واشنطن تُعاقب موسكو... وبايدن: بوتين لن يُرهبنا!

"القيصر" يضمّ مناطق أوكرانية ويُهدّد السلام العالمي

02 : 00

بوتين والمسؤولون المعيّنون من قبل موسكو في المناطق الأوكرانية المحتلّة بعد التوقيع على "معاهدات الضمّ" في الكرملين أمس (أ ف ب)

تتسارع الأحداث السياسية والعسكرية المرتبطة بحرب "القيصر" فلاديمير بوتين ضدّ أوكرانيا والنظام الدولي برمّته، خصوصاً بعد توقيعه بالأمس على "معاهدات" ضمّ 4 مناطق أوكرانية تحتلّها القوات الروسية، هي لوغانسك ودونيتسك وزابوريجيا وخيرسون خلال حفل كبير أُقيم في الكرملين، واعداً أنصاره الذين احتشدوا في الساحة الحمراء بتحقيق النصر، ما يُدخل الحرب الضروس ضدّ أوكرانيا مرحلة جديدة أكثر خطورة على السلام في أوروبا والعالم.

وبينما خاطب بوتين سكّان المناطق التي ضمّها للاتحاد الفدرالي الروسي قائلاً لهم: "أهلاً بكم في الوطن"، معتبراً أن هؤلاء "عادوا إلى وطنهم التاريخي"، حصّنت موسكو نفسها أمميّاً باستخدامها حق النقض لمنع تبنّي قرار في مجلس الأمن الدولي يُدين قيامها بعملية الضمّ، فيما امتنعت الصين والهند والبرازيل والغابون عن التصويت.

وسارع الرئيس الأميركي جو بايدن إلى التأكيد أن بوتين لن يُرهب أو يُخيف الولايات المتحدة وحلفاءها، منبّهاً إلى أن "حلف شمال الأطلسي" مستعدّ بالكامل للدفاع عن "كلّ شبر" من أراضيه. وإذ تطرّق إلى مساعدة جديدة لأوكرانيا بقيمة 12 مليار دولار وافق عليها الكونغرس، وعد بايدن بـ"مواصلة تقديم المعدّات العسكرية" لكييف "لتتمكّن من الدفاع عن نفسها".

كما أكد مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك سوليفان أن الجيش الأميركي المنتشر في أوروبا مستعدّ للردّ على "أي احتمال"، مشيراً إلى أن تعزيزات عدّة أُرسلت دعماً للقواعد الأميركية في أوروبا. لكنّه رأى أنّه ليس هناك مؤشر إلى استخدام روسي "وشيك" للسلاح النووي في أوكرانيا، محذّراً في الوقت عينه من أن الخطر قائم، فيما حذّر الكرملين في وقت سابق من أنّه سيعتبر الهجمات ضدّ أي جزء من المناطق الأوكرانية التي ضمّتها موسكو أعمالاً عدوانية ضدّ روسيا نفسها.

وفي خطاب سبق التوقيع على المعاهدات، طالب بوتين القوات الأوكرانية بوقف كافة عملياتها العسكرية والعودة إلى طاولة المفاوضات. واتّهم الغرب بالسعي إلى تحويل روسيا إلى "مستعمرة"، كما اتّهمه بتدبير انفجارات نجم عنها تسرّب الغاز في عدّة مواقع من خطوط أنابيب "نورد ستريم" التي تربط بين روسيا وأوروبا.

توازياً، فرضت الولايات المتحدة عقوبات "شديدة" على روسيا ردّاً على ضمّها أراضي أوكرانية. وشدّد بايدن في بيان على أن "الولايات المتحدة تُدين محاولة روسيا القائمة على الاحتيال لضمّ أراض أوكرانية ذات سيادة"، مستنكراً "انتهاك القانون الدولي والعبث بميثاق الأمم المتحدة".

والعقوبات الجديدة المعلنة والتي تُضاف إلى سلسلة كبيرة من العقوبات، طالت كلّ القطاعات في روسيا، وتستهدف أساساً مسؤولين روساً وصناعة الدفاع، وفق تصريحات البيت الأبيض ووزارة الخارجية ووزارة الخزانة. وتطال العقوبات خصوصاً أعضاء في الدوما وفي مجلس الاتحاد ومسؤولين حكوميين ومقدّمي خدمات للجيش الروسي.

وفي تحذير شديد اللهجة، أكدت الولايات المتحدة أنها ستفرض بالاتفاق مع دول "مجموعة السبع"، عقوبات على "أي دولة أو فرد أو كيان" يُقدّم الدعم لمحاولات روسيا للاستيلاء "بشكل غير قانوني" على أراض في أوكرانيا. وفي الوقت نفسه، أكدت دول "مجموعة السبع" في بيان أنها "لن تعترف أبداً بعمليات الضمّ المزعومة".

وفي أبرز ردود الفعل على الخطوة الروسية، ندّد الأمين العام لـ"حلف شمال الأطلسي" ينس ستولتنبرغ بضمّ روسيا "غير القانوني وغير الشرعي" لأربع مناطق في أوكرانيا، مؤكداً أن الحلفاء لن يعترفوا أبداً بأن هذه الأراضي تُشكّل جزءاً من روسيا، فيما تعهّد قادة الاتحاد الأوروبي بدورهم بأنهم "لن يعترفوا إطلاقاً" بضم روسيا غير القانوني لمناطق أوكرانية، واتهموا الكرملين بتعريض الأمن العالمي للخطر.

ميدانيّاً، ذكرت الشرطة الأوكرانية أن حصيلة القصف الروسي على قافلة من السيارات المدنية في زابوريجيا على الحدود بين المنطقة التي لا تزال تحت سيطرة أوكرانيا وتلك التي يحتلّها الروس، ارتفعت إلى 30 قتيلاً و88 جريحاً، بينما اعترف زعيم الانفصاليين الموالين لروسيا في منطقة دونيتسك دنيس بوشيلين أن القوات الروسية "محاصرة جزئيّاً" في بلدة ليمان الأوكرانية، لافتاً إلى أن الجنود الأوكرانيين يستعيدون قرى في المنطقة.


MISS 3