"شو عدا ما بدا" حتى تقرر بلدية قرطبا تغيير صورة لبنان العنفوان الناصع الدماء، من خلال إطلاق اسم فرقة "ميّاس" على احد شوارع البلدة التي ينتمي اليها مؤسسها نديم شرفان؟ "شو عدا ما بدا" حتى تتحدى بلدياتنا، دولتنا العلية التي لم "تصغّر عقلها" يوماً وتطلق اسم فنان على أحد شوارعها؟ دولتنا أهم من مصر التي اطلقت اسماء عبد الحليم حافظ وسيد درويش وفريد الأطرش على شوارعها. دولتنا ليست تونس لتسمي شارعين باسم ام كلثوم وعبد الحليم حافظ، وليست الولايات المتحدة لتطلق اسم اوبرا وينفري على شارع أمام استوديوات هاربو في شيكاغو.
"دولتنا" اكبر من أن تطلق اسم جسر اللوزية لصاحبته فيروز على أحد جسورنا، واسم الصبوحة على شارع يمتلئ بـ "كابينات" هواتف "الو بيروت من فضلك يا عينيي"، القريب من جادة وديع الصافي الشبيهة بقطعة سما، ومستديرة نصري شمس الدين التي ما ان نقطعها، يطل علينا "الصيادي وعصفورة لونها رمادي".
دولتنا لم تفعلها من قبل، فـ"شو عدا ما بدا" اليوم، حتى تقرر بلدية قرطبا تحدّي دولتنا وبلديات اخرى (لا نعرف اذا كانت تدخل ضمن نطاق جمهوريتنا)؟ وما الانجاز الذي حققته ميّاس؟ جعلتنا نسير على درب الفخر، مقارنة بمن جعلونا نسير على طريق جلجلتنا المستمرة؟ "ايه، ويعني"؟
شارع باسم مياس اليوم، وغداً ربما بأسماء فيروز وصباح والاخوين رحباني وجبران خليل جبران وفريق الارز و"يا خجلتنا" من جادة الإمام الخميني وأوتوستراد حافظ الأسد.
عودي الى رشدك يا بلدية قرطبا، ولا تضيّعي طريق بلديات اخرى مزيّنة بغار الانهيار. شوارع باسم من احتلوا ذاكرتنا بالنغم والايقاع والفن والرياضة والفرح والنجاح والانجازات، بدل من احتلونا بقوة السلاح؟ "هيدا اللي بعد ناقص".
