إختتام الجولة الرابعة عشرة لمحادثات أستانا

"الدول الضامنة" ترفض "الأجندات الانفصاليّة" في سوريا

12 : 21

"أستانا 14": لا حلّ عسكريّاً للنزاع السوري (أ ف ب)

أكدت روسيا وتركيا وإيران أهمّية الحفاظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها، مشدّدةً على رفضها محاولات خلق واقع جديد، بما في ذلك مبادرات حكم ذاتي غير مشروعة بذريعة مكافحة الإرهاب. وأعربت الدول الثلاث في البيان الختامي للجولة الرابعة عشرة لمباحثات أستانا، التي اختتمت أعمالها في العاصمة الكازاخيّة نور سلطان أمس، عن عزمها على الوقوف ضدّ "الأجندات الانفصاليّة" التي تهدف إلى "تقويض سيادة سوريا وسلامتها الإقليميّة"، وكذلك "تهديد الأمن القومي" للبلدان المجاورة.

وأضاف البيان أن الدول الثلاث اتفقت على أن "الاستقرار والأمن في شمال شرقي سوريا على المدى الطويل لا يُمكن تحقيقه إلّا على أساس الحفاظ على سيادة البلاد وسلامة أراضيها"، ورحّبت في هذا السياق بإبرام مذكّرة 22 تشرين الأوّل الروسيّة - التركيّة في شأن الاستقرار في تلك المنطقة، كما أكدت أهمّية اتفاقيّة أضنة لعام 1998.

وندّد البيـــان بالهجمات الإسرائيليّة على سوريا، باعتبارها تنتهك القانون الدولي وتُقوّض الســيادة السوريّة والـــدول المجاورة، كذلك عبّرت الدول الثلاث عن "رفضها للاستيلاء والتوزيع غير المشروعَيْن لعائدات النفط السوري، التي ينبغي أن تعود إلى الجمهوريّة العربيّة السوريّة".

وعبّرت الدول الثلاث أيضاً عن قلقها البالغ إزاء تعزيز "هيئة تحرير الشام" وغيرها من "التنظيمات الإرهابيّة" المرتبطة بها، وجودها في إدلب وتصعيد نشاطها الإرهابي هناك، ما يُشكّل خطراً على المدنيين داخل منطقة خفض التصعيد وخارجها، وأكدت أطراف "أستانا" عزمها على مواصلة التعاون من أجل القضاء على كافة الجماعات الإرهابيّة المرتبطة بـ"داعش" و"القاعدة" بشكل نهائي.وشدّد البيان على أنّه لا حلّ عسكريّاً للنزاع السوري، وجدّد التزام ضامني "أستانا" بعمليّة سياسيّة طويلة الأمد وقابلة للحياة، يقودها ويُنفّذها السوريّون أنفسهم بدعم من الأمم المتّحدة، مشيراً في هذا الصدد إلى أهمّية انعقاد اللجنة الدستوريّة السوريّة في جنيف. وأكد البيان كذلك أهمّية مواصلة الجهود الرامية إلى الإفراج عن المعتقلين وزيادة المساعدة الإنسانيّة لجميع المواطنين السوريين على كافة أراضي البلاد، من دون تمييز وتسييس وطرح شروط مسبقة، إضافةً إلى تقديم مساعدة دوليّة لعمليّة عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم. وقرّرت الدول الثلاث عقد جولة جديدة من المباحثات بـ"صيغة أستانا" في مدينة نور سلطان في آذار من العام 2020.تزامناً، اعتبر مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرينتيف، أن القمّة الرباعيّة التي يُخطّط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لعقدها في اسطنبول في شباط المقبل، لن تُثمر في ظلّ غياب روسيا. وقال خلال مؤتمر صحافي في نور سلطان أمس: "يجب أن تكون روسيا حاضرة لدى بحث أي مسائل تتعلّق بالتسوية السوريّة، لأنّ روسيا لاعب محوري على الساحة السوريّة ولديها علاقات جيّدة مع الحكومة السوريّة"، مضيفاً: "أعتقد أن هذا الموضوع قد يُثار خلال زيارة رئيسنا إلى تركيا مطلع كانون الثاني". وتابع: "أظنّ أن أردوغان سيتطرّق إلى هذه النقطة"، لافتاً إلى أن موسكو لم تتلقَ بعد دعوة للمشاركة في القمة. وسبق أن أعلن الرئيس التركي في أعقاب الاجتماع الذي عقده مع زعماء فرنسا وبريطانيا وألمانيا على هامش قمّة "حلف شمال الأطلسي" مطلع الشهر الجاري، أن قمة ثانية بالصيغة نفسها ستستضيفها اسطنبول في شباط المقبل.وفي سياق متّصل، أعرب رئيس وفد المعارضة السوريّة لمحادثات أستانا أحمد طعمة، عن دعمه بقوّة للغزو التركي لشمال شرقي سوريا ضمن عمليّة "نبع السلام"، معتبراً أن هذه العمليّة تُحقّق أهدافاً استراتيجيّة في بلاده.


MISS 3