بسبب تصفية جورجي في برلين

توتّر ديبلوماسي بين ألمانيا وروسيا

11 : 17

العلاقات بين موسكو وبرلين ليست بأفضل أيّامها

طردت ألمانيا دبلوماسيَّيْن روسيَّيْن أمس بعد أن خلص المدّعون الألمان إلى أن موسكو قد تكون متورّطة في مقتل الجورجي المتحدّر من الأقليّة الشيشانيّة سليم خان خانغوشفيلي، الذي كان قياديّاً سابقاً في الشيشان، في حديقة في برلين، بينما سارع متحدّث باسم وزارة الخارجيّة الروسيّة إلى التأكيد بأنّ موسكو ستتّخذ "تدابير للردّ"، معتبراً اتهامات ألمانيا "لا أساس لها ومعادية".

وقُتِلَ خانغوشفيلي في 23 آب بطلقتَيْن في الرأس من مسافة قريبة في حديقة كلاينر تيرغارتن، على يد روسي اعتُقِلَ بعد وقت قصير على ذلك. وذكر شهود عيان آنذاك أن القاتل المُفترض في برلين كان على درّاجة، وشوهد وهو يرمي بالدرّاجة وبكيس فيه المسدّس وحجر في نهر. وعَثَرَت الشرطة أيضاً على شعر مستعار يُعتقد أنّه كان يضعه. وحتّى الآن، تُشير إليه الشرطة باسم فاديم إس، لكنّ الأدلّة التي كشف عنها المدّعون الألمان تلمح إلى بطاقة هويّة مزوّرة.وتمّت المقارنة بين قتله وتسميم العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال في بريطانيا العام الماضي، بغاز أعصاب تمّ تطويره في الحقبة السوفياتيّة، في عمليّة وجّهت أصابع الاتهام فيها إلى الاستخبارات الروسيّة.وفي تصريحات لها بعد قمّة لـ"حلف شمال الأطلسي"، قالت المستشارة الألمانيّة أنغيلا ميركل إنّ ألمانيا تحرّكت "لأنّنا لم نرَ روسيا تُساعدنا في كشف تفاصيل جريمة القتل هذه". ولم تتوقّع ميركل أن يكون هناك أي تأثير لذلك على قمّة حول أوكرانيا مقرّرة في 9 كانون الأوّل في باريس، سيُشارك فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.وأثارت وسائل إعلام ألمانيّة وبعض السياسيين شكوكاً حول ضلوع للدولة الروسيّة، لكنّها لفتت إلى أن الحكومة تتردّد بسبب العلاقات الاقتصاديّة القويّة مع روسيا. غير أن بياناً لوزارة الخارجيّة الألمانيّة أمس ألمح إلى تغيير في اللهجة، إذ أعلنت الخارجيّة أن اثنين من موظّفي السفارة الروسيّة في برلين، شخصان غير مرغوب فيهما بمفعول فوري". وتابع البيان: "رغم مطالب متكرّرة وملحّة من مراكز رفيعة، لم تتعاون السلطات الروسيّة بشكل كاف مع التحقيق في عمليّة القتل".

وباتت القضية الآن بيد المدّعين الفدراليين المكلّفين قضايا على صلة بالاستخبارات. وذكر مكتب المدّعي العام أن "هناك أدلّة واقعيّة كافية تُشير إلى أن القتل تمّ إمّا نيابةً عن وكالات الدولة في روسيا الاتحاديّة وإمّا تلك التابعة لجمهوريّة الشيشان المتمتّعة بحكم ذاتي"، إذ يحكم رمضان قديروف، حليف بوتين، الشيشان منذ 2007 بقبضة من حديد.

على صعيد متّصل، أفاد تقرير لصحيفة "لوموند" نشر أمس بأنّ مجموعة من أكثر من عشرة جواسيس روس ينتمون إلى وحدة نخبويّة في الاستخبارات العسكريّة، نفّذت عمليّات في أوروبا، بما في ذلك محاولة تسميم الجاسوس المزدوج سيرغي سكريبال، استخدمت منطقة جبال الألب الفرنسيّة كقاعدة خلفيّة لها. وكانت الوحدة نشطة أيضاً في دول مثل بلغاريا ومولدوفا والجبل الأسود، وفق التقرير.


MISS 3