حبشي: الرئيس السياديّ قادرٌ على تنفيذ خطّة إصلاحيّة

22 : 29

وجه عضو تكتل الجمهورية القوية النائب انطوان حبشي رسالةً إلى رفاقه القواتيين خلال حفل العشاء السنوي الذي اقامه مركز سيدني برعاية رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ممثلاً بالنائب حبشي، الّذي قال: "نعم لبنان هو لبنان الإيمان ولبنان القيمة. ولكنه اليوم يعاني الامرين في معاناة وضع بها وهو صامد لأنه بطبيعته خلق ليصمد. لكن هذا لا يعني أننا لا نتراجع إلى أدنى مستويات التحضر والإنسانيّة. الحاجات الاساسية لأي إنسان بدأت تشحّ، فمرضانا يعانون، كبارنا، أولادنا كذلك".


وأضاف: "لبنان يعاني ازمة اقتصادية هي الاسوأ في تاريخه وواحدة من أسوأ الازمات اقتصادية في العالم، إذ جاء لبنان في المرتبة الأولى عالميّاً على مؤشر البنك الدولي لتضخم أسعار الغذاء، متخطياً زيمبابوي وفنزويلا، الأمر الذي يشير إلى أزمة حادة في أمننا الغذائيّ. فالدولار تخطى 33500 ل.ل. وهو مستمرّ في الارتفاع، وارتفع التضخم في لبنان والرقم القياسي لأسعار المستهلك ومجموعة المواد الغذائية والمشروبات غير الروحية ومجموعة الصحة والنقل. وهذا كله نتيجة تحالف المافيا والميليشيا، الرابض على صدور اللبنانيين منذ سنوات عديدة لينفجر أخيراً أزمة حادّة".


وأكد حبشي أنّ "حزب الله الغارق في ارتباطه الاقليمي وحروبه بحاجة لشرعيّة لتمرير أعماله كافة. وفي لبنان، مجموعة انتهازيين يرون في الدولة مصدراً لتحقيق أرباحٍ وفرص استفادة، فبرزت حاجة السلاح للفساد والعكس صحيح، ما أدى إلى تحالف تدفع ثمنه الدولة إضافة إلى اللبنانيين، بمصلحتهم العامّة والخاصّة".


تابع: "هذا الواقع نراه مترجماً بالفساد والهدر الذي يرفض المسؤولون ردعه وإيقافه. الهدر الحاصل في ملف الطاقة، سدود تُكلّف مئات ملايين الدولارات وهي لا تحصر المياه كسد المسيلحة وسد جنة، ملف الكهرباء الذي يُكلّف الدولة نحو مليارَي دولار سنويًّا لإضاءة ساعة كهرباء بحدّها الأقصى مع فريق سياسي استلمها منذ 2008 وهو التيار الوطنيّ الحرّ الحليف المسيحيّ الأساسي لحزب الله. وفي موضوع التهريب حدث ولا حرج من المرفأ إلى المطار إلى كلّ المعابر البريّة الشرعيّة وغير الشرعيّة حيث السطوة الكاملة لحزب السلاح، فتنشط حركة دخول وخروج بضائع من وإلى لبنان من دون حسيب أو رقيب، ما يؤدي إلى تراجع في الإيرادات الجمركيّة بشكل كبير. كما وأدّى تهريب سلع مدعومة إلى خسارة 25 مليار دولار منذ بدء الأزمة من احتياطي مصرف لبنان من دون أي إفادةٍ للشعب اللبنانيّ، بل خسر ودائعه وانتظر في صفوف الذلّ أمام الافران ومحطات البنزين وعلى أبواب المستشفيات. والمسؤولون يرفضون تطبيقَ أي خطةٍ إنقاذية فعليّة. وجاء انفجار مرفأ بيروت ليتوّجَ تداعيات هذا التحالف ويعمّق من معاناة اللبنانيين ولا من مسؤول ولا من محاسبة".


وأكمل حبشي: "حصلت الانتخابات النيابية وكانت نافذة الامل لتعيدَ إنتاج السلطة. الاستحقاقُ لم يكن على قدر تطلعات اللبنانيّين. في الواقع، هناك تعطيلٌ. فالأكثرية ليست لحزب الله ولكنها أيضاً ليست للقوى المعارضة لأنّ رياح اللعبة السياسية لا تضمنُ التموضع وتصبح المعالجة على القطعة. إن الاستحقاقات الدستوريّة تتوالى، وأهمها انتخابات رئاسة الجمهوريّة اللبنانية، وتكمن اهميّة هذا الاستحقاق من ضمن مسار استعادة الشرعيّة ورفع ستارها عن تحالف السلاح والفساد. فالرئيس السياديّ مع حكومةٍ سياديّة قادرة على مخاطبة المجتمع الدوليّ وتنفيذ خطّة إصلاحيّة وفق معايير صندوق النقد الدوليّ، عوامل تساهم في الحدّ من إستشراس الفساد وتضمن سيادة لبنان".


وختم: "لذلك، تعمل القوّات اللبنانية جاهدةً على توحيد رؤية القوى السياديّة لأجل مصلحة لبنان وتهدف إلى السيادة والإصلاح وذلك لانتخاب رئيسٍ بمواصفاتٍ سيادية ذي تطلُّعاتٍ واضحة، قادر على الحسم وعدم المراوغة. إيماننا كبيرٌ لأنّ تاريخنا مقاوم. فقيمةُ وطننا من قيمة أجدادنا الذين جعلوا من الحريّة مثواهم في تلك الجبال الوعرة".

MISS 3