ارتفاع مستويات الشحوم الثلاثية

02 : 00

أنا مصاب بارتفاع مستويات الشحوم الثلاثية (بين 250 و280 ملغ/ديسليتر) منذ سنوات. كنتُ أظن أنني بأمان لأني آخذ دواء ستاتين لتخفيض مستوى الكولسترول. هل هذا صحيح؟ أنا أحاول أن أتبنى حمية صحية، لكن هل يمكنني اتخاذ خطوات أخرى لتخفيض مستوى الشحوم الثلاثية؟

تشتق الشحوم الثلاثية، وهي النوع الأكثر شيوعاً من الدهون في الجسم، من المواد الدهنية الموجودة في المأكولات. لكن تتحول السعرات الحرارية الزائدة التي لا يستعملها الجسم، كتلك المشتقة من السكر والكحول، إلى شحوم ثلاثية أيضاً. لهذا السبب، قد تسهم الحمية الصحية التي تحد من كمية السكريات والكربوهيدرات المكررة (مثل الخبز الأبيض والرز الأبيض) في تخفيض مستويات الشحوم الثلاثية. يمكن الاستفادة أيضاً من تخفيف استهلاك الكحول، وممارسة الرياضة، والحفاظ على وزن صحي.


من المعروف أن ارتفاع مستوى الكولسترول السيئ يرفع خطر الإصابة بنوبة قلبية، لكن تزداد الأدلة التي تشير إلى أهمية الشحوم الثلاثية أيضاً، حتى لو كان معدل الكولسترول السيئ تحت السيطرة. تُعتبر مستويات الشحوم الثلاثية مرتفعة حين تتراوح بين 200 و499 ملغ/ديسليتر.

يجب أن يتحقق الفرد من وضعه ويتلقى العلاج لأي مشاكل صحية كامنة، مثل النوع الثاني من السكري، والبدانة، وقصور الغدة الدرقية، وأمراض الكبد أو الكلى، حين يتراوح مستوى الشحوم الثلاثية لديه بين 150 و499. لكن إذا بقي هذا المستوى مرتفعاً رغم معالجة هذه المشاكل الصحية وتعديل أسلوب الحياة، يمكن التفكير بأخذ الأدوية.

يستطيع دواء النياسين أن يُخفّض مستوى الشحوم الثلاثية، لكن غالباً ما تُسبب الجرعات المرتفعة آثاراً جانبية غير محبذة، منها نوبات الحر واضطراب المعدة. تستطيع الأدوية المعروفة باسم "فايبرات" أن تُخفّض تلك المستويات بنسبة تصل إلى 50%. لكن لا يُخفّض أي دواء مخاطر النوبات القلبية أو الجلطات الدماغية عند إضافته إلى نوع من الستاتين.


لكن يمكن تحقيق هذا الهدف عبر أخذ دواء إيكوسابنت الإيثيل المصنوع من شكلٍ عالي النقاء من حمض الإيكوسابنتاينويك (حمض دهني موجود في الأسماك من نوع الأوميغا 3). يستطيع هذا الدواء أن يُخفّض مستوى الشحوم الثلاثية، حتى أنه يقلّص مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية، والجلطات الدماغية، والوفاة لأسباب قلبية، بنسبة 26% لدى المصابين بالسكري أو أمراض القلب والأوعية الدموية. يُباع هذا الدواء باسم "فاسكيبا"، وأصبح جزءاً من الأدوية الجنيسة حديثاً في بعض البلدان.

تجدر الإشارة إلى اختلاف هذا الدواء عن مكملات زيت السمك التي تباع بلا وصفة طبية في المتاجر العادية أو عبر شبكة الإنترنت. تحتوي المنتجات التي لا تتطلب وصفة طبية على حمض الإيكوسابنتاينويك، لكن غالباً ما تختلط مع حمض الدوكوساهيكسانويك (نوع آخر من أحماض الأوميغا 3 الدهنية)، وتكون الكميات فيها أقل بكثير من تلك الموجودة في التركيبة الطبية. كذلك، لا تخضع مكملات زيت السمك للمراقبة اللازمة لتحديد مستوى نقائها أو جودتها.


MISS 3