5 قتلى من "الحرس" في اشتباكات سيستان بلوشستان

النظام الإيراني يواصل قتْل المحتجّين... ورئيسي يتوعّد "الأعداء"

02 : 00

تظاهرة ضخمة دعماً لـ"ثورة النساء" في إيران في مونتريال السبت (أ ف ب)

يتكشّف يوماً بعد يوم حجم الخسائر في الأرواح التي يتكبّدها المحتجّون الإيرانيّون على أيدي أجهزة النظام الأمنية وميليشيا الباسيج، إذ كشفت منظمة "إيران هيومن رايتس" مقتل أكثر من 92 شخصاً، بينما تُعتبر الحصيلة الحقيقية للقتلى أعلى بكثير لكن "الاضطراب" في الاتصال والإنترنت يحولان دون معرفة المعطيات الميدانية بالسرعة اللازمة، في وقت ادّعى فيه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن أعداء بلاده فشلوا في "المؤامرة" التي يُعدّونها ضدّها.

وفيما تهزّ أنحاء إيران تظاهرات تُطالب بإسقاط نظام ولاية الفقيه، قال رئيسي وفق بيان على موقع الرئاسية: "رغم أن ملف السيدة (مهسا) أميني يُتابع حاليّاً بشكل كامل ودقيق" من قبل السلطات المختصة، "يُتابع العدو تضليل الرأي العام بفضل إجراءات إعلامية مكثفة وواسعة"، مضيفاً: "دخل الأعداء إلى الساحة في المؤامرة الأخيرة وكانوا يقصدون عزل البلاد، لكن انهزموا في زمن كانت الجمهورية الإسلامية تتخطّى فيه مشكلاتها الاقتصادية وتُعزّز حضورها إقليميّاً ودوليّاً".

توازياً، أفادت "إيران هيومن رايتس" عن مقتل 41 شخصاً بأيدي قوات الأمن الإيرانية خلال اشتباكات حصلت نهاية الأسبوع الماضي في زاهدان في محافظة سيستان بلوشستان في جنوب شرق إيران، موضحةً أن التظاهرات خرجت بعد صلاة الجمعة احتجاجاً على اغتصاب مراهقة من أقلية البلوش في مركز الشرطة في جابهار، وقوبلت بقمع شديد من قوات الأمن.

وحضّ مدير "إيران هيومن رايتس" محمود أميري مقدم، الأسرة الدولية، على اتخاذ تدابير عاجلة لوقف قتل المحتجين، معتبراً أن "قتل متظاهرين في إيران وخصوصاً في زاهدان يرقى إلى جرائم بحق الإنسانية". ورأى أنّه "من واجب الأسرة الدولية التحقيق ومنع الجمهورية الإسلامية من ارتكاب جرائم أخرى".

وفي المقابل، أعلن الإعلام الرسمي الإيراني مقتل 5 عناصر من "الحرس الثوري" وجرح 32 آخرين جرّاء الاشتباكات في زاهدان، في حين أفادت وكالة "إرنا" بأنّ أحد عناصر قوات التعبئة قضى متأثراً بجروح أُصيب بها جرّاء تعرّضه "للطعن" خلال "أعمال الشغب الأخيرة" في مدينة قم.

وفي الغضون، ذكرت صحيفة "كيهان" المحسوبة على التيار المحافظ المتشدّد في إيران، أن مقرّها تعرّض لهجوم من "مثيري شغب" السبت، بعد انتقادها "مرتزقة" يُشاركون في الاحتجاجات. وتحدّثت عن أن "بلطجية تسبّبوا بأعمال الشغب في الأيام الماضية في البلاد، تجمّعوا أمام مقر "كيهان" (في جنوب طهران)، وحاولوا الدخول الى المبنى مردّدين إهانات وشعارات ضدّ الصحيفة".

وأوضحت أن "مثيري الشغب" ألحقوا أضراراً بالمبنى، مرفقةً ذلك بصور تُظهر واجهة زجاجية محطّمة ولقطات من كاميرات المراقبة تُظهر جمعاً من الأشخاص يقومون بإضرام النيران، في وقت ما زالت تخرج فيه تظاهرات ليلية في عشرات المدن والقرى الإيرانية ومن بينها العاصمة طهران.

وفي الخارج، تظاهر عشرات الآلاف في مونتريال ومدن كندية أخرى، بينها فانكوفر وتورنتو والعاصمة أوتاوا، السبت، تضامناً مع الاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ وفاة الشابة مهسا أميني بعد أن اعتقلتها شرطة الأخلاق الإيرانية. كما تظاهر مئات الأشخاص أمس في اسطنبول وديار بكر، المدينة الكبيرة ذات الغالبية الكردية في جنوب شرق تركيا، رافعين صوراً لنساء إيرانيات قُتلنَ خلال قمع التظاهرات التي تشهدها إيران، ولافتات كُتب عليها "نساء، حياة، حرّية!".

وفي باريس، تظاهر الآلاف بالأمس تنديداً بقمع النظام الإيراني للثوار، وسار الناشطون من ساحة الجمهورية حتّى ساحة الأمة في العاصمة الفرنسية. ومن الشعارات التي أطلقوها "انضموا إلى أوّل ثورة نسائية" و"مهسا أميني، اسمك ارتجف له طغيان الملالي" و"الموت للجمهورية الإسلامية" و"الموت للديكتاتور" و"إمرأة، حياة، حرّية".

وعلى صعيد آخر، نفى مجلس الأمن القومي الأميركي صحة تقارير إيرانية تتعلّق بتحويل أموال لطهران بعد إفراجها عن مواطن أميركي وابنه محتجزين في إيران. وأوضح المجلس في تغريدة عبر "تويتر" أن "التقارير الواردة من مصادر إيرانية عن تحويل أموال تتعلّق بالإفراج عن باقر نمازي وإبنه سياماك خاطئة بشكل قاطع".

وكانت الإدارة الأميركية قد رحّبت بالسماح للأميركي الإيراني باقر نمازي بمغادرة إيران بعد 7 سنوات من منعه من ذلك، والإفراج عن ابنه سياماك المسجون، فيما ذكر الإعلام الرسمي الإيراني أن طهران تتوقع الإفراج عن أرصدة عالقة لها في الخارج بعد "انتهاء المفاوضات مع الولايات المتحدة حول السجناء" من البلدَين.


MISS 3