الهجرة إلى إسرائيل في ذروتها بسبب العدوان على أوكرانيا

"حماس" تُحذّر من "حرب دينيّة مفتوحة" في المنطقة

02 : 00

عناصر من كتائب عز الدين القسّام في غزة أمس الأوّل (أ ف ب)

تحذير الحركة جاء على لسان عضو مكتبها السياسي محمود الزهار خلال مؤتمر صحافي عقده في المسجد العمري الكبير وسط مدينة غزة. وقال الزهار إن "استمرار عدوان الصهاينة ووحشيّتهم بحق القدس والمقدّسات سيكون سبباً في معركة كبرى نهايتها زوال الاحتلال"، مؤكداً أن تلك "الانتهاكات لن تمرّ".

وحمّل الدولة العبرية "المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذه الانتهاكات، وإمكانية جر ّالمنطقة كلّها إلى حرب دينية مفتوحة"، معتبراً أن "هذه الجرائم امتداد للانتهاكات الصهيونية السابقة بحق القدس والمسجد الأقصى التي أدّت إلى العديد من موجات التصعيد الخطرة... ولمخطّط التهويد الذي اعتمدته حكومة الاحتلال".

وحضّ الزهار الذي تلا بياناً بإسم "حماس" خلال المؤتمر، المجتمع الدولي والهيئات والمنظمات الدولية، على "اتخاذ الخطوات الضرورية لمنع هذه الانتهاكات الخطرة ووضع حدّ فوري لكلّ الأعمال الاستفزازية والعدائية الصهيونية في حرم الأقصى من دون قيد أو شرط".

كما شدّد على أن "سيف القدس"، وهو الاسم الذي أُطلق على المواجهة العسكرية بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة في العام 2021، سيبقى "مشرعاً حتى زوال الاحتلال". ودعا الفلسطينيين في "الضفة الغربية والقدس وفي الداخل الفلسطيني المحتلّ، إلى شدّ الرحال والنفير والرباط في المسجد الأقصى".

تزامناً، أعلنت وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية "كوغات" أنها ستزيد الأسبوع المقبل عدد تصاريح العمل لفلسطينيي غزة في إسرائيل بمقدار 1500 تصريح، ليصل المجموع الكلّي للتصاريح 17 ألفاً، في حال "بقي الوضع الأمني هادئاً" في القطاع.

وتبدأ احتفالات اليهود برأس السنة العبرية الأحد المقبل، يليها بعدها بعدّة أيام يوم الغفران. وبدأ مئات الإسرائيليين بالتوافد نهاراً وليلاً إلى المدينة القديمة للصلاة عند الحائط الغربي، حائط المبكى بالنسبة إلى اليهود وحائط البراق بالنسبة إلى المسلمين.

ويُشكّل المسجد الأقصى في القدس القديمة، الذي تشهد باحاته بانتظام مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين، مصدر توتر شديد بين المسلمين واليهود منذ عقود.

ويعتبر المسجد أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بعد مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة في السعودية، بينما تُعدّ باحة المسجد الأقصى، التي يُطلق عليها اليهود اسم جبل الهيكل، أقدس موقع في الديانة اليهودية.

من جهتها، أشارت منظمة "بيدينو" الإسرائيلية إلى ارتفاع "غير مسبوق" في عدد الزوّار اليهود إلى باحات الأقصى، مشيرةً إلى أن "الهدف أن يرتفع العدد العام المقبل إلى 100 ألف زائر"، فيما توجه النائب الإسرائيلي اليميني المتطرّف إيتمار بن غفير أمس إلى باحة المسجد الأقصى.

توازياً، أبلغت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد بأنها تُفكر في نقل السفارة البريطانية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، بحسب ما ذكرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية التي أوضحت أن ذلك جاء خلال لقائهما الأربعاء في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ونقلت الصحيفة عن متحدّثة باسم "داونينغ ستريت" أن تراس أبلغت لابيد بمراجعتها للموقع الحالي للسفارة البريطانية في إسرائيل. يُشار إلى أن تراس عندما كانت وزيرة للخارجية أدلت بتعليقات مماثلة خلال المنافسة على قيادة حزب المحافظين في رسالة إلى أصدقاء إسرائيل.

وعلى صعيد آخر، توقّعت وزارة الهجرة الإسرائيلية أن تُسجّل الدولة العبرية هذا العام رقماً قياسيّاً في الهجرة مدى عقدَين بسبب تدفق أعداد كبيرة من روسيا وأوكرانيا. وأوضحت وزارة الهجرة والدمج في بيان أن نحو 60 ألف مهاجر جديد وصلوا إلى إسرائيل خلال السنة اليهودية المنصرمة، وهو رقم يتوقع أن يصل إلى 64 ألفاً بحلول نهاية السنة التقويمية.

وفي أعقاب الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية، جاء ثلاثة أرباع المهاجرين الجدد إلى إسرائيل من روسيا (47 في المئة) وأوكرانيا (25 في المئة)، بحسب السلطات. وتُمثل الهجرة إلى إسرائيل من الولايات المتحدة وفرنسا هذا العام 6 في المئة و4 في المئة توالياً فقط من الوافدين الجدد.

وجاء في البيان أنه "بحسب تقديرات وزارة الهجرة فإنه بحلول نهاية عام 2022 من المتوقع وصول عدد من المهاجرين لم يُسجل إطلاقاً خلال العقدَين الماضيَين إلى إسرائيل".

ووفق وسائل إعلام إسرائيلية، تتسارع محاولات الروس المؤهلين للحصول على الجنسية الإسرائيلية، للانتقال إلى الدولة العبرية مع التعبئة الجزئية لجنود الاحتياط التي أعلنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إطار تصعيد حربه ضدّ أوكرانيا.

وأفادت صحف محلّية بأنّ وزيرة الهجرة بنينا تامانو شطا إلتقت أمس وزير المال أفيغدور ليبرمان، الذي يترأس مجموعة تدعم يهود الاتحاد السوفياتي سابقاً، لاتخاذ قرار في شأن الإجراءات اللازمة لاستقبالهم.

مع اقتراب احتفالات رأس السنة العبرية، حذّرت حركة "حماس" الإسلامية أمس من "معركة كبرى" في حال استمرّت "الانتهاكات" الإسرائيلية في القدس و"الأعمال الاستفزازية" في المسجد الأقصى.

MISS 3