محمد دهشة

المؤسسات الفلسطينية تستنفر.... و"الزلزال الإجتماعي" يُهدّد الجمعيات بالإقفال

4 كانون الأول 2019

02 : 00

إنضم "ذوو الاحتياجات الخاصة" – أصحاب الارادة الصلبة، في صيدا الى "الحراك الاحتجاجي" في يومه الثامن والأربعين، ليتشاركوا مع باقي القطاعات في صرخة الوجع والألم، مما آلت اليه الاوضاع المالية والمعيشية في ظل الازمة الاقتصادية الخانقة، فرفعوا صرخة مدوية تحت عنوان "زلزال اجتماعي يهدد 12 الفاً من ذوي الاعاقة و103 مؤسسات تعنى بهم".

واختار هؤلاء، "مناسبة اليوم العالمي للمعوق" لترجمة صرختهم، وإستجابوا لدعوة من الاتحاد الوطني لشؤون الاعاقة، فنفذ اطفال "جمعية رعاية اليتيم" في صيدا واهاليهم وموظفو مختلف الأقسام في الجمعية اعتصاماً عند مدخلها احتجاجاً على التأخير بانجاز عقود الجمعيات والمؤسسات الخيرية وفي دفع مستحقاتها من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية، واطلقوا خلالها صرخة بأن هذه المؤسسات والجمعيات لم تعد قادرة على الاستمرارية ومهددة بالاقفال وعودة طلابها الى بيوتهم او الى قارعة الطريق في ظل هذا الوضع الذي بات يهدد الأطفال ذوي الاحتياجات الاضافية.

ورفع عدد من الأطفال المعتصمين لافتات صغيرة عبروا خلالها عن مطالبهم ومنها "الانسانية اولولية، حقي العيش بكرامة، حقوقي خط احمر، اذا سكرت مدرستي وين بدي روح، ليش بدك تاخد حقي، ليش انا المعوق بالذات لازم ادفع ثمن الهدر بالدولة؟"، فيما كان رفاق لهم من الصم والبكم يعبرون كل على طريقته بالعزف على آلات موسيقية.

وأوضح رئيس "جمعية رعاية اليتيم" الدكتور سعيد مكاوي، ان "هذه الوقفة هي لإطلاق صرخة بأن هناك مشكلة كبيرة وزلزالاً اجتماعياً يحدث في 103 جمعيات في لبنان تعنى باطفال ذوي الحاجات الاضافية وتخدم فوق 12 الف شخص ويعمل فيها فوق الفي موظف وهذه الجمعيات شريكة مع الدولة بالعمل الاجتماعي"، مشيراً الى ان "هناك مشكلتين اساسيتين: التأخير في عقود هذه الجمعيات مع وزارة الشؤون فعقود الـ 2019 لم تنجز حتى الآن، والثاني هو التأخير بدفع مستحقات الجمعيات ما يرتب عليها ضغوطاً مادية في هذه الايام الصعبة سيما وان هناك جمعيات اقفلت مثل "الكفاءات" التي هي من أهم الجمعيات التي تعنى بذوي الحاجات الخاصة"، داعياً وزارة المالية للاسراع بجدولة دفع مستحقات الجمعيات لتستطيع ان تستمر في تقديم الخدمة لشريحة مهمة من مجتمعنا تتعرض للتهميش، هؤلاء اولادنا ولدينا الثقة بقدراتهم وهم طاقة للمجتمع ولا يجوز أن لا يكونوا اولوية".

وطالب عدد من اهالي الأطفال المعوقين عبر "نداء الوطن"، المسؤولين بحق أبنائهم على الدولة وقالت رويدة عبدو وهي أم طفلة تعاني من التوحد "ان حقوق هؤلاء الأولاد اعظم أجراً عند الله، فلو سمحتم اعطوا الناس حقوقهم ليكملوا طريقهم لأن هذه حقوقهم وواجباتكم كدولة ان تؤمنوها حتى يصل هؤلاء الأولاد الى مكان يتقبلهم المجتمع ويأخذوا ابسط حقوقهم الحياتية ليستطيعوا ان يكملوا ويعيشوا حياة كريمة. ليست هناك جريمة ابشع من ان يصبح هؤلاء الأولاد على قارعة الطريق!".

وقالت بديعة طحطح، وهي والدة طفلة عمرها 4 سنوات لديها اعاقة سمع ونطق "ابنتي رفضت من المدرسة نهائياً لأن وزارة الشؤون الاجتماعية لم توقع لها على ورقة لتأمين تعليمها، أطالب الوزارة بأن تنظر لهذه الطفلة ولأوضاع هؤلاء الأطفال والعائلات".

بينما ناشد جمال صادر "الدولة ان تنقذ هؤلاء الأولاد، فلا يجوز ان لا يتعلموا ، فهم مميزون ومبدعون ومفيدون للمجتمع وحقهم على دولتهم ان ترعاهم".

استنفار فلسطيني

توازياً، دقت المؤسسات والجمعيات الاهلية الفلسطينية، ناقوس الخطر من تداعيات الازمة الاقتصادية والسياسية والمالية الخانقة التي يمرّ بها لبنان على اللاجئين الفلسطينيين داخل وخارج المخيمات، وطالبت جمعية عمل تنموي بلا حدود – "نبع"، "الاونروا" تحمل مسؤولياتها والعمل لتخفيف آثارها لجهة تأمين التغطية الصحية الشاملة وتقديم المساعدات الغذائية الطارئة لكل اللاجئين ولمدة لا تقل عن 6 شهور واطلاق برنامج طوارئ مالي يساعد على مواجهة الحد الادنى للضائقة المالية الخانقة لفترة لا تقل عن 12 شهراً، داعية "الاونروا ومنظمات الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني الى زيارة المخيمات الفلسطينية لمعاينة واقع الازمة وآثارها على مجتمع اللاجئين.

بينما دعا تيار الاصلاح الديموقراطي في حركة "فتح"، الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية والجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني ورجال الاعمال بالشراكة مع الاونروا الى المبادرة بإنشاء غرفة مشتركة لادارة الازمة المعيشية التي يئن تحت وطأتها ابناء المخيمات، والى مواجهة تحدياتها والعمل على تحشيد التمويل لها، لنستطيع معاً التخفيف من مخاطر الازمة الاقتصادية وتقديم الحد الادنى من الحقوق الانسانية لابناء شعبنا الفلسطيني ريثما تنجلي هذه الغمامة السوداء عن لبنان الشقيق.

ونظمت مؤسسات وجمعيات أهلية فلسطينية "اللقاء التشاوري" في قاعة بلدية صيدا اطلقت فيه نداء عاجلاً لدعم المخيمات الفلسطينية في لبنان.


MISS 3