المخرجون المسرحيون في الصين يكافحون للحصول على حريتهم الفنية

11 : 10

يكافح الفنانون في الصين للتحايل على الرقابة الصارمة في البلاد، لاستمرارهم في إنتاج أعمال مسرحية تتكلم عن مواضيع سياسية واجتماعية تعتبر حسّاسة بالنسبة إلى المسؤولين.

تؤدي ممثلة دور الموظف السابق في أجهزة الاستخبارات الأميركية إدوارد سنودن فيما تمثل بيدها شكل سلاح توجهه صوب كاميرا مراقبة... وهذا النوع من المسرحيات عادة ما تمنع عرضه الجهات المكلفة الرقابة على الأعمال الفنية في الصين.

إلا أن فنانين مثل كاتب هذه المسرحية ومخرجها وانغ شونغ، يعملون في ما يمكن اعتباره نسخة صينية من "عروض بعيدة عن برودواي"، وهي عروض صغيرة غالباً ما تكون مرتجلة يسير فيها المشاركون على خط رفيع بين الرقابة والحرية الفنية.

وقال وانغ عن هذه المخاطرة: "روح التمرد خطيرة جداً. إذا وقع الفنان في ورطة في الصين فسيقوم الجميع بقطع العلاقات والتعاون والمحادثة معه".وتحدث وانغ إلى وكالة "فرانس برس" على هامش مهرجان ووجن المسرحي السنوي بنسخته السابعة في هذه المدينة القديمة القريبة من شنغهاي.

وتعمل حكومة ووجن على الترويج للمدينة كمركز للفنون ما يمنح المخرجين مجالاً أكبر للإبداع أكثر من أي مكان آخر.

لكن حتى في ووجن، يلجأ وانغ البالغ من العمر 37 عاماً إلى "الحيل" لتجنب الوقوع في متاعب مع حكومة تدفع المسرح إلى تمجيد الدولة الشيوعية ذات الحزب الواحد.



وغالباً ما يعرض المخرجون المستقلون أعمالهم في أماكن متنقلة مثل المعارض الفنية والمتاحف والمقاهي، ويتجنبون خشبات المسرح التي تتطلب موافقة مسبقة على النصوص، ويتردد إليها المسؤولون الحكوميون الذين يراقبون المحتوى الحساس.وأضاف وانغ: "إذا التزمت التحدث عن القضايا الاجتماعية العميقة فستجد أخيراً طريقة للتغلب على القواعد". ويستضيف عدد من المسارح في الصين أعمالاً حديثة على الطراز الغربي، لكن لا يزال عدد كبير من العروض المسرحية يمجد بالشيوعية أو يعيد سرد حكايات قديمة.

لكن وانغ وزملاءه أرادوا اجتياز الحدود والخطوط الحمر عبر إنتاج مسرحيات بمحتوى جديد، تتناول بعض المشكلات الاجتماعية والسياسية في الصين.

وقد تعرّضت مسرحيات وانغ الذي أسس فرقة "تياتر دو ريف إكسبريمانتال" قبل 11 عاماً في بكين، لمنع عروض لها من قبل.

"مستر بيغ" هي مسرحية عن الكاتب المنشق في أوائل القرن العشرين لو شون، الذي تطرق إلى القضايا الحساسة، وقد افتتحت على خشبات المسرح في العام 2016 لكنها منعت في وقت لاحق بشكل مفاجئ.

يستخدم الكاتب المسرحي المبتكر وانغ بوكسين، مؤسس فرقة مسرحية مقرها في شنغهاي ويبلغ من العمر 34 عاماً، الدعابة والسخرية في إنتاجات تسلط الضوء على ما يعتبره القيم الأخلاقية المعاصرة للصين.

وهو استلهم عمله الأخير الذي عرض للمرة الأولى في الساحات القديمة في ووجن، من احتجاز الشرطة لرسام كاريكاتور صيني شاب هذا العام بتهم كثيرة، منها "إهانة الشعب الصيني" برسوم كاريكاتورية ساخرة تصوّرهم أشخاصاً نهمين برؤوس خنازير.

وأدى الممثلون أدوارهم وهم يضعون رؤوساً تمثل تلك الحيوانات. وأوضح وانغ، الذي أسس فرقته الممولة ذاتياً هذا العام، "طالما أنك لا تبيع التذاكر، فلن تفرض عليك أي شروط ويمكن أن تحافظ على حريتك الفنية". ويعرض هوانغ باوشنغ، المخرج المسرحي الذي علم نفسه بنفسه، مسرحياته التي تدور حول الضغوط التي يواجهها الشباب الصيني في أسلوب يسميه "حرب العصابات"، إذ يعرضها في منازل الأصدقاء والمقاهي وحتى مواقف السيارات تحت الأرض. لكن هذا الأمر سببه التمويل أكثر من السياسة.وقال هوانغ (25 عاماً)، الذي شارك في تأسيس فرقة قبل ثلاث سنوات في مدينة هانغتشو القريبة: "الأموال هي أكبر مشكلة بالنسبة إلي وهي تقف في طريق إبداعي".

ويجعل افتقاره إلى المؤهلات المسرحية الرسمية التمويل الحكومي والخاص بعيد المنال، في حين يقول آخرون إن المحتوى الحساس يبعد الرعاة المحتملين.

وقال وانغ شونغ: "السلطات الصينية تريد أن تصبح صناعة المسرح هنا مثل برودواي لتجني أرباحاً وتساهم في الناتج المحلي الإجمالي"، لكنها تريد أيضا "التحكم به بشكل مطلق".

وسيقدم وانغ، الذي يعرض بانتظام مسرحياته في الخارج، مسرحية فردية جديدة في أستراليا العام المقبل من بطولته وموضوعها الرقابة. 


MISS 3