جويل آتكينسون

رئيس كوريا الجنوبية ليس معادياً للصين

2 أيلول 2022

المصدر: The Diplomat

02 : 00

وزير خارجية كوريا الجنوبية بارك جين (يسار) مع نظيره الصيني وانغ يي في مدينة تشينغداو | الصين، ٩ آب ٢٠٢٢
مرّ أكثر من مئة يوم على بدء ولاية الرئيس يون سوك يول في كوريا الجنوبية، ومرّت ثلاثون سنة على بدء العلاقات الرسمية بين الصين وكوريا الجنوبية. إنه الوقت المناسب إذاً لتقييم موقف إدارة يون من الصين. بعد الحملة الانتخابية، اعتبر الكثيرون خارج كوريا الجنوبية يون اليميني خياراً موالياً للولايات المتحدة ومعادياً للصين. قد يكون هذا التقييم صحيحاً عند مقارنته بخصمه اليساري لي جاي ميونغ، لكن يجب ألا يعتبره أحد ضد الصين على جميع المستويات.

انطلاقاً من هذه المعطيات كلها، من الواضح أن مقاربة يون لا تحمل طابعاً عدائياً، بل سلمياً، تجاه الصين. تكشف استطلاعات الرأي أن الكوريين يحملون أقل المواقف إيجابية تجاه الصين في العالم. لكن يستخف الرأي العام الكوري بأهمية الصين لتأمين الوظائف والثروات الكورية وضرورة أن تتجنب كوريا الجنوبية التدخل في المنافسة الصينية الأميركية. لا يمكن أن يكسب يون التأييد عبر التصدي لبكين لأنه الرئيس الأقل شعبية تاريخياً.

ليس مفاجئاً أن تردّ بكين على هذه المقاربة عبر التمسك بموقفها. دعت الصين سيول إلى تحسين العلاقات الثنائية، وترتكز هذه الدعوة على ابتعاد كوريا الجنوبية عن الولايات المتحدة. اعتبرت منظمة بحثية كورية تلك الدعوة "تجسيداً لمفارقة تاريخية محورها الصين، وانعكاساً لموقف نظام وصاية تجاه دولة تابعة له" أو "تصرفاً قد يشوّه العلاقات الكورية الصينية القائمة منذ 30 سنة".

تعني شعبية التحالف الأميركي وسط الرأي العام أن سيول لن تبتعد عن الولايات المتحدة. لكن من المتوقع أن تتابع كوريا الجنوبية التخبّط لتحديد كيفية إعادة العلاقات مع الصين إلى مسارها الصحيح وتجنب إثارة استيائها.

لكن هل يعني ذلك أن الصين بدأت تفوز مقابل خسارة الولايات المتحدة؟ لن يحصل ذلك بالضرورة. تستعمل الولايات المتحدة أيضاً أسلوب المراوغة مع الصين، وتفضّل أحياناً ألا تثير استياءها. في هذا السياق، قال عالِم السياسة الأميركي، جوزيف ناي، منذ عشر سنوات إن الصين وحدها تستطيع احتواء الصين. يبدو أن بكين مقتنعة بقدرتها على تملّق كوريا الجنوبية لإنهاء تحالفها مع الولايات المتحدة، كجزءٍ من نزعة متوسعة إلى الضغط على واشنطن لإخراجها من شرق آسيا. لكن تعارض سيول هذه الأهداف تزامناً مع تصاعد الضغوط الصينية، رغم نزعتها إلى الاستفادة من الآخرين. يبدو أن تأثير كوريا الجنوبية على نزعة التحالف إلى التصدي للطموحات الصينية بدأ يتوسّع اليوم على الأرجح.


MISS 3