في خطوة كانت متوقّعة من قبل الديموقراطيين الذين يشنّون حرباً ضروساً ضدّ الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، أقّرت اللجنة القضائيّة في مجلس النوّاب أمس لائحة الاتهام الموجّهة للرئيس الأميركي، ما يُعبّد الطريق أمام جلسة في مجلس النوّاب للتصويت على عزله بتهمتَيْ استغلال النفوذ وعرقلة الكونغرس. وصوّت الديموقراطيّون والجمهوريّون في اللجنة على أساس حزبي (23 مقابل 17) لصالح توجيه التهمتَيْن إلى ترامب، ما يُمهّد لجعله ثالث رئيس يُواجه احتمال عزله في تاريخ الولايات المتّحدة الأميركيّة.
واعتبر رئيس اللجنة جيري نادلر أنّه "يوم حزين وكئيب"، وذلك عقب التصويت الذي جرى بسرعة بعد نقاش لاذع استمرّ 14 ساعة في اليوم السابق. ووافق النوّاب على مادتَيْن، الأولى تتّهم الرئيس الجمهوري باستغلال النفوذ باشتراطه تقديم مساعدة عسكريّة لأوكرانيا ودعوتها إلى اجتماع في البيت الأبيض، بقيامها بفتح تحقيق بشبهات فساد مرتبطة بالمرشّح الرئاسي الديموقراطي جو بايدن. والثانية تتّهمه بعرقلة الكونغرس لرفضه القاطع التعاون مع كافة جوانب التحقيق.
أمّا الجمهوريّون فقد اتّهموا نادلر بإدارة محكمة تتجاهل مبادئ العدالة، ووصف النائب لوي غوميرت، الإجراءات، بأنّها "ستالينيّة". وأصرّ الجمهوريّون على دعمهم لترامب، رافضين القبول بأي من الاتهامات له بارتكاب تجاوزات، واتهموا الديموقراطيين بالعمل على تسريع اجراءات التحقيق. ووصف زعيم الأقليّة في مجلس النوّاب كيفن ماكارثي، الإجراءات، بأنّها "ليست أكثر من اغتيال سياسي للرئيس". وستُطرح مواد العزل أمام مجلس النوّاب، الذي من المتوقع أن يُصوّت عليها الأسبوع المقبل. وسيُفضي ذلك إلى محاكمة ترامب في مجلس الشيوخ، حيث من المتوقع أن تقوم الغالبيّة الجمهوريّة بحماية الرئيس بالتصويت رفضاً لإدانته وعزله.
وترامب الذي يرفض إجراءات العزل ويصفها بـ"حملة مطاردة شعواء من قبل متطرّفين يساريين"، كان خلال التصويت منهمكاً في العمل السياسي، وغرّد عن التوصّل إلى "اتفاق مرحلة أولى كبير جدّاً مع الصين"، بخصوص التجارة. لكن المسؤولة الإعلاميّة للبيت الأبيض ستيفاني غريشام، ندّدت بتصويت اللجنة القضائيّة واعتبرته "نهاية مخجلة" لما وصفته بـ"مهزلة بائسة". وقالت في بيان: "يتطلّع الرئيس الآن ليلقى في مجلس الشيوخ معاملة عادلة وتطبيق الاجراءات القانونيّة التي يواصل مجلس النوّاب منعها عنه بشكل مخزٍ".
