مهاجمة أوديسا بمسيّرات إيرانيّة... والإمارات لتزويد ألمانيا بالغاز

واشنطن تُحذّر موسكو من "عواقب كارثيّة" إذا استخدمت النووي

02 : 00

طابور من السيّارت لروس يهربون من بلادهم على أحد المعابر مع منغوليا أمس (أ ف ب)

مع مواصلة الجيش الأوكراني تقدّمه الميداني على حساب قوات الاحتلال الروسي، جدّدت الولايات المتحدة التأكيد على أنها تأخذ تهديدات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام السلاح النووي على محمل الجد، إذ كشف مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان خلال مقابلة مع شبكة «أي بي سي نيوز» أمس أن واشنطن أبلغت موسكو بأنها ستواجه «عواقب كارثية» إذا اتخذت هذا الخيار.

وإذ قال سوليفان: «لقد كنّا واضحين معهم وأكدنا أنّنا سنردّ بشكل حاسم، جنباً إلى جنب مع حلفائنا وشركائنا»، أضاف: «هم يفهمون تماماً العواقب التي سيواجهونها إن سلكوا هذا الطريق المظلم»، معتبراً أن القوات الروسية في مأزق، لا سيّما أن الجيش الأوكراني يُحقق مكاسب مهمة في ساحات القتال.

ورأى أن إعلان الكرملين تعبئة مئات الآلاف دليل معاناة بوتين في أوكرانيا، لافتاً إلى أنّه «لا يُمكننا التنبؤ بما يحدث مع بوتين في الداخل». إلّا أنه أوضح في الوقت عينه أن التغيير سيأتي من الداخل وليس من الغرب. كما حذّر من أن بلاده ستفرض عقوبات جديدة إذا استمرّت موسكو بمسار الاستفتاء الذي أعلنت عنه قبل أيام في 4 مناطق أوكرانية، فيما ستُضاعف جهدها لتزويد كييف بالأسلحة.

وفي السياق ذاته، اعتبرت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس خلال مقابلة مع شبكة «سي أن أن» أن لندن وحلفاءها يجب ألّا ينصتوا إلى «طبول الحرب التي يقرعها» بوتين في شأن أوكرانيا، وقالت: «لا ينبغي أن نستمع إلى أحاديثه عن الحرب وتهديداته الجوفاء. بدلاً من ذلك، ما نحتاج إليه هو الاستمرار في فرض عقوبات على روسيا ومواصلة دعم الأوكرانيين».

توازياً، ذكرت أوكرانيا أن مدينة أوديسا الساحلية (جنوب) تعرّضت ليل أمس الأول لهجوم بطائرات مسيّرة إيرانية الصنع، بعد يومَين من هجوم روسي بطائرة مسيّرة مماثلة أدّى إلى مقتل مدنيَّين. وأوضحت القيادة العملياتية للجيش الأوكراني في جنوب البلاد أن «أوديسا هوجمت مجدّداً بطائرات مسيّرة انتحارية»، مشيرةً إلى أن «العدو استهدف المبنى الإداري في وسط المدينة 3 مرّات». وتابعت «أسقطت الدفاعات الجوّية (الأوكرانية) طائرة مسيّرة. ولم تُسجل إصابات».

وفي الغضون، تعهّدت السلطات الروسية إصلاح «الأخطاء» التي ارتُكبت في إطار إعلان بوتين التعبئة الجزئية، بعد استدعاء أشخاص تجاوزوا سنّ القتال أو مرضى أو معفيين لأسباب أخرى، ما أثار جدلاً وغضباً واسعين في المجتمع الروسي. وبعد إقرار غير معهود بحصول أخطاء، لامت رئيسة مجلس الشيوخ في البرلمان الروسي فالنتينا ماتفيينكو السلطات الإقليمية المُشرفة على التعبئة، وأمرت بـ»اتمام التعبئة الجزئية باحترام كامل للمعايير التي تمّ الإعلان عنها، ومن دون ارتكاب خطأ واحد». وتُشكّل هذه الاخفاقات مثلاً جديداً عن صعوبات التنظيم الهائلة والفوضى التي تشهدها روسيا منذ بدء غزوها لأوكرانيا، في وقت شوهدت فيه طوابير طويلة من المركبات على الحدود بين روسيا ومنغوليا أمس بسبب فرار الكثيرين من استدعاء الكرملين لمئات الآلاف من جنود الاحتياط.

وعلى صعيد آخر، كشف البريطاني أيدن أسلين الذي أُطلق سراحه في شرق أوكرانيا خلال عملية تبادل بوساطة سعودية أن خاطفيه عذبوه وطعنوه في ظهره وهددوه بالقتل وأجبروه على ترداد النشيد الوطني الروسي، في حين أعلن السفير الإسرائيلي لدى كييف أن بلاده ستستقبل 20 جنديّاً أوكرانيّاً أُصيبوا بجروح بالغة خلال الغزو الروسي لتقديم الرعاية الصحية لهم.

وبخصوص تنويع مصادر الطاقة لألمانيا والقارة الأوروبّية، توصّلت ألمانيا إلى اتفاقية مهمّة مع الإمارات أمس، تنصّ على تزويد أبوظبي الدولة الأوروبّية بالغاز المسال والديزل في 2022 و2023، وذلك خلال زيارة للمستشار أولف شولتز إلى أبوظبي. وشهد الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وشولتز مراسم توقيع الاتفاقية التي تنمّ عن «شراكة استراتيجية جديدة في مجال تسريع أمن الطاقة والنمو الصناعي»، بحسب ما أفادت وكالة «وام».


MISS 3