بايدن يتضامن مع "الإيرانيّات الشجاعات"

التظاهرات تتمدّد في إيران: فليسقط النظام!

02 : 00

رئيسي يرفع صورة لسليماني على منبر الأمم المتحدة أمس (أ ف ب)

ما زالت رقعة التظاهرات المتواصلة تتّسع في إيران احتجاجاً على وفاة الشابة مهسا أميني بعد احتجازها لدى "شرطة الأخلاق" لارتدائها الحجاب بشكل "غير لائق"، إذ خرج محتجّون إلى الشوارع في أكثر من 15 مدينة إيرانية، فعطّلوا حركة المرور وأشعلوا النار بمستوعبات النفايات ومركبات الشرطة، ورشقوا قوات الأمن وعناصر الباسيج بالحجارة وردّدوا شعارات تُطالب بإسقاط نظام الجمهورية الإسلامية. واستخدمت الشرطة الغاز المسيّل للدموع وأجرت عمليات توقيف واسعة النطاق لتفريق المتظاهرين. وتجمّع رجال ونساء خلعت كثيرات من بينهنَّ حجابهنَّ، في العاصمة طهران وفي مدن رئيسية أخرى في البلاد، لا سيما في مشهد وتبريز ورشت وأصفهان وكيش وشيراز وغيرها، فيما قتل 8 أشخاص من جرّاء القمع العنيف للحركة الاحتجاجية من قبل أجهزة النظام.

وبعدما أعلن محافظ كردستان اسماعيل زاري كوشا الثلثاء أن 3 أشخاص قُتلوا خلال تظاهرات في المحافظة التي كانت تُقيم فيها أميني، كشف قائد شرطة كردستان علي أزادي أمس وفاة شخص رابع. كما قُتل شخصان في محافظة كرمنشاه، وفق ما نقلت وكالة أنباء "فارس" عن مدّعي عام المحافظة شهرام كرامي.

وأفادت منظمة "هنكاو لحقوق الإنسان" الكردية والتي تتّخذ من النروج مقرّاً، عن قتيلين آخرَين، أحدهما في السادسة عشرة، وقد قُتل في مدينة بيرانشهر، والثاني في الثالثة والعشرين، وقد قُتل في مدينة أورميا، مشيرةً إلى أن 450 شخصاً أُصيبوا بجروح، و500 آخرين أوقفوا.

وأظهرت أشرطة فيديو تمّ تداولها بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي أن بين المحتجين الكثير من النساء اللواتي خلعنَ الأوشحة عن رؤوسهنَّ وعمدنَ إلى إلقائها في نيران أُشعلت في وسط الطريق، بينما عمدت أخريات إلى قصّ شعورهنَ بشكل قصير في تحرّك رمزي. وسُمعت هتافات بين المتظاهرين في طهران: "لا للحجاب، لا للعمامة، نعم للحرّية والمساواة".

كما هتف المتظاهرون، وفق أشرطة الفيديو المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي حتّى خارج إيران، على الرغم من القيود التي فرضت على الإنترنت وفق مرصد مراقبة الشبكة "نتبلوكس": "الموت للديكتاتور"، و"نساء، حياة، حرّية".

وفي السياق، كشف مرصد "نتبلوكس" لمراقبة انقطاعات الإنترنت أن إيران حدّت من قدرة المستخدمين على الوصول إلى تطبيق "إنستغرام". وأظهرت بيانات "نتبلوكس"، الذي يتخذ من لندن مقرّاً له، تعطلاً شبه كامل لخدمة الإنترنت في أجزاء من إقليم كردستان في غرب إيران منذ يوم الإثنين، بينما عانت العاصمة طهران وأجزاء أخرى من البلاد أيضاً من اضطرابات في الخدمة.

وكان وزير الاتصالات الإيراني عيسى زارع بور قد أشار في وقت سابق إلى أن الوصول إلى الإنترنت في إيران قد يتعطّل "لأسباب أمنية"، وقال: "بسبب القضايا الأمنية والمناقشات الجارية حاليّاً في إيران، قد يُقرّر الجهاز الأمني فرض قيود على الإنترنت ويُطبّقها".

ومن على منبر الأمم المتحدة، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن الشعب الأميركي "يقف إلى جانب" المحتجّين في إيران، وقال: "نقف إلى جانب شعب إيران الشجاع والإيرانيات الشجاعات، والذين يتظاهرون اليوم دفاعاً عن أبسط حقوقهم"، بينما اتهم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي من على المنبر ذاته، دول الغرب، بالنفاق في انتقادها لطهران.

وفي حين ألقى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي صباح أمس خطاباً في طهران لم يتطرّق فيه إلى وفاة أميني ولا إلى الاحتجاجات الصاخبة التي تهزّ البلاد، أشار رئيسي إلى وفاة نساء من السكان الأصليين في كندا وممارسات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلّة، و"وحشية" تنظيم "الدولة الإسلامية" تجاه نساء من أقليات دينية.

وقال رئيسي: "طالما لدينا هذا الكيل بمكيالين وحيث يتركز الانتباه فقط على جهة واحدة وليس على الكلّ، لن يكون لدينا عدالة وإنصاف حقيقيان"، فيما ادّعى أن بلاده لا تسعى إلى صنع أسلحة نووية أو حيازتها، وطالب بضمانات من الولايات المتحدة بأنها ستلتزم بأي اتفاق نووي يتمّ التوصل إليه، مشكّكاً في صدقية إدارة بايدن لإحياء الاتفاق النووي.

من ناحيته، رأى وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي خلال مقابلة مع وكالة "فرانس برس" أن التظاهرات التي سبّبتها وفاة الشابة مهسا تُظهر أن "طريقاً آخر ممكن" لإيران، معتبراً أن "القادة الإيرانيين يجب أن يُلاحظوا أن الناس غير راضين عن الاتجاه الذي سلكوه. يُمكنهم أن يسلكوا طريقاً آخر".

وبخصوص الملف النووي الإيراني، عبّر كليفرلي عن أسفه لأن "محادثات فيينا" النووية "لا تتقدّم بالسرعة التي كنّا نأمل بها"، وقال: "هي في أيدي الإيرانيين. عرض معقول جدّاً وبراغماتي مطروح على الطاولة".


MISS 3