مع اقتراب انتهاء مهلة تشكيل حكومة

إسرائيل تتّجه إلى انتخابات ثالثة خلال سنة

11 : 17

نتنياهو وغانتس... لمن الغلبة؟ (أرشيف)

تنتهي غداً المهلة المحدَّدة للكنيست الإسرائيلي لتسمية رئيس حكومة جديد، بعدما فشل كلّ من رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو ومنافسه الرئيسي بيني غانتس في تشكيل ائتلاف حكومي، لكنّ المعطيات تُفيد بأن إسرائيل أصبحت أقرب الى إجراء انتخابات تشريعيّة هي الثالثة خلال سنة.

وتبادل نتنياهو، زعيم حزب "ليكود" اليميني، وغانتس، رئيس هيئة الأركان السابق وزعيم التحالف الوسطي "أزرق أبيض"، اللوم، بعد وصول المفاوضات بينهما إلى طريق مسدود قبل يومَيْن من الموعد النهائي. وقال نتنياهو أمس الأوّل خلال مؤتمر نظّمته صحيفة إسرائيليّة يمينيّة: "قدّمنا عرضاً تلو الآخر ولم نحصل على شيء". كما أكّد بالأمس في بيان أنّه لا يزال يُريد تشكيل "حكومة وحدة وطنيّة قويّة من أجل إسرائيل" وتجنّب "انتخابات عديمة الفائدة". وبالإشارة إلى غانتس فقد دعاه إلى "التوقف عن المناورات المصمّمة لتحويل الانتباه عن حقيقة أنّك ترفض تشكيل حكومة وحدة وطنيّة واسعة".

ويُناقش الحزبان تشكيل حكومة وحدة، لكنّ غانتس لا يُريد أن يعمل تحت مظلّة نتنياهو وقيادته، خصوصاً في ظلّ اتهامات الفساد التي تُلاحقه. وقال غانتس الذي حضر المؤتمر أيضاً: "يعتقد الناس أنّ أعمال الفساد يُمكن أن تُغفر بسبب ظرف سياسي أو آخر، دعم الأشخاص لرئيس الوزراء يُعميهم عن رؤية الوضع على حقيقته". وقال خلال اجتماع لحزبه أمس إنّ "رئيس الوزراء يجب أن يكون قدوة للشعب"، داعياً خصمَه نتنياهو إلى التخلّي علانيّة عن طلب الحصانة من الملاحقة القضائيّة، معتبراً أنّ ذلك سيفتح المجال أمام تشكيل حكومة وحدة ويتجنّب إجراء "انتخابات مكلفة وغير ضروريّة".

ومُنِحَ كلّ من غانتس ونتنياهو بعد انتخابات أيلول، مدّة 28 يوماً لمحاولة التفاوض على تشكيل ائتلاف عملي في النظام السياسي النسبي في إسرائيل. لكنّ أياً منهما لم ينجح في الحصول على دعم أكثر من نصف أعضاء الكنيست (البرلمان)، البالغ عددهم 120.وأحال الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين اختيار مرشّح مناسب لتشكيل ائتلاف حكومي إلى البرلمان، لعلّه ينجح في تجنّب إجراء انتخابات جديدة. وتنتهي مهلة الـ21 يوماً الممنوحة للبرلمان الساعة 11:59 من مساء الغد، وإذا لم يُجمع أعضاء الكنيست على شخص واحد، ستُجرى انتخابات جديدة في آذار 2020 .ومن الناحية النظريّة، يُمكن لأيّ عضو في البرلمان محاولة الحصول على الدعم اللازم، لكن يبقى كلّ من نتنياهو وغانتس المتنافسَيْن الواقعيَّيْن، على الرغم من اتهام نتنياهو بالفساد. ويُمكن لزعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، الذي يشغل حزبه 8 مقاعد في البرلمان، أن يدعم أحد المتنافسَيْن. لكنّ ليبرمان يرفض ذلك حتّى الآن، ويتّهم غانتس بأنّه يعتمد على دعم الأقليّة العربيّة في إسرائيل، ويرفض دعم نتنياهو للأحزاب اليهوديّة المتشدّدة. ويُفضّل ليبرمان تشكيل حكومة وحدة، لكن المحادثات لتحقيق ذلك تعثّرت لأسابيع.

وأشارت وسائل إعلام إسرائيليّة إلى تطوّرات طفيفة في المفاوضات، وأفادت بأنّ نتنياهو وغانتس توصّلا أمس إلى تفاهم على أنّه إذا حُلّ الكنيست غداً، فستُجرى الانتخابات المقبلة يوم الثاني من آذار 2020، لتكون الثالثة خلال سنة بعد انتخابات نيسان وأيلول.

وأظهر استطلاع جديد للرأي أمس، أن حزبَيْ "ليكود" و"أزرق أبيض" سيصلان مرّة أخرى إلى طريق مسدود إذا أُجريت انتخابات اليوم. وإذا حدث ذلك، يتعيّن على نتنياهو الكفاح من أجل قيادة "ليكود" في هذه الانتخابات، خصوصاً مع دعوة أحد منافسيه في الحزب، ويُدعى جدعون ساعر، إلى إجراء انتخابات لرئاسة الحزب قبل أي انتخابات تشريعيّة جديدة. وعُقد الأحد اجتماع مُغلق للجنة المركزيّة للحزب حضره حوالى 800 شخص.

وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيليّة، تمّ الترحيب بجدعون ساعر بحماسة، فيما وصفه مؤيّدو نتنياهو بـ"الخائن". ونشر ساعر مقطع فيديو عبر صفحته على "فيسبوك"، يظهر فيه أشخاص يردّدون اسمه خلال الاجتماع. وقال إنّ "محاولات نزع الشرعيّة وتلطيخ سمعة مَن يرغب بمنافسة نتنياهو تُعارض الروح الديموقراطيّة لليكود". وأضاف أنّ "المنافسة الديموقراطيّة تُقوّي الحركة".