كما كان منتظراً في سياق تسلسل خطوات "حرب العزل"، طلبت رئيسة مجلس النوّاب الأميركي، الديموقراطيّة نانسي بيلوسي، من رئيس اللجنة القضائيّة، صياغة لوائح الاتهام ضدّ الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، معلنةً أنّ إساءة استغلاله للسلطة لتحقيق منافع سياسيّة "لا يترك لنا خياراً سوى التحرّك"، فيما سارع ترامب إلى الردّ بتأكيده أنّه سينتصر، مشدّداً على أن "الجمهوريين موحّدون الآن أكثر من أي وقت مضى"، ومعتبراً أن الديموقراطيين اليساريين المتطرّفين، ومن وصفهم بالفاشلين، أعلنوا أنّهم "سيسعون إلى عزلي من دون سبب". وأشار الرئيس الأميركي إلى أن "عمليّة العزل المهمّة، والتي نادراً ما تُستخدم، ستُستخدم بشكل روتيني لمهاجمة الرؤساء المستقبليين. هذا لم يكن في بال مؤسّسي البلاد".
وقالت بيلوسي في بيان تلفزيوني مقتضب: "للأسف ولكن بكلّ ثقة وتواضع، وبولاء لمؤسّسي البلاد وبقلب مفعم بالحب لأميركا، أطلب اليوم من رئيس اللجنة القضائيّة في مجلس النوّاب جيري نادلر، المضي قدماً في صياغة لوائح الاتهام"، بهدف عزل الرئيس، معتبرةً أن ترامب "أساء استخدام السلطة وقوّض الأمن القومي وعرّض للخطر نزاهة علاقاتنا". ولم تُعلن بيلوسي عن التهم، إلّا أن ترامب يُمكن أن يواجه العزل في تهم الرشوة وإساءة استخدام السلطة، وعرقلة عمل الكونغرس وإعاقة العدالة.
وأكدت بيلوسي أن الرئيس "أساء استخدام سلطته لتحقيق منافع سياسيّة على حساب أمننا القومي"، مضيفةً: "إذا سمحنا للرئيس أن يكون فوق القانون، فإنّنا نُعرّض جمهوريّتنا للخطر". وبطلب بيلوسي من نادلر صياغة الاتهامات، فقد أصبح من شبه المؤكّد انطلاق عمليّة رسميّة لعزل الرئيس الـ45 من منصبه. وقد عبّر غالبيّة أعضاء مجلس النوّاب، الذي يُهيمن عليه الديموقراطيّون، عن نيّتهم دعم هذه العمليّة، الأمر الذي يُرجّح أن يُصبح ترامب ثالث رئيس في تاريخ الولايات المتّحدة يُحاكم بهدف عزله.
ويُصرّ الديموقراطيّون على إجراء تصويت على إطلاق إجراءات العزل قبل عطلة الميلاد التي تبدأ في 25 كانون الأوّل. وإذا صادق مجلس النوّاب، كما هو متوقّع، على إطلاق إجراءات العزل، سيُحال الملف إلى مجلس الشيوخ ذي الغالبيّة الجمهوريّة، لإطلاق محاكمة في كانون الثاني.
