أكد أمين سرّ تكتّل الجمهورية القوية النائب السابق فادي كرم أن “حقيقة موقف القوات اللبنانية من تكليف رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري لا تتعلّق بأننا لا نريده رئيساً للحكومة الجديدة، بل نحن نبحث أولاً في مسألة شروط تشكيل الحكومة، بشخصية نثق بها، فيما نثق به (الحريري). ولكن ظروف تشكيل الحكومة حالياً تستوجب الأخذ في الاعتبار الحَراك الشعبي أولاً، وإحداث التغيير الجذري المطلوب في الوضع اللبناني”.
وأشار لـ”أخبار اليوم” الى “أننا كقوات، كنّا طرحنا قبل أشهر، ضرورة تشكيل حكومة حيادية. وبالتالي، أي رئيس مكلَّف، يمكنه أن يؤمّن تشكيل هذا النوع من الحكومات سنكون داعمين له، إذا كانت لدينا الثقة الكاملة به طبعاً”.
ولفت الى أن “شروط القوات تتعلّق بشكل الحكومة، لأن هذا ما ينقذ لبنان، في الوقت الراهن. فلبنان ليس في وضع عادي، ولا يُمكن إدارة البلد من خلال لعبة النفوذ والسلطة”.
ورداً على سؤال حول أن المرحلة القادمة تحتاج الى رئيس حكومة يضرب بيد من حديد في الملفات السياسية، لا أن يكون قوياً إقتصادياً فقط، أجاب كرم:”لا بأس في أن يكون قوياً سياسياً. ولكن الوضع الإستثنائي الحالي يفرض نفسه على الجميع. وبالتالي، يتوجّب أن تكون الشخصية التي ستُكَلَّف للتشكيل، مدعومة عن قناعة من كافة الأفرقاء الأساسيين في البلد”.
وأضاف:”إذا لم يتوفّر ذلك، لا يُمكن لأي شخصية أن تكون منتجة في تلك الحالة، حتى ولو تمّ تشكيل حكومة حيادية. والقناعة تتمحور حول أنه حان وقت إنقاذ لبنان، وتحرير رئيس الحكومة والحكومة الحيادية من الإرتباطات والمشاريع السياسية، بهدف التمكُّن من الإنتاج الإقتصادي والإجتماعي، القادر على استرجاع الثقة الداخلية والخارجية بالبلد”.
وشدّد على أنه “إذا لم نتصرّف هكذا، كأفرقاء سياسيين أساسيين، فإننا سنذهب الى أيام سوداوية أكثر من تلك التي نعيشها الآن”.
وحول النّدوب في العلاقة بين “القوات” و”المستقبل” بعد رفض تسمية الحريري أمس الإثنين، قال:”النّدوب في عالم السياسة ليست ثابتة، لأن السياسة متحركة. وقد تحدث بعض التباينات أو الجروح البسيطة، ولكن مصلحة الوطن وإنقاذه تبقى فوق الجميع، ويجب أن تتغلّب على كل شيء”.
وأضاف: “القوات اللبنانية وتيار المستقبل قدّما أكبر التضحيات والنضالات، والكثير من الشهداء الكبار، من أجل الوطن. وهذا يحتّم علينا التغلُّب على كلّ التباينات. ويُمكننا ذلك بالفعل”.
وعن رأيه في الإعتداءات المتكررة على المتظاهرين وحَرْق بعض الخِيَم في عدد من المناطق، اعتبر كرم أن “كل ذلك يشكل محاولة لضرب انتفاضة الشعب ضدّ الفساد والسلطة الفاسدة، ومحاولة لفرض نوع من الحكومات، لن تتسبّب إلا بالخراب والدمار أكثر للبنان”.
وختم: “من يتصرّف بهذه الطريقة، لا يملك أي حلّ، ولا يستطيع أن يقدّم للبنان إلا النموذج الإيراني”.
