قانون أميركي يستهدف داعمي النظام السوري

أردوغان: النفط مقابل التوطين

02 : 00

خرج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بطرح جديد على الدول الكبرى في شأن اللاجئين السوريين أمس، إذ لا يزال يُلوّح بهذه الورقة الحسّاسة من أجل ابتزاز أوروبا والغرب، فوجّه نداءً إلى القوى العالميّة الفاعلة دعاها فيه الى استخراج النفط السوري وإنفاق عائداته على اللاجئين الذين سيتمّ توطينهم في الشمال السوري، وذلك في كلمة له ألقاها خلال مشاركته في المنتدى العالمي للاجئين في مكتب الأمم المتّحدة في جنيف.

واستشهد أردوغان بعبارة كتبت على جدران مدينة حلب: "لو كان ما يسيل من أطفالنا نفطاً بدل الدم لتدخّل العالم فوراً"، معتبراً أن "الجهود المبذولة لحماية آبار النفط لم تُبذل من أجل الأطفال الفارين من البراميل المتفجّرة للنجاة بأرواحهم". وقال: "لنستخرج معاً النفط من الآبار التي يُسيطر عليها الإرهابيّون في سوريا، ولنُنجز مشاريع بناء الوحدات السكنيّة والمدارس والمستشفيات، في المناطق المحرّرة من الإرهاب، ونُوطّن اللاجئين فيها"، مضيفاً: "لكن لا نلمس إستجابة لهذه الدعوة، لأنّ النفط أهم بالنسبة إليهم".

وشدّد الرئيس التركي على "ضرورة تطبيق صيغ تُبقي النازحين في أراضيهم وتُعيد اللاجئين في بلدنا إلى وطنهم من جديد"، مشيراً إلى أن "عودة السوريين إلى وطنهم بعد تحقيق الاستقرار وعودة الحياة لطبيعتها هامة، بقدر أهمّية مكافحة الإرهاب".

تزامناً، صادق مجلس الشيوخ الأميركي على تشريع يسمح لحكومة الولايات المتّحدة باتخاذ إجراءات جديدة ضدّ داعمي السلطات السوريّة، إذ أقرّ حزمة وثائق وتشريعات تدخل ضمن الموازنة الدفاعيّة للولايات المتّحدة، والتي تصل قيمتها إلى 738 مليار دولار، وبينها "قانون قيصر"، الذي يوصف هدفه بـ"حماية السكان المدنيين في سوريا".

وينصّ القانون على اتخاذ إجراءات إضافيّة ضدّ الجهات التي تدعم العمليّات العسكريّة للقوّات الحكوميّة الموالية للرئيس السوري بشار الأسد، خصوصاً روسيا وإيران. وأوضحت لجنة شؤون القوّات المسلّحة في مجلس الشيوخ أن هذه الوثيقة تقضي بـ"فرض عقوبات على الجهات التي تُقدّم دعماً لمحاولات نظام الأسد تحقيق انتصار عسكري في الحرب الأهليّة السوريّة". وكشفت وكالة "أسوشيتد برس" أن هذه الإجراءات تشمل تطبيق عقوبات على شركات أجنبيّة في حال تبيّن أنّها تُقدّم أي دعم لعمليّات جيش النظام السوري. كما ينصّ هذا القانون على السماح لوزير الخارجيّة الأميركي بتأييد الملاحقة القضائيّة بحق مرتكبي جرائم حرب في سوريا.

ميدانيّاً، قُتِلَ 23 مدنيّاً وأصيب العشرات في قصف جوّي وبرّي متفرّق شنّته قوات النظام على مناطق عدّة في محافظة إدلب في شمال غربي سوريا أمس، وفق ما أفاد "المرصد السوري"، الذي أشار إلى أن "قصفاً برّياً لقوّات النظام أوقع ستة قتلى مدنيين من عائلة واحدة، بينهم أم وأطفالها الثلاثة، في قرية بداما في منطقة جسر الشغور"، في ريف إدلب الشرقي.