كييف: تسرّب الغاز من "نورد ستريم" هجوم إرهابي روسي

موسكو تنجز "تمثيليّة الاستفتاء والضمّ"... وتُلوّح مجدّداً بالنووي

02 : 00

من آثار تسرّب الغاز من خط "نورد ستريم 2" في بحر البلطيق أمس (أ ف ب)

كما كان متوقعاً، أتت نتيجة الاستفتاء المنظّم من قبل الكرملين، بحسب ما تشتهي سفن "القيصر" فلاديمير بوتين، إذ توالت السلطات الإنفصالية في منطقتَي زابوريجيا وخيرسون في الجنوب، وفي جمهوريّتَي لوغانسك ودونيتسك في الشرق، على إعلان فوز الأصوات المؤيّدة للانضمام إلى روسيا بأكثريات ساحقة، في استفتاءات رأى فيها مراقبون أنّها بمثابة "تمثيلية هزيلة" من زمن "المسرحيات السوفياتية" البائدة.

وبينما شدّدت الخارجية الأوكرانية على أن نتائج الاستفتاءات الروسية "لن تؤثّر" على تحرّكات الأوكرانيين على الجبهة، وفيما اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مداخلة أمام مجلس الأمن الدولي أنّه لا يُمكن لبلاده أن تتفاوض مع موسكو بعد "الاستفتاءات الزائفة"، توعّد الرئيس الروسي السابق ونائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف أن موسكو ستُدافع عن الأراضي التي تنوي ضمّها، لا سيّما من خلال "الأسلحة النووية الاستراتيجية".

وقال ميدفيديف: "سأكرّر الموضوع بعد مرّة للآذان الصمّاء... لروسيا الحقّ باستخدام أسلحة نووية إذا لزم الأمر". ولدى سؤال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف عمّا إذا كانت تصريحات ميدفيديف تُمثّل موقف موسكو الرسمي، ذكّر بالعقيدة العسكرية الروسية التي تنصّ على إمكانية شنّ ضربات نووية إذا تعرّضت أراض تعتبرها موسكو روسية لهجوم، في وقت أكد فيه بوتين أن الاستفتاءات تهدف إلى "إنقاذ سكان" هذه المناطق.

وفي ردود الفعل، تعهّد وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن بأن الغرب لن يعترف مطلقاً بضم روسيا للأراضي الأوكرانية، في حين أكدت إسرائيل بدورها أنها لن تعترف بنتائج استفتاءات الضمّ. وفيما زارت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا كييف للتعبير عن دعم بلادها لأوكرانيا، حيث إلتقت الرئيس الأوكراني، وصفت كولونا استفتاءات الضمّ بأنها "مهزلة". كما دعا السفير الصيني في الأمم المتحدة تشانغ جون خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي إلى احترام سيادة كلّ الدول وسلامة أراضيها.

وفي الأثناء، اعتبرت كييف أن التسرّب غير المفسّر للغاز من 3 مواقع من خطّي أنابيب الغاز "نورد ستريم 1" و"نورد ستريم 2" هو نتيجة "هجوم إرهابي مخطّط له" من موسكو "وعملاً عدوانيّاً ضدّ الاتحاد الأوروبي"، فيما تمّ تسجيل انفجارَين تحت الماء قبل اكتشاف 3 تسريبات على خط "نورد ستريم"، بحسب ما أفاد معهد رصد الزلازل السويدي.

وفي السياق ذاته، أكدت رئيسة وزراء الدنمارك ميتي فريدريكسن مساء أمس أن تسرّب الغاز الكبير الحاصل في خطَي الأنابيب "نورد ستريم 1" و"نورد ستريم 2" قرب جزيرة دنماركية في بحر البلطيق ناجم عن "عمل متعمّد" و"ليس حادثاً". كما تحدّثت رئيسة المفوضية الأوروبّية أورسولا فون دير لايين عن "عملية تخريب" استهدفت خط أنابيب "نورد ستريم"، في وقت افتتحت فيه بولندا والنروج والدنمارك خط أنابيب غاز استراتيجيّاً سيسمح للبولنديين والأوروبّيين بأن يُصبحوا أكثر استقلالية عن الشحنات الروسية.

وعلى صعيد آخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها لن تطلب من حكومات أجنبية تسليم آلاف الروس الذين فرّوا من البلاد بهدف تجنّب التعبئة الجزئية للقتال في أوكرانيا، في حين أفادت جورجيا وكازاخستان، الدولتان المجاورتان لروسيا، عن زيادة هائلة في عدد الروس الوافدين إليهما منذ إعلان بوتين "التعبئة الجزئية". وكشفت وزارة الداخلية في جورجيا أن عدد الروس الوافدين إليها تضاعف إلى نحو 10 آلاف يوميّاً.


MISS 3