستحقاق، خصوصاً وان المصلحة الوطنية العليا تقتضي بأن يكون الانتظام في المؤسسات الدستورية مؤمّناً والشراكة الوطنية مصانة من حيث تشكيل الحكومة الجديدة أو من حيث انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لا سيما وأن حكومة تصريف الاعمال لن تكون قادرة على ممارسة مسؤولياتها على نحو كامل في حال تعذر انتخاب رئيس جديد للجمهورية لأي سبب كان.


وأشار الى انه لا يبدو طبيعياً أن الفراغ على مستوى السلطة التنفيذية غير المكتملة المواصفات وغير الحائزة على ثقة مجلس النواب يمكنه أن يملأ فراغاً على مستوى رئاسة الجمهورية.


كلام الرئيس عون نقله عنه رئيس الرابطة المارونية السفير خليل كرم الذي زار بعبدا قبل الظهر، وعرض مع رئيس الجمهورية للأوضاع العامة والتطورات الحكومية الأخيرة، وعدداً من شؤون الساعة، إضافة الى مسألة تمكين المنتشرين الراغبين في استعادة جنسيتهم اللبنانية والاستفادة من القانون الذي نظّم عملية الاستعادة.


بعد اللقاء، صرح السفير كرم بالآتي: "زرت اليوم فخامة الرئيس وتداولت معه في عدد من مواضيع الساعة، لا سيما تلك التي تتعلق بالاستحقاقات الدستورية المقبلة، ونقلت الى فخامته القلق الذي يساور جميع اللبنانيين، لا سيما اعضاء الرابطة المارونية حيال ما يجري من تطورات تتزامن مع الاوضاع الاقتصادية التي تزداد تردياً يوماً بعد يوم. وشعرت ان هذه الهموم نفسها هي الشغل الشاغل لفخامته مع اقتراب نهاية ولايته الدستورية في 31 تشرين الاول المقبل. من هنا، ركّز فخامة الرئيس على ضرورة تشكيل حكومة جديدة في اسرع وقت ممكن، وعدم جواز الاستمرار في تعطيل هذا الاستحقاق خصوصاً ان المصلحة الوطنية العليا تقتضي بأن يكون الانتظام في المؤسسات الدستورية مؤمّناً، والشراكة الوطنية مصانة سواء من حيث تشكيل الحكومة الجديدة، او من حيث انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لان فخامته يرى بأن حكومة تصريف الاعمال لن تكون قادرة على ممارسة مسؤولياتها على نحو كامل في حال تعذّر انتخاب رئيس جديد للجمهورية لاي سبب كان لان الرئيس عون، وخلافاً لما يشاع، يلتزم نصوص الدستور في ما خص موعد انتهاء ولايته، لكنه في الوقت نفسه لا يرى طبيعياً ان الفراغ على مستوى السلطة التنفيذية غير المكتملة المواصفات وغير الحائزة على ثقة مجلس النواب، يمكنه ان يملأ فراغا على مستوى رئاسة الدولة".


واوضح ان فخامة الرئيس يرى ان تشكيل الحكومة الجديدة يجب ان يبقى من الأولويات، وهو سيواصل العمل من اجل تحقيق ذلك مستنداً الى الدستور وحفاظاً على الشراكة الوطنية وعلى التوازن بين السلطات.


واضاف كرم: "تطرقت مع فخامة الرئيس الى موضوع تمكين اللبنانيين في دنيا الانتشار الراغبين في استعادة جنسيتهم، من الحصول عليها وفقاً للقانون الذي اقره مجلس النواب قبل سنوات. وقد فهمت من فخامته ان ثمة مراسيم صدرت واخرى لم تصدر بعد، تعيد الى مجموعة من المنتشرين جنسيتهم. لذلك، قد يكون من المناسب اصدار هذه المراسيم تطبيقاً للقانون واحقاقاً للحق. وفي المناسبة، تمنيت على فخامته لو يصار الى تمديد مهلة تنفيذ القانون الذي صدر عام 2015، فترة زمنية اضافية لتمكين المهتمين من اعداد اوراقهم الثبوتية والمستندات المطلوبة بعدما تعذر ذلك خلال العامين الماضيين بسبب الاجراءات التي اعتمدت للوقاية من وباء كورونا، والاقفال في المؤسسات والادارات الرسمية خلال الاشهر الماضية نتيجة الاضرابات والضائقة الاقتصادية. وتناول الحديث مسألة النزوح السوري التي تشهد المزيد من التعقيد بعد العراقيل التي تواجه الدولة اللبنانية لاعادة النازحين الى بلادهم. وفهمت من فخامة الرئيس ان موقف لبنان واحد في هذا الصدد وهو ضرورة عودة النازحين السوريين الى بلادهم وتلقي المساعدات الدولية فيها، لان لبنان لم يعد قادراً على تحمل المزيد من الاعباء المادية والاجتماعية والتربوية والصحية، اضافة الى ما يسببه بعض النازحين من حوادث امنية رفعت منسوب الجريمة في لبنان".


وبحسب كرم: "لفت فخامته الى أن رسالته الاخيرة الى القضاة في 16 آب الجاري، هدفت الى دعوتهم الى تحمل مسؤولياتهم وعدم الخضوع لحملات الترهيب والترغيب، والمضي قدماً في احقاق الحق خصوصاً في المواضيع المالية العالقة، او في جريمة تفجير مرفأ بيروت وذلك لمحاسبة كل مسؤول عما جرى. وعلى رغم الظروف الصعبة في البلاد، وجدت لدى فخامته كل الاستعداد للعمل في ما تبقى من ولايته، لمعالجة ما امكن من المسائل المهمة العالقة، على ان يلقى التعاون المطلوب من السلطتين التنفيذية والتشريعية، لان توافر الارادة والتصميم لدى فخامته مهم لكنه لا يكفي من دون وجود الارادة نفسها لدى المسؤولين الآخرين".



واستقبل الرئيس عون النائب السابق مصطفى حسين وحسن مصطفى حسين، وتناول البحث الوضع الحكومي وإمكانية تمثيل الطائفة العلوية في الحكومة الجديدة عبر زيادة عدد أعضائها. كما تطرقوا الى الحاجات الإنمائية لمنطقة عكار والمعاناة التي يعيشها أهلها نتيجة تراجع الأوضاع الاقتصادية والحرمان المزمن من المشاريع الإنمائية.