لم يكن وزير الشباب والرياضة جورج كلاس يرغب بأن تشهد ولايته الإدارية شكاوى ودعاوى قضائية تسبّب شرخاً في الوسط الرياضي، وهو لا يزال حتى الساعة، بحسب ما يتسرّب من الأوساط الضيّقة المحيطة به، يسعى الى التوافق في انتخابات الكرة الطائرة وإبعاد الكاس المُرّة عن اللعبة التي هي بغنى اليوم عن الإنقسامات والخلافات التي لن تؤدّي إلا الى إنهاك الأندية وإحباط اللاعبين وإبتعاد ما تبقّى من داعمين ومعلنين.
وفي هذا السياق، أتى كلامه الصريح خلال حفل الغداء الذي أقامه نائب رئيس اللجنة الأولمبية أسعد النخل الأسبوع الماضي، حيث غمز من قناة الموالين والمعارضين لإتحاد الكرة الطائرة من دون أن يسمّيهم، عندما دعا الى التكاتف والتوافق الرياضي الشريف، محمّلاً المسؤولية لكلّ من يقصّر في هذا المجال، ومشدداً على أنّ كرامة الإتحادات من كرامة الجميع، وفي موقفه هذا رسالة واضحة لجميع الأطراف المتنازعة في اللعبة بأنّ إجراء الإنتخابات قد يكون خياره الأخير، ولن يقدم على الموافقة عليها إلا بعد استنفاد جميع "الأسلحة" المتوفّرة بين يديه.
في هذا الوقت، تتكثّف الإتصالات والإجتماعات داخل المعسكرَين المتخاصمَين، حيث يقوم كلّ منهما بإعادة حساباته الدقيقة ورسم خارطة طريق للمواجهة الضارية وكأنّ "المعركة" واقعة غداً، وسط معلومات بأنّ المال الإنتخابي لن يكون بعيداً هذه المرّة أيضاً عن هذا الإستحقاق، ولو بالحدّ الأدنى، فيما من المرجّح أن تغيب الضغوطات السياسية على الأندية أسوة بما حصل في الإنتخابات الماضية عام 2020، أو على الأقلّ أن يخفّ وهجها، لأنّ ظروف البلاد الحالية مغايرة تماماً لما كانت عليه منذ نحو ثلاث سنوات، وما كان مسموحاً أو متاحاً القيام به من تجاوزات وشواذات بالأمس لن يتمّ تمريرها أو غضّ الطرف عنها اليوم.
