محمد دهشة

"شجرة ميلاد" صيدا من الإطارات: رسالة رمزية عن الفقر... والعيش المشترك

13 كانون الأول 2019

02 : 00

بانتظار استكمال "شجرة الميلاد"

في خطوة لافتة، بدأ عدد من الناشطين في حراك صيدا، بصنع شجرة ميلاد مكونة من عشرات الاطارات المختلفة الأحجام، وذلك في "ساحة الثورة" عند "تقاطع ايليا"، وفي المكان نفسه الذي تضعها فيه بلدية صيدا كل عام في اطار احتفالاتها بعيدي الميلاد ورأس السنة.

وأوضح الناشطون لـ" نداء الوطن"، وبعضهم من طلاب الجامعات والمدارس الذين واظبوا على المشاركة في الحراك الاحتجاجي بشكل يومي، أن الفكرة تحاكي حالة الفقر والجوع الذي يئن تحت وطأتهما اللبنانيون كافة وبمختلف مناطقهم، وشجرة الميلاد ستكون رسالة رمزية تشير الى مدى الضائقة الاقتصادية هذا العام مع دخول الحراك الاحتجاجي يومه السابع والخمسين، وسنقوم بطلائها بشكل لائق وتعليق الاضواء عليها وربما تزيينها بالاشوك والمعلاق في تعبير اضافي.

وأثارت الفكرة اعتراض المراجع المسيحية في المدينة الذين اعتبروها استخفافاً او إساءة الى الميلاد ورمزه الشجرة الخضراء، ولكن الناشطين سرعان ما أوضحوا أن صورة الدواليب المتداولة على أنها شجرة الميلاد غير صحيحة، إذ يؤكدون أن أحداً ما يريد تشويه صورة حراك صيدا قام بنشر الصورة قبل البدء بالعمل على شكل الشجرة، التي ستقام من الدواليب فعلا لكن بطريقة لائقة، حيث ستُدهن وتُزيّن وتُضاء، مؤكدين أنهم يرفضون الإساءة لأي ديانة، ورفع الشجرة ليس سوى دليل على المحبة والعيش المشترك بين جميع اللبنانيين.

ورد الناشطون على انتقادات "التيار الوطني الحر"، فقالوا "إحترموا عقولنا وعقول العالم شوي، هل تم اقناعكم بأن الدولايب الموجودة في الساحة هي الشجرة؟ إلى هنا وصل إفلاسكم السياسي؟"، وأوضحوا: "أول من أمس جمّعنا الدواليب بالطريقة التي ظهرت في الصورة كي لا يسرقها أحد أو يستخدمها لقطع الطرقات. وسنبدأ اليوم بصناعة شجرة الميلاد، وعليكم أن تتذكروا أن كل من يشارك في صناعتها هو أساساً يضع شجرة في بيته أو شركته أو مؤسسته، ونتمنى ألا تعلمونا الاحترام... انتظروا انهاء الشجرة".

فلسطينياً، نظمت "اللجان الشعبية الفلسطينية" في منطقة صيدا، اعتصاماً مطلبياً أمام مكتب مدير خدمات مخيم عين الحلوة، وذلك تمسكاً بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا" ومطالبة بحق أبناء الشعب بالاغاثة الفورية الطارئة في ظل الوضع الاقتصادي والمعيشي المتردي وانعكاسات الازمة اللبنانية على واقع المخيمات.

والقى أمين سر "اللجان الشعبية الفلسطينية" في "منظمة التحرير الفلسطينية" الدكتور عبد ابو صلاح كلمة أعلن فيها التمسك بوكالة "الاونروا" لما تمثله من شاهد قانوني وأممي على نكبة فلسطين، ودورها في اغاثة وتشغيل اللاجئين"، داعيا اياها في الوقت نفسه الى القيام بواجباتها كاملة في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني واعلان خطة طوارئ اغاثية، تتضمن تقديم مساعدات عينية من مواد غذائية ومالية شهرية، اعادة النظر وزيادة المستفيدين من برنامج حالات العسر الشديد "الشؤون" وتعزيز هذه التقديمات والتي تبلغ حاليا 10 دولارات، فمن المعيب ان يكون نصيب الفرد يوميا 30 سنتاً فقط، وزيادة التغطية الصحية كاملة للاستشفاء في المستشفيات وتفعيل ملف "الشؤون الاجتماعية" المتوقف منذ العام 2014".


الاعتصام الفلسطيني في عين الحلوة


بينما اعتبر عضو"اللجان الشعبية الفلسطينية" في "تحالف القوى الفلسطينية" عدنان الرفاعي لـ "نداء الوطن"، ان الاعتصام هو صرخة جديدة من أجل حث ادارة "الاونروا" على إطلاق "نداء استغاثة" لمساعدة الشعب الفلسطيني في المخيمات وتخفيف معاناتهم، قائلا "قضيتنا سياسية وليست خدماتية وعلى المجتمع الدولي تحمل المسؤولية"، داعيا "ادارة الاونروا" الى تخفيض سقف المساعدة المالية من الصندوق الصحي "كير" من 8 آلاف الى 4 آلاف دولار بدءاً من أول العام القادم كي يستفيد منه شريحة اكبر من المرضى. 


وأكد مسؤول العلاقات السياسية لـ "حركة الجهاد الاسلامي" في منطقة صيدا عمار حوران لـ "نداء الوطن"، ان المسؤول عن الشعب الفلسطيني هو "الاونروا"، وابلغنا المدير خلال اجتماعنا الاخير معه ان الازمة اللبنانية لها شهر ونصف وأثرت على المخيمات لماذا التباطؤ ونقول له اليوم ماذا فعلت، ولماذا التأخر في المساعدة.

في المقابل، أعلنت جمعية "الفرقان للعمل الخيري" في مخيم عين الحلوة، عن عزمها على اطلاق عمل مطبخها الخيري لتقديم الوجبات الساخنة للأسر الأكثر احتياجا، وذلك استمرارا لعملها الإغاثي وبسبب الظروف الإقتصادية الصعبة التي يمر بها شعبنا الفلسطيني في المخيمات ارتداداً للأزمة اللبنانية المعيشية الخانقة.

وقال مدير الجمعية حسام زعيتر لـ "نداء الوطن" ان هذه المبادرة جاءت كمساهمة نتيجة للظروف الراهنة التي يعيشها اللاجئون في المخيم بسبب زيادة البطالة بين الناس وغلاء الأسعار، فبات تأمين لقمة العيش همًاً مؤرقاً للأهالي الذين يبحثون في كل يوم ولا يجدون إلا القليل، معتبراً إن مثل هذه المشاريع الخيرية التي تسهم في إطعام الجائعين والمحتاجين من تلك الأسر المعدمة، لهو من الأولويات التي تحمل همّها جمعية الفرقان للعمل الخيري.