بو صعب: أيّام لا أسابيع للتوقيع

إجتماعٌ ثلاثيّ لترسيم الحدود البحريّة.. بري: "قمحة ونصّ" وميقاتي: موقفنا موحّد

18 : 56

أفضى الاجتماع الذي دعا إليه رئيسُ الجمهوريّة ميشال عون، بعد ظهر اليوم الاثنين، في قصر بعبدا، وحضره رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي للبحث في العرض الذي قدّمه الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين لترسيم الحدود البحرية الجنوبية، إلى تبني الملاحظات التي وضعتها اللجنة الفنيّة لترسيم الحدود البحرية والتي تؤكّد على الثوابت اللبنانية التي اعتُمِدت منذ بدء المفاوضات وتحفظ للبنان حقوقه وتؤمّن مصلحته.


وكان تأكيد على وحدة الموقف اللبناني حيال عرض هوكشتاين والذي سيبلّغ إلى الوسيط الأميركي خلال الساعات القليلة المقبلة.


وبموجب هذه الملاحظات، تمّ إدخالُ تعديلاتٍ على العرض الأميركيّ سيتسلمها هوكشتاين، وينقلها الى الجانب الإسرائيلي.


وكان قصر بعبدا شهد عند الأولى من بعد ظهر اليوم اجتماعاً برئاسة عون تمهيداً لاجتماعه بالرئيسين بري وميقاتي، ضم أعضاء اللجنة الفنية لترسيم الحدود البحرية المؤلفة من: نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، الوزير السابق سليم جريصاتي، مدير عام الامن العام اللواء عباس إبراهيم، مدير عام رئاسة الجمهورية أنطوان شقير، مستشار رئيس مجلس النواب علي حمدان، عضو هيئة إدارة قطاع البترول وسام شباط، رئيس مصلحة الهيدروغرافيا في القوات البحرية المقدم عفيف غيث.


وتمّت خلال الاجتماع مناقشة ملاحظات الرؤساء عون وبري وميقاتي على عرض الوسيط الأميركي وتوحيدها، وهي تتناول نقاطاً تقنية وقانونية.


وصول الرئيسين بري وميقاتي

وعند الثالثة بعد الظهر، وصل إلى قصر بعبدا الرئيس ميقاتي ثمّ الرئيس بري الذي قالَ وهو في طريقه إلى مكتب الرئيس عون رداً على سؤال عمّا إذا كان الجواب اللبنانيّ سيكون "قمحة أم شعيرة": "إن شاء الله قمحة".


وعقدت خلوة ضمت الرؤساء عون وبري وميقاتي، عُرِضَت فيها المعطيات المتوافرة في ضوء عرض الوسيط الأميركيّ وردود الفعل عليه داخل لبنان وخارجه. ثمّ انضم أعضاء اللجنة الفنية الى الاجتماع وعرضوا الصيغة الموحّدة للملاحظات التي تبنّاها الرئيس عون والرئيسان بري وميقاتي.


بري

ولدى خروج الرئيس بري، قال للصحافيين رداً على سؤالهم: " الموقف واحدٌ وموحّد وهذا هو المهمّ". وأضاف: "قمحة ونصّ".


ميقاتي

وتحدث الرئيس ميقاتي بعد الاجتماع فقال: "بدعوة من رئيس الجمهوريّة لكلٍّ من رئيسَي مجلسي النواب والوزراء، اجتمعنا اليوم للبحث في العرض المقدّم من الوسيط الأميركيّ في ما يتعلّق بترسيم الحدود البحريّة، وسبق اللقاء اجتماعُ اللجنة التقنية.


كان لدينا، دولة الرئيس وأنا، بعض الملاحظات، تبيّن أنّ اللجنة التقنية أخذت بها كلّها وسيكون لدينا ردٌّ للوسيط الأميركيّ ضمن هذا السياق كاملاً. أودُّ أن أؤكّدَ أنَّ الأمور والمسلّمات والأعمدة الأساسية في هذا الاتفاق تامّة، وان شاء الله، الأمور ميسّرة وعلى الطريق الصحيح، ويهمُّني أن أؤكّد أنّ موقفنا كلنا موحد لما فيه مصلحة لبنان".


بو صعب

من جهته، كان لنائب رئيس مجلس النوّاب حوار مع الصحافيين، استهله بالقول: "نفتخر بأنّ هذا الاجتماع الذي ترقبه الجميع، رسّخ موقفاً لبنانياً موحداً وهو كان احد عوامل القوة التي تمتع بها لبنان خلال فترة التفاوض، واوصلنا الى الوضع الحالي. والفريق التقني الذي اجتمع اليوم وحّد ايضاً كل الملاحظات وتبيّن لنا أنّنا كلنا نحمل الملاحظات نفسها، وقد تمَّ توحيدُها لرفع تقريرٍ في وقتٍ قريب وإرساله إلى الوسيط الأميركيّ كردٍّ على الطرح الأخير".


وتابع: "كان لدى كلٍّ من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء استفسارات تمّ توضيحها مع الفريق المعنيّ، وأصبح التقرير جاهزاً لرفعه، وأتوقّع أن يكون جاهزاً غداً كحدٍّ أقصى، للردّ على العرض المقدّم وليتسلّمه الوسيط الأميركيّ، وعلى ضوء ذلك، سيجري تعديلات لعرض الموضوع على الفريق الآخر، وعلى هذا الأساس فإن العمل متواصل ليلاً ونهاراً مع الوسيط الأميركي ونأمل أن نحصلَ على الجواب النهائي قبل نهاية الأسبوع الحالي، وبعدها يصدر الموقف اللبنانيّ النهائيّ الموحّد بعد تسلم الموقف النهائي أكان سلبياً أو ايجابياً. لن أُكرر ما صرّح به دولة الرئيس بري ودولة الرئيس ميقاتي، وقد نقلا الجوَّ العام الذي سادَ خلال الاجتماع".

وأجاب رداً على سؤال: "نحن اليوم أعطينا جواباً على الطرح المقدم بالتعديلات والملاحظات الموحّدة التي تقدمنا بها، وليس جواباً نهائياً. وبالتالي، ننتظرُ العرضَ النهائي الذي سيأخذ في الاعتبار ملاحظاتنا.

نحن لم نتوقع ولم نقُل يوماً إنّنا سنقبل فوراً بالعرض الذي سنتلقّاه ونوقع عليه، ولكن كما يُقال "الشياطين تكمن في التفاصيل" وكما سبق وقلت إنها باتت شياطين صغيرة، نأمل أن نتخطاها، إنّما موقف لبنان النهائيّ لم يُعطَ بعد في انتظار الموافقة النهائيّة لعرضها على فخامة الرئيس ودولة الرئيس بري ودولة الرئيس ميقاتي".


سئل: اذا لم يتم الاخذ بالملاحظات، ما هو مصير الاتفاق؟ وإسرائيل تقول إنها ستستفيد من حقل قانا، فكيف ذلك؟

أجاب: "لا أريد أن أدخل في بنود الموقف اللبناني، ولكن لبنان حصل على كامل حقوقه في حقل قانا. وبالنسبة إلى الملاحظات، هي موجودةٌ بالفعل ولديّ قناعة أنّه يمكننا الحصول على جزءٍ كبير منها لأنها قانونيّة ومنطقيّة ونحن أصحاب حق، والبعض قد ينتقدني حين أقولُ هذا الكلام ولكن لم نرَ خلال تعاطينا مع الوسيط الأميركيّ أنّه مع طرف ضدّ آخر، بل كنّا نراه يسعى الى إعطاء كلّ صاحب حقٍّ حقه والوصول إلى الخواتيم السعيدة. نحن لم نقل إننا نرغب في الحصول على كل شيء وان يكون الفريق الآخر خاسراً، ولا نقبل أن يأخذ الآخر من حقوقنا أي شيء. هذه هي المعادلة الذهبيّة التي حكمت التفاوض واوصلتنا الى وضعنا الحالي".


سئل: متى تتوقعون التوقيع؟

أجاب: "اذا تم الاخذ بالملاحظات التي وضعناها، فإنّ الحديث بات عن أيام وليس عن أسابيع".


سئل: تتحدث إسرائيل عن تعويضات ستحصل عليها من حقل قانا، وقد رفضت رئاسة الجمهورية هذا الامر. هل يمكن للطرف الآخر تعديل هذه الأمور؟

أجاب: "نحن ما زلنا على الكلام الصادر عن رئاسة الجمهورية ولم يتغيّر أي شيء بالموقف".


سئل: إذا سارت الأمور كما يجب، هل سيكون التوقيع على معاهدة أم على اتفاقية لعرضها على مجلس الوزراء وبعدها مجلس النواب؟ وهناك رسالةٌ للبنان إلى الأمم المتحدة عن منطقة متنازع عليها جنوب الخط 23، هل ما زالت هذه الرسالة قائمة؟

أجاب: "لا اود الدخول في التفاصيل، ولكن المناطق المتنازع عليها تبقى موضع نزاع إلى حين البت بها. أما مسألة التوقيع، فنحن لا نعترف بالعدوّ الإسرائيلي وبالتالي ليس هناك من معاهدة أو اتفاقية، هذا موضوع لديه ترتيبات معيّنة، والوسيط الأميركيّ كان حريصاً على خصوصيّة لبنان من هذا المنطلق واقتراحه يُراعي هذه الخصوصيّة، وهناك آليّةٌ واضحة وصريحة في البنود تُعالج هذا الموضوع مع ضماناتٍ واضحة".


سئل: هل هناك فعلاً من ضمانات أميركية في ضوء الكلام الاسرائيلي امس واليوم؟

أجاب: "لا ارغب في التعليق على ما يقوله الإسرائيليّون، ولكنهم يعلمون جميعاً مكمن القوّة في لبنان".


سئل: ما هو مكمن القوة لدى لبنان؟

أجاب: "مكمَنُ القوة معروف وكي لا نختبئ خلف اصبعنا، نحن في صراعٍ مع العدوّ الإسرائيلي منذ فترة طويلة، ولا أرغب في الكلام من على هذا المنبر لأنّ كلامي يمثلني شخصياً ونابع من قناعة بما أوصلنا إلى هنا خلال المفاوضات. هناك توازنٌ بالتعاطي بين لبنان والعدوّ الإسرائيليّ، شئنا أم أبينا، وقد تكرّس هذا التوازن في فترةٍ من الفترات بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، هذا الامر موجود وقائم. ولكن التفاوض إنطلق بطريقة دبلوماسية ولم نستفز أحداً، ولا نرغب في التفاوض من منطلق قوة لانه ينسف المفاوضات، فالفريق الآخر يعتبرُ أنه يملكُ القوةَ لاخذ ما يريده في المفاوضات. أمّا النقطة الثانية الأساسية التي أعطت قوةً للبنان، هي وحدةُ الموقف واليوم كان فخامة الرئيس حريصاً عليه من خلال دعوتِه إلى الاجتماع، وأكده دولة الرئيس بري خلال الاجتماع. إنّ وحدتنا وموقفنا الموحّد هما مكمن قوة أساسيّ تمّت ترجمته بالنتيجة التي وصلنا اليها".


سئل: هل السيادة هي للبنان او لإسرائيل على حقل قانا؟

أجاب: "السيادة على المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان تعود اليه، اما موضوع حقل قانا فلا احداثيات لدينا لنعرف اين ينتهي هذا الخط في الطرف الآخر، ولكن في ما خص الثروة الموجودة فيه سيحصل لبنان على حصته كاملة".

MISS 3