بعد انتصاره التاريخي... اليمين السويدي يسعى لتشكيل حكومة

02 : 00

أندرسون متحدّثةً خلال مؤتمر صحافي أمس (أ ف ب)

بعد «الانتصار التاريخي» لتحالف اليمين على تحالف اليسار الذي صُدم بالهزيمة المدوّية الذي تلقاها عبر صناديق الاقتراع، باشر زعيم المحافظين السويديين أولف كريسترسون أمس مهمّة شاقة تقضي بتشكيل حكومة جديدة بدعم من اليمين المتطرّف.

وتميّز الاقتراع بالاختراق الذي حققه حزب «ديموقراطيو السويد» المعادي للهجرة بزعامة جيمي أكيسون والذي بات الحزب الثاني في البلاد والتنظيم الأوّل في كتلة اليمين مع حصوله على 20.5 في المئة من الأصوات.

وبعد هزيمتها في الانتخابات التي حُسمت بفارق ضئيل، قدّمت رئيسة الوزراء ماغدالينا أندرسون استقالتها صباح أمس إلى رئيس البرلمان بعدما أقرّت مساء الأربعاء بهزيمتها، مؤكدةً في الوقت عينه أن حزبها يبقى منفتحاً على تعاون مع اليمين في حال فشل في تشكيل غالبية مع «ديموقراطيي السويد».

ويعود منصب رئيس الوزراء تقليديّاً في السويد إلى الحزب الرئيسي في الغالبية، غير أن وحده زعيم حزب المعتدلين المحافظ أولف كريسترسون (58 عاماً) في موقع يسمح له بالحصول على دعم كافة أحزاب التكتل الجديد من اليمين واليمين المتطرف.

ومن المتوقع أن يُكلّف رئيس البرلمان رسميّاً الأسبوع المقبل كريسترسون الذي قاد هذا التقارب غير المسبوق بين اليمين و»ديموقراطيي السويد»، مهمّة تشكيل غالبية جديدة.

وقال كريسترسون منذ مساء الأربعاء عقب هذا الفوز الأوّل من نوعه الذي طرد اليسار من الحكم بعد ولايتين استمرتا 8 سنوات: «أبدأ الآن مهمة تشكيل حكومة جديدة وقوية»، مضيفاً: «الآن سنُعيد فرض النظام في السويد»، في ختام حملة انتخابية هيمنت عليها أسعار الطاقة وتسويات الحسابات الدامية بين العصابات التي تتصدّر الصحف السويدية بانتظام.

ويواجه كريسترسون تحدّياً يقضي بالتوصل إلى اتفاق يجمع 4 أحزاب تتدرّج من وسط اليمين إلى اليمين القومي، وتختلف في ما بينها حول مواضيع عدّة. ويُجاهر «ديموقراطيو السويد» برغبتهم في المشاركة في الحكومة، غير أن أحزاب اليمين التقليدي الثلاثة الأخرى (المعتدلون والمسيحيون الديموقراطيون والليبراليون) يُعارضون ذلك، وتحديداً الحزب الليبرالي.

ويقضي السيناريو المرجح بتشكيل حكومة من المعتدلين والمسيحيين الديموقراطيين وحتى الليبراليين، وأن يكتفي «ديموقراطيو السويد» بالمشاركة سواء مباشرة أو غير مباشرة بالغالبية في البرلمان. وحصل التكتل اليميني بأحزابه الأربعة على 176 مقعداً، من ضمنها 73 لـ»ديموقراطيي السويد»، لكن يبقى تقدّمه طفيفاً على التكتل اليساري الذي فاز بـ173 مقعداً.


MISS 3