بعد اعتراف الكونغرس بـ"الإبادة الأرمنيّة"

تركيا تستدعي السفير الأميركي

10 : 20

إستدعت تركيا السفير الأميركي أمس غداة اعتراف الكونغرس بـ"الإبادة الأرمنيّة"، في إجراء زاد من غضب أنقرة في مرحلة حسّاسة بالنسبة إلى مستقبل العلاقات بين البلدَيْن. وذكرت الخارجيّة التركيّة أنّ نائب وزير الخارجيّة سيدات أونال أبلغ السفير الأميركي دافيد ساترفيلد بردّ فعل أنقرة، بعد أن حذّر مسؤولون أتراك من أن القرار سيُلحق ضرراً بالعلاقات بين واشنطن وأنقرة.

وبعد تصويت مجلس النوّاب بغالبيّة ساحقة في نهاية تشرين الأوّل على القرار، تبنّى مجلس الشيوخ الخميس بالاجماع نصاً "من أجل إحياء ذكرى الإبادة الأرمنيّة عبر الاعتراف بها رسميّاً"، في إشارة إلى المذابح التي ارتكبتها السلطنة العثمانيّة خلال الحرب العالميّة الأولى. ويدعو نص القانون أيضاً إلى "رفض محاولات إشراك الحكومة الأميركيّة في إنكار الإبادة الأرمنيّة".على صعيد آخر، وفي الشأن الداخلي التركي، كان لافتاً إطلاق رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داود أوغلو، الحليف السابق للرئيس رجب طيب أردوغان، حزباً جديداً بالأمس، قال إنّه يهدف إلى معارضة سياسة "عبادة الشخصيّة". وقال داود أوغلو، وهو يقف تحت لافتة ضخمة تحمل صورة مؤسّس جمهوريّة تركيا مصطفى كمال أتاتورك، أثناء احتفال لإطلاق الحزب في أنقرة: "كحزب، نرفض أسلوب السياسة التي يتمّ فيها عبادة الشخصيّة وموظّفين سلبيين". وكان وفد يضمّ قريبين من داود أوغلو قدّموا الخميس إلى وزارة الداخليّة طلباً لتسجيل هذا الحزب الجديد، الذي سيكون اسمه "حزب المستقبل".

ولم يذكر أوغلو اسم أردوغان خلال كلمته التي استمرّت نحو ساعة، لكنّه انتقد بوضوح السلطات الواسعة الممنوحة للرئاسة بموجب التعديلات الدستوريّة العام الفائت. وتابع السياسي الذي استقال من حزب "العدالة والتنمية" الإخواني الحاكم في أيلول الفائت: "لن يكون ممكناً الحصول على مجتمع ديموقراطي بوجود نظام مثل هذا". وأكّد أن حزبه سيُدافع عن حقوق الأقليّات وسيادة القانون وحرّية الصحافة والقضاء المستقلّ، في إشارة إلى تدهور الحقوق المدنيّة خلال حكم أردوغان.

ويرى محلّلون أن داود أوغلو يسعى إلى استمالة الناخبين المسلمين المحافظين من تأييد الحزب الحاكم. وحتّى لو تمكّن الحزب الوليد من اجتذاب جزء ضئيل من الناخبين، فقد يكون ذلك كافياً لإحداث مشكلات لأردوغان. وشغل داود أوغلو منصب وزير الخارجيّة ورئيس للوزراء في وقت حسّاس في علاقات تركيا الخارجيّة. لكن الرئيس التركي أجبره على الاستقالة في العام 2016، وسط خلافات بين الرجلَيْن على ملفات عدّة، خصوصاً تعديل الدستور بهدف تعزيز سلطات رئيس الدولة. وبعد صمت طويل، تخلّى داود أوغلو عن موقفه المتحفّظ وأخذ ينتقد أردوغان.

وليس رئيس الوزراء السابق المنشق الوحيد. فقد أعلن علي باباجان، الذي كان نائباً لرئيس الوزراء ووزيراً للاقتصاد إبان حكم أردوغان، أنّه سيُطلق حزبه في الأسابيع المقبلة. ويأمل معارضو أردوغان في أن تُساهم هذه الأحزاب المعارضة في اضعاف حزب "العدالة والتنمية"، الذي تعرّض لهزيمة غير مسبوقة في آخر انتخابات بلديّة في آذار.