إحتجاجات هونغ كونغ تحتفل بشهرها السادس بمسيرة ضخمة

12 : 38

المتظاهرون يُضيئون هواتفهم خلال مسيرة في هونغ كونغ أمس

تُتمّ اليوم الاحتجاجات المطالِبة بالديموقراطية في هونغ كونغ شهرها السادس، مع إصرار المتظاهرين على النزول إلى شوارع المدينة، متحدّين البرد والمطر الغزير، تماماً كما قاوموا الحرّ الشديد أيّام الصيف. وفي استعراض قوي لذكرى مرور نصف سنة على بدء حركة الاحتجاج، شارك مئات الآلاف أمس في تجمّعات حاشدة في شوارع المدينة المتمتّعة بحكم شبه ذاتي، في ما بدا أكبر احتجاجات منذ انطلاقها، فيما حذّر منظّمون قادة المدينة المؤيّدين لبكين، بأنّ لديهم "فرصة أخيرة" لإنهاء الأزمة السياسيّة.

وأتت تظاهرة الأمس، التي حصلت على إذنٍ نادر من الشرطة، بعد أسبوعَيْن من اكتساح المرشّحين المدافعين عن الديموقراطيّة انتخابات المجالس المحلّية، مسقطين ادّعاء الحكومة بأنّ "غالبيّة صامتة" تُعارض حركة الاحتجاج الشعبيّة. وأعرب العديد من المشاركين عن غضبهم إزاء استبعاد حاكمة المدينة كاري لام وبكين تقديم تنازلات إضافيّة على الرغم من هزيمة القوى المؤيّدة للصين. ورأى متظاهر خمسيني أنّه "بغضّ النظر عن طريقة التعبير عن آرائنا، سواء من خلال المسيرات السلميّة أو الانتخابات المتحضّرة، فالحكومة لن تُصغي إلينا"، فهي "تتّبع أوامر الحزب الشيوعي الصيني فقط". وأكد متظاهر عشريني أنّ "ما أثير في المجتمع خلال الأشهر القليلة الماضية لن يتلاشى ببساطة إذا رفضت الحكومة حلّ مشكلة الظلم المنهجي".وفي خطوة غير معتادة، سمحت الشرطة لـ"الجبهة المدنية لحقوق الإنسان" بتنظيم المسيرة أمس، وهي أوّل تظاهرة مرخَّص لها منذ منتصف آب الماضي، لكنّها حذّرت من أنّها لن تتسامح مع أي أعمال عنف. وقال العضو في "الجبهة" جيمي شام للصحافيين إنّ "هذه الفرصة الأخيرة من الناس لكاري لام".ويرفع المحتجّون خمسة مطالب، من بينها إجراء تحقيق مستقلّ في تعامل الشرطة مع التظاهرات والعفو عن حوالى 6 آلاف شخص موقوفين وإجراء انتخابات حرّة.

وتعهّدت المنتديات الإلكترونيّة، المستخدَمة لتنظيم أنشطة الجناح الأكثر تطرّفاً في حركة الاحتجاج، استهداف حركة توجّه الموظّفين إلى أعمالهم صباح اليوم، إذا لم يكن هناك ردّ من لام. لكن لا مؤشّرات إلى أن لام تعتزم تليين موقفها، فهي لا تزال متمسّكة برفضها تقديم مزيد من التنازلات، وهي تحظى بدعم بكين على الرغم من تراجع معدّلات التأييد لها إلى مستويات متدنية قياسيّة. وتراجع أيضاً التأييد لقوّات الشرطة إلى أدنى مستوياته، خصوصاً لقمعها الاحتجاجات بالعنف والغاز المسيّل للدموع، لكنّها دافعت عن نفسها بأنّ عناصرها يواجهون عنفاً متزايداً من محتجّين متشدّدين. وقبل ساعات قليلة من انطلاق المسيرات، عرضت الشرطة أسلحة، من بينها مسدّسات وسكاكين، أشارت إلى أنّها عَثَرت عليها خلال حملة مداهمات شملت توقيف 11 شخصاً. وقال المفتش لي كواي وا من مكتب الجريمة المنظّمة في المدينة للصحافيين: "نعتقد أنّ الموقوفين خطّطوا لاستخدام الأسلحة لإثارة فوضى خلال المسيرة لاحقاً اليوم وطعن رجال الشرطة".