إكتشاف مئات الجثث في مقبرة جماعية قرب إيزيوم

زيلينسكي يُحمّل الروس المسؤولية: قتلة وجلّادون

02 : 00

خلال سحب مئات الجثث من مقبرة جماعية في غابة قريبة من مدينة إيزيوم أمس (أ ف ب)

بات أمراً "طبيعيّاً" أن تتكشّف "جرائم حرب" وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في كلّ منطقة محرّرة من الجيش الروسي، الذي يمتهن البطش بالمدنيين للتعويض معنويّاً عن خسائره المذلّة والفادحة في الميدان بمواجهة مقاتلي المقاومة الأوكرانية، إذ عثرت السلطات الأوكرانية أمس على مئات الجثث في مقبرة جماعية في غابة قريبة من مدينة إيزيوم التي استعادتها القوات الأوكرانية من الروس في منطقة خاركيف، حيث أعلنت الشرطة العثور على "10 غرف تعذيب".



ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عناصر الجيش الروسي بأنهم "قتلة" و"جلادون" بعد العثور على المقبرة الجماعية قرب إيزيوم. وقال زيلينسكي عبر قناته على "تلغرام": "روسيا لا تترك سوى الموت والمعاناة. قتلة وجلادون. مجرّدون من كلّ شيء بشري"، متوعداً في المقابل بـ"عقاب قاس وعادل".



وتحدّث عن "أكثر من 400 جثة" عثر عليها في المقبرة الجماعية "تحمل آثار تعذيب، لأطفال ولأشخاص لقوا حتفهم جرّاء القصف الصاروخي، ولمقاتلي القوات المسلّحة الأوكرانية"، فيما كشف الحاكم الإقليمي أوليغ سينيغوبوف أن "99 في المئة" من 450 جثة أُخرجت "تحمل آثار موت عنيف"، مشيراً إلى "جثث عدّة مكبّلة الأيدي خلف الظهر وشخص دفن مع طوق حول رقبته".



وأكد سينيغوبوف أن "هناك أيضاً أطفالاً" بين الجثث التي قام بإخراجها "200 عنصر وخبير" يعملون في الموقع، موضحاً أنه "سيتمّ إرسال الجثث للتشريح بهدف تحديد السبب الفعلي للوفيات"، واعتبر أن "كلّ جثة ستكون موضع تحقيق وستُصبح دليلاً على جرائم الحرب التي ارتكبتها روسيا أمام المحاكم الدولية"، مندّداً بـ"إرهاب دام ووحشي".



وبينما أبدى مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة على الفور استعداده لإرسال فريق إلى إيزيوم "لتحديد ملابسات وفاة هؤلاء الأشخاص"، قال وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن للصحافيين في واشنطن: "هذا جزء مروّع من رواية متواصلة. كلّما رأينا المد الروسي يتراجع من أجزاء احتلّها في أوكرانيا، نرى ما الذي يتركه خلفه". ودعا السلطات الأوكرانية إلى توثيق هذه الفظاعات، مؤكداً أنه "في كثير من الحالات سيرقى الأمر إلى جرائم حرب".



بدوره، قال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيان إن الاتحاد "يشعر بصدمة كبيرة"، مضيفاً: "لقد خلّف العدوان الروسي على أوكرانيا دماء ودماراً. ستُحاسب روسيا وقادتها السياسيون وجميع المتورّطين في الانتهاكات المستمرّة للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي في أوكرانيا".



وفي الغضون، قُتِلَ المدّعي العام الانفصالي في منطقة لوغانسك سيرغي غورينكو ونائبته إيكاتيرينا ستيغلينكو جرّاء تفجير، وفق ما ذكرت السلطات الموالية لموسكو، بينما أفادت تقارير عن وقوع هجمات أخرى في الجنوب. واعتبر القيادي الموالي لروسيا في هذه المنطقة الانفصالية ليونيد باسيتشنيك عبر تطبيق "تلغرام" أن "التفجير الذي دوّى في مبنى النيابة العامة يُظهر أن نظام كييف تجاوز كلّ الحدود المقبولة".



وقُتل مسؤولان آخران مواليان لموسكو ليل الخميس - الجمعة في مدينة برديانسك الساحلية، وفق ما أفاد رئيس الإدارة المحلّية التي عيّنتها روسيا في منطقة زابوريجيا يفغيني باليتسكي، في وقت حذّر فيه الأمين العام لـ"حلف شمال الأطلسي" ينس ستولتنبرغ من أن "الحرب ستطول"، مثنياً على التقدّم الملحوظ الذي حققته القوات الأوكرانية في منطقة خاركيف.



توازياً، اعتبر المستشار الألماني أولاف شولتز خلال خطاب أمام ضباط في الجيش الألماني في برلين أن بلاده يجب أن تُصبح "القوة المسلّحة الأفضل تجهيزاً" في أوروبا، داعياً إلى زيادة نفوذ الدول الأوروبّية في "حلف شمال الأطلسي" (ناتو)، بينما تعرّضت برلين لانتقادات متجدّدة من كييف في شأن شحنات الأسلحة، إذ أعرب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا عن أسفه لأن شحنة المركبات المدرّعة التي تمّ الإعلان عنها أخيراً لا تُلبّي حاجات بلاده الفورية.



وكان البيت الأبيض قد وافق على منح أوكرانيا مساعدة عسكرية إضافية بقيمة 600 مليون دولار تشتمل بالدرجة الأولى على صواريخ لراجمات "هيمارس" التي سبق لواشنطن أن زوّدت القوات الأوكرانية بها، لكنّها لا تتضمّن صواريخ بعيدة المدى لا تنفكّ كييف تُطالب بها.



إلى ذلك، أجازت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في شكل استثنائي للرئيس الأوكراني أن يُلقي كلمته عبر تقنية الفيديو خلال الجمعية العامة السنوية للمنظمة الأممية الأسبوع المقبل.

MISS 3