"الأمل بوحدة المعارضة".. حاصباني: الصّوت في ساحة النّجمة كان للفراغ

18 : 13

أكد النائب غسان حاصباني أن "الاوراق البيضاء الـ63 ليست كلها لفريق السلطة، بل من بينها أوراقٌ تعود لمستقلّين أو معارضين وبالإمكان أن يصوتوا في المرة المقبلة لمرشح المعارضة"، مضيفاً: "ما شهدناه اليوم، دلالة على إمكان انتخاب رئيسٍ ديمقراطيّ من قبل القوى الرافضة للسلطة الحاكمة ونهجها".


وأشار في حديثٍ إذاعيّ إلى أنّ "الخوف وضغط الفراغ عام 2016 أوصلا إلى ما نحن عليه، ولا يجوز أن نخافَ مجدداً اليوم من ضغط الفراغ الآتي". كما ورأى أنّ "الصوت اليوم كان للفراغ".


وإذ شدّد على أن "هناك أملاً، إن توحدت قوى المعارضة"، إستطرد: "لاحظنا استعجال "حزب الله" و"أمل" وحلفائهما لتطيير النصاب لأنّ أي انتخاب، يتطلب نصاب الثلثين. لقد لجأوا إلى الورقة البيضاء كي لا يظهر حجم الخلاف ضمن فريقهم".


وتساءل: "ما هذا الاستعجال لتشكيل حكومة قبل بضعة أسابيع من نهاية العهد وأي دور تستطيع أن تلعبَه؟"، مضيفاً: "إن كانوا جديين بإنتخاب رئيسٍ، فما الجدوى من التفاوض على تشكيل حكومة الا إذا كانوا يَسُوقون البلد إلى فراغ ويفاوضون على مواقع حكومية لتكرار تجربة حكومة الفراغ عام 2015-2016، حيث كان كل وزير رئيساً وكانت السياسة السائدة هي سياسة "مرقلي حتى مرقلك".


وأكّد "رفضَ العودة إلى الفراغ أو تعويم الحكومة لتعبئة الفراغ لأنّ هذا الأمر خطيرٌ جدّاً كونه مهّدَ سابقاً لانهيارٍ، وعلى وقعه، تمّ إيصالُ رئيس جمهوريّة لإدارة الانهيار"، مُحذّراً من أنَّ "فريقَ السلطة يعمل على الذهاب نحو الفراغ على الرغم من أن الوضع لم يعد يحتمل الفراغ إطلاقاً".


من جهةٍ أخرى، دعا حاصباني "التغييريين والمستقلين الى ان يتذكروا أنّ الناس منحوهم ثقتهم لأنهم يُريدون تغييراً حقيقياً ورئيساً قادراً على الحفاظ على الدستور، رئيساً إنقاذياً لإخراج لبنان من الأزمة، رئيساً منفتحاً على العالم لا يقود لبنان إلى مزيدٍ من العزلة، ورئيساً يرعى الحلول الماليّة والاقتصاديّة والسياسية والسيادية".


كما وشدّد على أنّه "لا ينفع وصول رئيس "تدوير زوايا" ومساومات ليُرضيَ الجميع، لأنَّ أيّ رئيس فارغٍ من المضمون والقدرات، لا يستطيع أن يفرضَ سيادةَ الدولة واحترام الدستور وتطبيق القوانين وإحترام إستقلاليّة القضاء، هو شبيه بالفراغ".


كذلك توجّه إلى مَن "يتحدثون عن رفض رئيسٍ من ضمن الاصطفافات" قائلاً: "مِن المعيب عليهم الوقوف بوجه من هو مصطفّ مع سيادة لبنان ودستوره وإنفتاحه على العالم ومع كرامة المواطن. إنّهم بطرحهم هذا، يسعون للتّوفيق بين الدولة واللا دولة وهذا هروب من الالتزام بمنطق الدولة".


ورداً على سؤالٍ بشأن ظاهرة قوارب الموت، أسف حاصباني "لمستوى اليأس الذي يدفع لبنانيّين إلى هكذا خير قد يكون قاتلاً"، وقال: "عاش لبنان مراحل شبيهة لمراكب الموت في أواخر الثمانينات وإن بشكل أخفّ ممّا يحصل اليوم. أنا كنت من الشباب الذين تركوا لبنان في البحر لمتابعة دراستي وأعرف ما يعني أن يكون الشّخص في قاربٍ صغير، حيث انتقلنا عبره بسبب الحصار يومها للوصول إلى الباخرة التي تذهب إلى قبرص".


وختم: "المفارقة في تجربة زوارق الموت أنّها كانت في حقبة عهد في نهاية الثمانينات وها هو الأمر يتكرّر في نهاية العهد عينه. كنّا نتأمل ألّا تتكرّر هذه التجارب وأن يتّعظَ من عاشَ خرابَ البلد مرّة، فيعمل بطريقةٍ أفضل حين أُعطيت له الفرصة عام 2016 على وقع مُطالبة المسيحيّين خصوصا بوحدة الصف".