جاد حداد

تجنّب السقوط بمعالجة هبوط الضغط

7 أيلول 2022

02 : 00

يصيب هبوط ضغط الدم الانتصابي (انخفاض الضغط عند الوقوف) شخصاً واحداً من كل ثلاثة كبار في السن، وتعتبره "جمعية القلب الأميركية" سبباً شائعاً لحوادث السقوط.

يقول الدكتور روي فريمان، طبيب أعصاب متخصص في معالجة هبوط ضغط الدم الانتصابي في مركز "بيث ديكونيس" الطبي التابع لجامعة "هارفارد": "تترافق هذه الحالة مع عواقب جدّية. قد يسقط الناس ويتعرضون للكسور على مستوى الورك أو عظام أخرى. حتى أن البعض يعجز عن النهوض من السرير من دون الشعور بالدوار أو التعرض للإغماء. باختصار، قد تعيق هذه المشكلة الحياة اليومية".

يصعب التحكم بهبوط ضغط الدم الانتصابي أحياناً، لكن من الضروري أن يبذل المريض قصارى جهده للسيطرة على حالته نظراً إلى المخاطر المرافقة لها.

أسباب هبوط ضغط الدم الانتصابي


عند النهوض من وضعية الجلوس، تسحب قوة الجاذبية الدم نحو الأسفل، بعيداً عن الدماغ والقلب. لهذا السبب، يتراجع ضغط الدم ويدق الجسم ناقوس الخطر. في الحالات العادية، يطلق هذا الوضع ردود أفعال تلقائية، فيرسل الدماغ إشارات عصبية تُسرّع ضربات القلب وترفع ضغط الدم، ثم يتجدد تدفق الدم نحو القلب والدماغ بشكلٍ طبيعي.

تتعدد العوامل المسؤولة عن اختلال هذا النظام، منها الشيخوخة التي تجعل أجهزة الاستشعار المكلّفة بمراقبة ضغط الدم أقل تجاوباً، ما يعني أنها لا تلاحظ تراجع ضغط الدم سريعاً.

يمكن تقسيم أبرز العوامل المؤثرة على فئتين:

مشاكل عصبية: قد تتضرر الأعصاب اللاإرادية المرتبطة بالسيطرة على ضغط الدم بسبب حالات متعددة، مثل السكري ومرض الباركنسون. إذا حصل هبوط في ضغط الدم الانتصابي، تكون المشكلة عصبية. يُعتبر هذا النوع من المرض حاداً وقد يُسبب الإعاقة.

مشاكل في الدورة الدموية: قد يتراجع ضغط الدم أكثر من اللزوم أثناء الوقوف بسبب العوامل التي تُخفّض كمية السوائل في الأوعية الدموية، مثل جفاف الجسم، وبعض الأدوية، ومشاكل القلب. في الحالات العادية، يكون هذا النوع من هبوط ضغط الدم الانتصابي أقل خطورة من النوع الناجم عن المشاكل العصبية.

خطوات مفيدة


إذا كانت المشكلة تتعلق بفقدان السوائل من الجسم بسبب أدوية مثل مضادات الاكتئاب أو مدرّات البول، قد يغيّر طبيبك الدواء الذي تأخذه. وإذا كانت المشكلة الكامنة عصبية بطبيعتها، مثل السكري طويل الأمد، قد يوصيك الطبيب بخليط من العلاجات.

في ما يلي بعض الخطوات لتخفيف جميع أنواع هبوط ضغط الدم الانتصابي:

حافظ على حجم الدم المناسب: اشرب 3 ليترات من السوائل يومياً على الأقل، واحرص على تناول بين 4 و6 غرامات من الملح يومياً. تسمح هذه الخطوات بزيادة حجم الدم. كذلك، يجب أن تراقب ضغط دمك للتأكد من عدم ارتفاعه أكثر من اللزوم بسبب هذه المقاربة إلا في لحظات الوقوف.

خذ دواءً لتخفيف الدوار: قد تساعدك أدوية معينة، مثل ميدودرين (أورفاتين، بروأماتين) أو دروكسيدوبا (نورثيرا)، لتضييق الأوعية الدموية ورفع ضغط الدم. أو يمكنك أخذ دواء فلودروكورتيزون (فلورينيف) لزيادة كمية الصوديوم في الجسم وحبس الماء فيه، ما يزيد حجم الدم ويرفع الضغط.

تجنّب البيئات الساخنة: الأجواء الدافئة قد تجعل الأوعية الدموية تتوسع، ما يؤدي إلى تراجع ضغط الدم بدرجة إضافية عند الوقوف.

انهض ببطء من وضعية الجلوس أو التمدد: هكذا يحصل الجسم على الوقت الكافي لاسترجاع تدفق دم طبيعي.

استعمل الجوارب الضاغطة: قد تكون هذه الخطوة مفيدة في بعض الظروف (أثناء الوقوف لفترات طويلة مثلاً) لتحسين الدورة الدموية. لكن من الأفضل ألا ترتدي الجوارب باستمرار لتجنب هبوط ضغط الدم الانتصابي.

اجلس لثلاثين دقيقة بعد الأكل: الأكل يجعل الأوعية الدموية تتوسع، لذا حذار من الوقوف بعد تناول الطعام مباشرةً. وإذا كنت تصاب بهبوط ضغط الدم الانتصابي، قد تستفيد من تناول وجبات صغيرة ومتكررة.

نَمْ على سرير مائل: يرتفع ضغط دم الكثيرين حين يتمددون. هذه الوضعية تدفع الكلى إلى نقل السوائل من الدم إلى البول، فيتراجع حجم الدم في فترة الصباح. ضع قطعة إسفين خاصة تحت الفراش أو مساند تحت أرجل السرير العلوية لرفع رأس السرير بمعدل 6 إنش تقريباً. يمكنك أن تستعمل قوة الجاذبية حينها لمنع ضغط دمك من الارتفاع أثناء الليل.

مـــــنـــــاورات طـــــارئـــــة

إذا شعرتَ بالدوار عند الوقوف، اجلس في أسرع وقت ممكن. وإذا كنت تعجز عن الجلوس في تلك اللحظة، جرّب مناورة الطوارئ: ابدأ بشدّ قبضة يديك، وعضلات ذراعيك، وساقيك، ومؤخرتك، وبطنك. تسمح هذه الحركة بتضييق أوعيتك الدموية.


MISS 3