سيلفانا أبي رميا

المخرج روي ديب: "ألو بيروت"... ماضي المدينة الذي لم يُحكَ

14 أيلول 2022

02 : 01

"بيت بيروت" في الزمن الجميل
يشهد متحف "بيت بيروت" السوديكو في تمام الساعة السادسة من مساء غد الخميس، افتتاح معرض "ألو بيروت؟"، الهادف إلى تقييم علاقة بيروت بأهلها عن طريق استعادة الماضي ومساءلة الحاضر في محاولة لتصوّر مستقبل أفضل. فمن أنقاض أشهر الملاهي الليلية حينها في عين المريسة "Cave Du Roi" لمالكها بروسبير غي بارا ولد المعرض الذي لا يتحدث عن بيروت قبل الحرب الأهلية في العام 1975 فحسب، إنما يوثّق أيضاً حقبة من الفساد والسياسات الخاطئة التي سادت يومها. وسيتضمن عدداً هائلاً من الفعاليات على مدى 9 أشهر متواصلة، يخبرنا عن تفاصيلها المدير الفني للمعرض المخرج روي ديب في حديثه مع "نداء الوطن".

كيف ولدت فكرة المعرض؟

منذ 12 سنة، دخلت دلفين درماسي، مديرة المعرض اليوم، صدفةً إلى فندق "إكسيلسيور" المهجور في بيروت وعثرت فيه على أوراق وكتب و"نيغاتيف" صور تعود إلى حقبة الحرب الأهلية، فأثار الموضوع حشريتها وبدأت أبحاثها حول المكان حيث تواصلت مع عائلة المالك الراحل بروسبير غي بارا وبدأت تجميع البيانات والمواد. على الأثر، ولدت معها فكرة إنشاء معرض تاريخي ثقافي تفاعلي يحكي قصة بيروت منذ الستينات حتى يومنا هذا. وشكّلت فريقاً خاصاً من 10 فنانين و6 جامعي صور فوتوغرافية، 7 صحافيين باحثين، و9 مبدعين بالإضافة إلى 20 عضواً من خلفيات واختصاصات متنوّعة.




أرشيف بيروت كما عُثر عليه


لماذا اسم "ألو بيروت" دون سواه؟

استوحينا الاسم من أغنية الأسطورة صباح "ألو بيروت"، فهي تعيدنا بصوتها إلى زمن الماضي الجميل. كذلك، نتوجه من خلالها الى بيروت لمعرفة أين هي اليوم من التاريخ والثقافة.

أخبرنا أكثر عن مضمون المعرض؟

يقسم "ألو بيروت" إلى قسمين: الأول، يشمل بيروت اليوم حيث قمت بدعوة 10 فنانين لإنتاج وتحضير أعمال فنية يتكلمون فيها عن علاقاتهم الشخصية مع بيروت، وهي صُمّمت خصيصاً لهذا الحدث وتُعرض للمرة الأولى.

وفي القسم الثاني، نعود إلى بيروت الستينات إنطلاقاً من أرشيف غي بارا، وهو الشخص الذي كان يملك فندق الـ"palm beach" الذي ضمّ "مسرح الساعة 10" أوّل مسرح ولد في بيروت، وفندق "إكسلسيور" الذي حوى "cave du rois" أقدم وأشهر ملهى ليلي.

عُرف غي بارا بكونه ناشطاً سياسياً وثقافياً وليس فقط رجل أعمال، وانطلاقاً من الأرشيف الخاص به سنقوم بإعادة قراءة نقدية وتحليلية لبيروت الستينات حيث سيزور الحاضرون الملهى ومكتب بروسبير وغرفة مخصصة للعملية المصرفية التي كانت تتم في تلك الحقبة، وغرفة الإدارة أيضاً حيث سنتعرّف على القوانين التي كانت مطروحة وسارية حينها.

كذلك، بدأت التجهيزات الفنية للمعرض حيث سيدخل الزوّار إلى 25 غرفة مخصّصة ليختبروا فيها التجربة الكاملة لهذا العمل الفني. وتعتمد التجهيزات على وسائط عدّة منها: الصوت والصورة والفيديو وتتناول مواضيع ثورة "17 تشرين" والأزمة الإقتصادية والهجرة والعلاقة مع مدينة في طور الإنهيار، كما الذاكرة المؤلفة لهوية المدينة وتبدّلاتها عبر العصور.




منى حلّاق وبدايات "بيت بيروت"



ما دور جمعية "Clown Me In"؟

تعاونّا مع الجمعية للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس عن طريق إخبارهم بطريقة مميزة ومسلّية عن انطلاق المعرض، حيث قامت فرقة الجمعية بعروضات فنية وتهريجية في مختلف أحياء بيروت من السوديكو إلى الجميزة والأشرفية وفرن الشباك وبرج حمود ومار مخايل، حيث تقمص أعضاؤها شخصيات متصلة بالمعرض منها شخصية غي بارا وشخصيات من الأرشيف الذي نعمل عليه. وتضمنت جولتهم، تحويل "بيك آب" إلى مسرح متجوّل في داخله "Cave du Roi" وشخصيات متعددة طبعت تاريخ بيروت بالإضافة إلى شخصية تعلّم الرقص وشخصية الحكواتي. ونجحوا في إضفاء جو من الفرح في بيروت الموجوعة، وإيصال فكرة المعرض ودعوة الناس.

أخبرنا أكثر عن مكان المعرض؟

سيحتضن "بيت بيروت"- السوديكو المعرض بـ25 غرفة. ويقع هذا المبنى الذي تم تأهيله وتحويله الى متحف تابع لبلدية بيروت، على الخط الأخضر الذي قسّم المدينة خلال الحرب الأهلية، وشكّل في ذلك الوقت قاعدة للقنّاصين، وقد تمّ إنقاذه من الهدم بمسعى من الناشطة في مجال الحفاظ على التراث، منى الحلاق، ليكون شاهداً على تاريخ المدينة وذكرياتها الجميلة منها والسيئة، منذ نهاية القرن التاسع عشر وحتى يومنا هذا. وناضلت منى من أجل هذا المبنى على مدى 20 عاماً، وتمكنت أخيراً من فتح أبوابه ليكون صرحاً يُمكّن الزوار من الشعور بالانتماء الى المدينة ومعرفة المزيد عن شوارعها وهندستها المعمارية وسكانها وطقوسها ومأكولاتها.

يستمر المعرض لمدة 9 أشهر من الثلاثاء للأحد من الساعة 11 صباحاً حتى 7 مساءً وهو مجاني بالكامل ومفتوح أمام الجميع من دون استثناء.

كيف يتم تأمين تكاليف "ألو بيروت"؟

يصلنا التمويل حالياً من الجامعة الأميركية "AUB" ومن جمعية "Manchette".

ماذا ستتضمن ليلة الافتتاح غداً؟

ابتداءً من الساعة السادسة مساءً وحتى العاشرة ليلاً، ستزيّن الافتتاح عروض غنائية لضيوف الشرف رنين الشعار، خنسا وفرقة "طيارة ورق"، بحضور فناني المعرض وفريق العمل. وسيشارك في اليوم الإفتتاحي أيضاً الباعة المتجولون (أمام المتحف) بعرباتهم المحمّلة بالفول والصفوف والمعمول والذرة المشوية والصاج والكعك وغزل البنات إضافةً الى عصير البرتقال.




فرقة "كلاون مي إن" في شوارع بيروت



من هم الفنانون المشاركون في المعرض؟

حرصت على اختيار أشخاص يافعين في السنّ من خلفيات ثقافية وفنية متنوعة من مسرح وعروض حيّة وتصوير وغرافيتي مثل كبريت وهو أصغر فنان مشارك معنا ويبلغ من العمر 25 سنة، إلى جانب روان ناصيف، بيترا سرحال، وائل قديح، جوان باز، ليلي أبي شاهين، كريستيل خضر، إيفا سودار، غيتي دويهي، رنا قبوط ورولا أبو درويش.