البابا يُندّد بـ"الضمّ" ويُحذّر من "التصعيد النووي"

نكسات الروس تتوالى ميدانياً: كييف تحرّر ليمان

02 : 00

جنديّان أوكرانيّان يتجوّلان في منطقة خاركيف أمس (أ ف ب)

ما زالت القوات الأوكرانية تُسجّل مكاسب ميدانية تكتيكية واستراتيجية على حساب جيش الاحتلال الروسي، حيث استعادت كييف بلدة ليمان الواقعة في منطقة دونيتسك التي ضمّتها روسيا، ما يُثير مخاوف جدّية من احتمال اتخاذ القيادة الروسية القرار باستخدام أسلحة غير تقليدية، كـ"النووي التكتيكي"، لوقف تقدّم المقاومة الأوكرانية وفرض "صدمة نووية قاتلة" على القيادة والشعب الأوكرانيين للاستسلام، في حين أقرّت المحكمة الدستورية الروسية بقانونية معاهدات ضمّ أراض أوكرانية وقّعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقرابة ظهر أمس، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في تسجيل مصوّر نشر على مواقع التواصل الاجتماعي: "منذ الساعة 12:30، تمّ تطهير ليمان بالكامل. شكراً لجيشنا!"، فيما كان زيلينسكي قد توقّع السبت تحقيق هذا الانتصار الهام نظراً إلى أن ليمان تعتبر صلة وصل لخطوط السكك الحديد. وتُشكّل الاستعادة الكاملة لليمان انتصاراً رئيسيّاً لكييف ونكسة للروس العاجزين عن ترسيخ سيطرتهم على الأراضي التي يحتلّونها في أوكرانيا، وتطرح بالتالي مشكلة كبيرة للقوات الروسية التي تجد نفسها في موقع دفاعي ومضطرّة إلى رسم خط جبهة جديد.

لكن على الرغم من الصعوبات الهائلة التي تواجهها روسيا ميدانيّاً منذ بدء الهجوم الأوكراني المضاد في مطلع أيلول، تسلك الآلية القضائية لضمّ مناطق أوكرانية مسارها في موسكو. وبعدما وقّعت الجمعة في الكرملين معاهدات ضمّ الأراضي الأوكرانية مع زعماء المناطق الانفصالية والمحتلّة في أوكرانيا، أقرّت المحكمة الدستورية الروسية أن هذه المعاهدات "متوافقة مع الدستور". وكشف رئيس مجلس الدوما فياشيسلاف فولودين أن أعضاء المجلس سيُناقشون مشروع قانون للمصادقة على المعاهدات اليوم.

وبعدما دعا رئيس جمهوريّة الشيشان الروسيّة رمضان قديروف موسكو إلى استخدام "أسلحة نوويّة محدودة القدرة" في أوكرانيا، من دون أخذ "المجتمع الغربي الأميركي في الاعتبار"، كشفت صور أقمار اصطناعية وجود قاذفات قنابل روسية قرب حدود فنلندا للمرّة الأولى، ما زاد المخاوف من لجوء بوتين لاستخدام السلاح النووي. وبحسب صحيفة "ذا صن" البريطانية، فإنّ شركة الاستخبارات الإسرائيلية "إيمدج سات إنترناشيونال" رصدت وجوداً غير معتاد للقاذفات الاستراتيجية الروسية "تو 160" و"تو 95" في قاعدة أولينيا الجوية، التي تستخدم منذ حقبة الحرب الباردة كحقل انتشار للقوات الجوية الروسية، وكان يُمكن أن تكون قاعدة انطلاق لضربات نووية على الولايات المتحدة.

وفي الغضون، كشفت برلين أن ألمانيا والدنمارك والنروج ستُزوّد أوكرانيا 16 منظومة مدفعية من طراز "هاوتزر" اعتباراً من العام المقبل. ويأتي الإعلان بعد زيارة أجرتها وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبريشت لأوكرانيا في نهاية الأسبوع، هي الأولى منذ بدء الغزو الروسي في شباط، فيما صرّح وزير الصحة الألماني كارل لاوترباخ بأنّ ألمانيا "في حرب" مع بوتين، ليكون بذلك أوّل وزير فدرالي يُدلي بمثل هذا التصريح.

توازياً، تعهّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "العمل مع شركائه الأوروبّيين على فرض عقوبات جديدة" على روسيا. وخلال محادثة هاتفية مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، جدّد ماكرون تأكيد "إدانته بأشدّ العبارات ضمّ روسيا غير المشروع" 4 مناطق أوكرانية، وفق بيان للرئاسة الفرنسية، في وقت أكد فيه رؤساء 9 دولٍ في وسط أوروبا وشرقها، هم أعضاء في "حلف شمال الأطلسي"، في إعلان مشترك، أنهم "لن يعترفوا أبداً بالمحاولات الروسية ضمّ الأراضي الأوكرانية".

وكان لافتاً بالأمس موقف الحبر الأعظم الذي حضّ بوتين على "وقف" دوامة العنف في أوكرانيا، مستنكراً بشدّة عمليات ضمّ المناطق "المخالفة للقانون الدولي". وقبل صلاة التبشير الملائكي في ساحة القديس بطرس، توجّه البابا فرنسيس إلى "رئيس الاتحاد الروسي، سائلاً إياه أن يوقف، محبّة بشعبه أيضاً، دوامة العنف والموت هذه".

وأسف البابا بشدّة "للوضع الخطر الذي نشأ في الأيام الأخيرة... فهو يزيد من مخاطر التصعيد النووي، لدرجة تُثير مخاوف من عواقب كارثية لا يُمكن السيطرة عليها على المستوى العالمي"، متسائلاً: "ماذا عن حقيقة أن البشرية تجد نفسها مرّة أخرى أمام التهديد الذري؟ هذا أمر غير منطقي".


MISS 3