إيران: "التظاهرات النسائية" متواصلة والقمع يزداد ضراوة

02 : 00

إمرأة إيرانية تلوّح بحجابها خلال التظاهرات في سنندج (لقطة من فيديو)

في تحدّ لحملة قمع دامية أسفرت عن مقتل نحو 80 شخصاً، واصل الإيرانيون تظاهراتهم لليلة الثانية عشرة توالياً أمس، احتجاجاً على وفاة الشابة مهسا أميني ولكي يُطالبوا بإسقاط نظام الملالي.

وأفادت وسائل إعلام معارضة مقارها في الخارج بأنّ احتجاجات واسعة النطاق استمرّت في مدن مختلفة، لكن نشطاء قالوا إنّ القيود المفروضة على الإنترنت تجعل من الصعب على نحو متزايد نشر لقطات فيديو بشكل كبير أو معرفة الحصيلة الفعلية للقتلى وأعداد المعتقلين.

وظهرت إمرأة وهي تلوّح بحجابها الذي نزعته عن رأسها في فيديو بثته قناة "مانوتو" التلفزيونية التي ذكرت أيضاً أن تظاهرة خرجت في مدينة شاباهار الساحلية الجنوبية.

وشوهدت نساء في سنندج عاصمة محافظة كردستان في غرب إيران، التي تتحدّر منها أميني، وهنَّ ينزعنَ الحجاب، كما جرت العادة خلال التظاهرات الأخيرة في أكثر من مدينة إيرانية، إضافةً إلى رجل يُضرم النار بلافتة للمرشد الأعلى علي خامنئي في مدينة شيراز الجنوبية، وفق تقارير بثها تلفزيون إيران الدولي ومقرّه لندن.

وفيما تخطّت حصيلة القتلى الأرقام الرسمية، ادّعت وكالة أنباء "فارس" شبه الرسمية أن نحو 60 شخصاً قُتلوا منذ وفاة أميني في 16 أيلول. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن وزير الصحة بهرام عين اللهي اتهامه للمتظاهرين بتدمير 72 سيارة إسعاف، بينما أكد نشطاء خارج إيران أن السلطات تستخدم سيارات الإسعاف لنقل قوات الأمن.

وعلى الرغم من ارتفاع حصيلة الضحايا وشنّ السلطات حملة قمع شرسة ضدّ الثوار، أظهرت مقاطع فيديو على "تويتر" استمرار خروج المتظاهرين الذين يُطالبون بإسقاط نظام الجمهورية الإسلامية أثناء اشتباكهم مع قوات الأمن في طهران وتبريز وكرج ويزد والعديد من المدن الإيرانية الأخرى.

وانضمّت مؤسّسة "فريدوم هاوس" إلى سائر مؤسّسات الفكر والأبحاث في انتقاد إيران، حيث دعت "الحكومات الأخرى للوقوف إلى جانب هؤلاء المتظاهرين الشجعان ومحاسبة المسؤولين الإيرانيين على انتهاكاتهم".

وأوضح مركز حقوق الإنسان في إيران ومقرّه نيويورك أن "إيران ما زالت تُعاني من انقطاع الإنترنت والهاتف المحمول، لكن يتمّ إرسال بعض مقاطع الفيديو"، في حين كشفت مهسا علي مارداني، الباحثة البارزة في منظمة "آرتيكل 19" للدفاع عن حرّية التعبير، أن حجب الإنترنت كان بنفس المستوى الذي كان عليه خلال احتجاجات تشرين الثاني 2019 التي اندلعت بسبب رفع أسعار الوقود.

وأضافت مهسا: "توقف نشر المحتوى كما كان عليه في السابق. انعدمت إمكانية الوصول إلى إيران"، محذّرةً من أن "هذا احتمال مخيف حقّاً يشي بمزيد من إراقة الدماء".